ابتهال بليبل رغم أن هناك أشياء صغيرة تؤرقني في تصرفات البعض، إلا أنني أعتبرها أحياناً مسألة شخصية ومن غير اللائق الإفصاح عنها، فهي خيبة واضحة بنظر مجتمع ينظر للحياة وكأنها شحنة من هموم ومسؤوليات تغني عن متابعة التفاصيل الدقيقة..
ولا ادري ماذا حدث لبعض النساء في أيامنا هذه؟ وهن منشغلات بانتهاك خصوصيات الغير، قد يكون هذا السؤال - ظاهرة للمناقشة – إلا أنه واقعي في زمن البحث عن حرية المرأة!. كل يوم فلانة خرجت وتلك دخلت، هذه تحدثت مع هذا، وتلك انفصلت عن زوجها، أما الجميلة فقد تزوجت من شاب عاطل وتبحث له عن وظيفة ما، وو..الخ.. والاهم في كل هذا، تلك النهايات التي تنسج وفق تصورات حدسية..بالطبع حدسية فهذا النوع من النساء لديهن شهية غريبة للتبرع بتفسيرات يعتبرنها منطقية لما يجري حولهن.. وما أن تصطدم واحدة من النساء بتلك المفسرات حتى تصيبها أعراض الانتهاك، نعم انتهاك يحوّل خصوصياتها إلى مشهد استعراضي يهجم عليها طوفان هائل من الهمز واللمز. وأفضع ما في هذا الأمر، عندما تشب معركة مع فضولية منهن، تتعدى عليكِ، تردّين عليها، ولكن ردكِ لن يكون بالمستوى.. لان ردها عادة يكون كالتراث عندها تتعلمه في طفولتها، لتفاجئ بأن نساء العالم من حولنا تفوقن علينا بحصولهن على جوائز الإبداع العلمي والفني والثقافي والانجازات الحضارية المختلفة، ونحن تفوقت نساؤنا عليهن في انتهاك خصوصيات نساء أخريات.. ولأن كل من في هذا الوجود يحمل قضية، فهل نستطيع أن نسأل هذا النوع من النساء يوماً، أن يفسرن أبعاد قضيتهن في انتهاك خصوصيات الغير؟!أعلم أنهن لا يمتلكن الرغبة بسماع مثل هذه الأسئلة، لأنهن للأسف يستمتعن بتشويه معالم الغير، ولا تقف المسألة عند هذا الحد.. بل أصبحن يعشن عصر – العرض والطلب -، لقد أصابتني نوبة هستيرية كلما قابلت واحدة منهن، وإذا بي أرى كما ترى الطفلة على شاشة التلفاز فيلماً كتب عليه للكبار فقط، يعرض فيه مخلوقات عشوائية ومتحولة.. وكأنه كابوس يفقع العين. وبعد، تبدو صورة هذا النوع من النساء بعض الشيء واقعية، وكل شيء في حياتهن عرض وطلب، حتى تصبح الواحدة منهن في كثير من الأحيان فريسة لقانون الطلب والعرض.. ولا اعرف هل هي غلطتهن؟ أم غلطة المجتمع ونظمه وأساليبه؟!.
عثرات أنثى :عندما تُنتهك خصوصيّة المرأة!
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 26 أكتوبر, 2011: 05:19 م