TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان : نحن والبعث ..

كتابة على الحيطان : نحن والبعث ..

نشر في: 28 أكتوبر, 2011: 08:08 م

 عامر القيسي اثارت حملة الاعتقالات الاخيرة الكثيرمن الجدل وسخنت التشجنات السياسية التي تحكم المشهد السياسي لدينا . تبريرات الحكومة انها اكتشفت مخططا بعثيا للاطاحة بالعملية السياسية في البلاد . وباعتراف اكثر من مسؤول امني فان الاعتقالات شملت ربما بعض المشتبه بهم أو الابرياء . الامر المحيرفي هذه الصورة هو اننا بعد ثماني سنوات على التغيير والاطاحة بحزب البعث وحلّه مازلنا نلوح به بين الفترة والاخرى وننفخ في امكاناته  لتبرير فشلنا السياسي والامني .
لو اننا قدمنا نموذجا ناجحا لعملية سياسية قدمت للمواطنين ماكانوا يفتقدونه في زمن النظام البعثي المباد من حرية حقيقية وخدمات وثقة بالمستقبل واحترام لكرامة الانسان وحقوقه الاساسية . لو اننا استطعنا ان نكسب الشارع سياسيا وليس طائفيا وان نخطو معه نحو حياة التحضر والرقي والرفاه الاقتصادي وان نجعل المواطن متيقناً من ان التغيير له ولمستقبل اطفاله ، بما في ذلك البعثي الصدامي ، لما وجدنا انفسنا امام هذا البعبع الذي نخيف به الناس في فترات الشد السياسي والطائفي ومفترقات الطرق والحاجة الى اتخاذ قرارات شجاعة وجريئة لنقل العملية السياسية من مربع الى آخر . ولو كانت لدينا استراتيجات أمنية تصاعدية وواقعية يكون المواطن احد ادواتها الفعّالة لما وجدنا انفسنا في مواجهة الخلايا النائمة للبعث او القاعدة تستيقظ متى كان ذلك ضروريا لها .لسنا ضد ان تقوم الاجهزة الامنية بواجباتها ، لكننا ضد ان تمارس اعمالها بهذه الطريقة التي استفزت الكثير من الشباب الذين وجدوا انفسهم مطحونين تحت رحمة الخطاب السياسي المقابل الذي صوّر الامر كما لو ان الاعتقالات ستطالهم في اي لحظة وان اجهزتنا الامنية تحمل بيديها قوائم اعتقالات بالآلاف مما اضطر الكثير من هؤلاء الشباب والضباط السابقين من الذين لاعلاقة لهم الآن باي وضع سياسي وهم محالون على التقاعد ويكسبون عيشهم يوميا ، الى البحث عن ملاذات آمنة في غير مناطق سكناهم  بل حتى الى محافظات أخرى خوفا من اعتقالهم في اي لحظة ، بل ان هذه الحالة قد تم استغلالها طائفيا وحركت العداوات الشخصية ووفرت فرصة للانتقام من قضايا لاعلاقة لها بالبعث ولا بالسياسة . وهذا كلام لانتخيله فنحن في وسط الناس وتصلنا الاخبار لحظة بلحظة ونستطيع ان نقول بثقة ان الاعتقالات بهذه الطريقة والتشويش الاعلامي قد خلقا هذا الواقع الذي نتحدث عنه . وليس ادل على انعكاسات طريقة الاعتقالات التي جرت في بغداد ومحافظات اخرى ، ماجرى في اجتماع مجلس الوزراء بين المالكي ونائبه صالح المطلك من تشنجات ادت الى انسحاب المالكي من الاجتماع  ، وهما من قادة العملية السياسية ومن المفترض بهما ان يكونا على قدر كبير من الحكمة والتأني والهدوء في مواقفهما حتى لاتنعكس سلبا على الشارع العراقي . وان يقدما صورة مقنعة للناس في التفاهم ، لكن ما قدماه تناغم مع المخاوف والهواجس التي خلفتها الاعتقالات .لانتدخل في الشؤون الامنية لكن واجبنا المهني والوطني يحتم علينا ان نقول للحكومة ان البعث الذي تخشينه وتبحثين عنه  ليس بعيدا عن متناول يدك  .. واللبيب من الا شار ة يفهم !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram