ترجمة: نجاح الجبيلي ستيفن سويدبرغ: مخرج أميركي من مواليد 1963 حائز عن جائزة الأوسكار عن فيلمه "أيرين بروكوفيتش"-2000، وجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان عن فيلمه "جنس وأكاذيب وشريط فيديو"-1989، كما أخرج عدداً من الأفلام التي حازت على نجاح تجاري مثل "ترافك" وسلسلة أفلام "أوشن". وفي هذه المقابلة التي أجراها جاسون سولومون من صحيفة الأوبزرفر يتحدث سويدبرغ عن السياسة وصناعة الأفلام.
* ألا يكون من الصعب صنع أفلام هجائية وسياسية على أساس ليبرالي في أميركا وكذلك أفلام ضخمة باردة مثل سلسلة أفلام "أوشن" وآخر فيلم لك " العدوى"؟أصبحت كلمة "ليبرالي" كلمة قذرة في أميركا. وقد جعلت شريرة إلى حد مروع. وهذه مشكلة كبيرة مع اليسار- لقد سمحوا لذلك بأن يقع، لذا أصبحوا محبطين مثل اليمين. كيف سمحوا لكلمة "ليبرالي" بأن تصبح ازدرائية؟ الاتجاهات التقدمية أو الليبرالية غيّرت العالم نحو الأفضل على مدى السنوات، لكنها أصبحت الآن لصقة يمكن أن تسوّد الناس وأفكارهم. إنه موقف مريع؛ فهو يعني أن الفنانين أصبحوا محبطين ومنبوذين.إن الفن يدور حول حل المشكلة، ويحتاج إلى أن يكون ذا ذهن متفتح ولديك خيال. لهذا فإن مهنة الفيلم تجذب هذه الأنواع والآن أفلامهم فقدت بريقها حتى لو أنهم ذوو تفكير حر ويظهرون دائماً بأنهم محترمون. * هل اعتمد فيلمك الجديد "العدوى" على الخوف؟بالتأكيد فالناس فيه خائفون ( من أن يصابوا بفيروس مميت) لكنه ليس مجازاً. فالفايروس في أصله كما تعلم هو مجرد فايروس. إن الفيلم ليس هجاءً للنزعة الاستهلاكية أو أي شيء شبيه بذلك ولا هو مجاز لحماقة الإنسان مثل فيلم "جحيم البرج"( من أفلام الكوارث من بطولة ستيف ماكوين وبول نيومن-م). إنه مجرد فايروس مميت والفايروسات لا تمتلك أيديولوجيا؛ لديك عدوى لا تستطيع أن تتكلم عنها أو تبررها. * في فيلمك مشاهد مخيفة من الشغب والسلب التي تتوافق أعمال الشغب التي حدثت في لندن مؤخراً.نعم. رأيت كل ذلك في الأخبار وهي متطابقة بشكل خالص مع فيلم "العدوى" الذي صورناه قبل تلك الأحداث. لكني أردت أن أوصل الشعور إلى أن المفهوم في كل أنحاء العالم الآن بأن نسيج المجتمع بدأ يمتد ويصبح هشاً. أصبح السلوك غير منطقي كلياً ويمكن أن تنطلق الشرارة في أي لحظة.* أ تروقك أفلام الكوارث في السبعينات مثل "جحيم البرج" و "مغامرة بويسيدون"؟أحبها كثيراً. إنها في غاية النضج مقارنة بالأفلام الضخمة الآن. تلك الأفلام صنعت للبالغين وكان النجوم في الثلاثين أو الأربعين. لا احد كان يقول:" كيف نستهدف السوق الذي يضم أعمار السادسة عشرة؟" تلك الثقافة لم تكن مرضاً مستوطناً لذا فإن العودة والضرب على وتر أفلام السبعينات مبرر.* هل مللت من صنع الأفلام؟ما زلت أشعر بأني أعمل كما كنت في السابعة عشرة – وذلك هو العمر الذي فيه ترى " أجمل شيء لم تكن رأيته من قبل". وتلك هي الطريقة التي ما زلت أصنع بها الأفلام وهي التحدث مع روح ذلك المراهق التي توسعت عيناه وأندهش لما يراه لأول مرة من أفلام مثل " ليلة يوم صعب". ما زلت استشعر بقشعريرة الجلد التي أصابتني ذلك اليوم حين رأيت ذلك الفيلم. إنه من الصعب جداً الحصول على شيء مثل ذلك مقبول الآن وذلك ما يقلقني. لست ضجراً لكني محبط. * أصحيح أنك هجرت صناعة الأفلام؟أحتاج إلى استراحة لإعادة التقييم. وهذا الأمر لا علاقة له بالمهنة لكني أضرب جداراً لما أشعر بأني قادر حالياً عليه. إنه طغيان السرد الذي أجده عقبة – وأحاول أن استخدم السينما بأفضل قابلياتها كي أروي القصص بطريقة لا يقدر أي شكل فني آخر على فعلها. لأني لم أعد أعرف ما هو لهذا أحتاج إلى استراحة.* سمعت أنك ستمارس الرسم- ولم أرَ أبداً أعمالك..لم يرها أحد. لكني أود الرسم. آمل أن غمر نفسي في شكل فني آخر سوف يفك ويحل شيئاً بالنسبة لي. لا الرسم فحسب بل سأتحرى وسطاً بصرياً آخر. * أليس من الصعب أن تنسحب من الفيلم وأضواء الشهرة؟كلا. في الواقع كل ما يهمني هو صنع شيء، وما زلت قادراً على فعله. كل ما فعلته كان إشارة صدرت بفعل الخمرة مع مات ديمون في مشرب في إحدى الليالي،وهي أني أحتاج إلى إعادة التشغيل والتوقف عن صنع العديد من الأفلام. ومنذ أن لطخ هو هذا القول وضعت في مقام خائن السينما. ثمة العديد من المشاريع التي بدأت بها وعلى وشك الانتهاء منها، لكني أخذت استراحة، مصفّياً الكتب. لقد كانت هناك سيناريوهات مرفوضة كبيرة. يقول احد الأشخاص:" هل أستطيع إرسال سيناريو لك لتقرأه؟" وأقول:" كلا، آسف لم أعد أعمل شيئاً بعد الآن". أخمن أني حين أبدأ بالشوق إلى صناعة الأفلام، فذلك يحصل حين أشعر بأني جاهز للرجوع. فهل سيدعونني أعود؟ لم أفكر فعلاً في ذلك لكنهم إن لم يفعلوا فإن الأمر يشبه البدء من جديد وأني سوف أصنع الأفلام التي ميزانيتها منخفضة وتحت الرادار وستكون باردة.* أنت تنفذ التصوير والمونتاج بنفسك لكنك تستعمل أسماءً مختلفة لماذا؟مديرو التصوير يكرهونني. لأني كما تعرف لم أفز بجائزة لهم. أخمن أنهم شعروا بأني أتخذ عملاً بعيداً عنهم لكن حين يصبح مدير التصوير مخرجاً – وهم د
المخرج ستيفن سويدبرغ يتحدث عن السياسة والرسم وصناعة الأفلام
نشر في: 26 أكتوبر, 2011: 05:22 م