محمود النمر العدد الجديد من مجلة قضايا إسلامية تعنى بالهموم الفكرية للمسلم المعاصر صدر عددها 45-46 شتاء وربيع 2011- 1432بعنوان (رهانات الدين والحداثة)(3) تصدر عن مركز دراسات فلسفة الدين – بغداد –،و جاء في محتويات العدد كلمة صاحب الامتياز ورئيس التحرير
د . عبدالجبار الرفاعي (الإشكاليات الراهنة للتفكير الديني)، أكد فيها نهج هذه المجلة التي صدر العدد الاول منها في مطلع 1997خارج العراق ،متخذة على عاتقها حمل الفكر الاسلامي التنويري ،بعدما كانت احلاما لنخبة من الدارسين العراقيين في الحوزة العلمية في – قم – وقد سبقتها عام 1994 مجلة نصف سنوية باسم (قضايا اسلامية) وقد طبعت على عاتقها مئتي كتاب تقريبا.ويذهب الرفاعي في هذه الكلمة إلى ان المجلة لم تحاب جهة ما في النقاشات والمفاهيم والرؤى المتداولة في المعرفة والمفاهيم الدينية فيقول : ( التفكير الديني كأي حقل من حقول التفكير ليس ساكنا ،الخبراء في تاريخ ومقارنة الاديان ، يعرفون جيدا كيف بدأ التفكير الديني لدى المجتمعات الاولى ،وكيف تحول وتطور بمرور الزمان .التطور والتجديد سنة اجتماعية ، من لايتجدد يموت ص11.وفي فصل حوارات نقد العقل الاسلامي والاسلاميات التطبيقية ماالذي يحيل اليه المفهومان ؟هو حوار مع المفكر الراحل محمد أركون يستذكر فيه بدايات الانتماء وتشكيل الهوية والمكونات التي احاطت به من جميع الجهات فكونت تلك المفاهيم والاستنتاجات نتيجة تشابكات موروثة ومكتسبة ولدت في منطقة تسمى – كابيلي - ،منطقة قبائل ،يعيش فيها الناس خارج السلطة السياسية ،حتى فرنسا التي كانت في الجزائر ما كان لديها وجود عندنا ،ليس هناك فرنسي في منطقة جبلية ، جبال مرتفعة عالية تصل الى 4000 متر ،ولدت في قرية ارتفاعها 1200متر عن مستوى سطح البحر ،كنا في منطقة لايدخلها احد ،المنطقة – امازيغية ولغتها امازيغية ،واللغة الامازيغية ليست لها حروف هجاء ،لغة ليست مدونة شفاهية كلها ،إذن نشأت وكأنني في الجاهلية ،في جزيرة العرب " ص18 الحوار على ثلاث حلقات في عام 2007.وفي محور دراسات الذي تضمن اكثر محتويات العدد نسلك الضوء على دراسة ( الفاعليات الحاضرة والمغّيبة في فهم النص الديني ) د. وجيه قانصو وهو باحث واستاذ جامعي لبناني ، يحاول ان يطرح تأويل النص الديني لدى المذاهب الاسلامية في تفسير النص القرآني " فالقران ينشىء لعبته الدلالية الخاصة التي تمتنع على الاستعمال وتستهلك القارىء في كل تجربة احتكاك به . فتجده يعرض نفسه بين حدي الظهور والخفاء – الباطن – والوضوح – المحكم – والالتباس – المتشابه – في طريقة لاستثارة قدرات القارىء وامكانته في الكشف عن نظامه الخاص ومقصده العميق من دون ان يتمكن من الوصول الى المعنى النهائي له ص111" .موضوعة " الالهي ،المقدس والدين في فكر هيدغر " د. اسماعيل مهنانة وهو استاذ الفلسفة الغربية بجامعة قسنطينة في الجزائر ،يتناول الكاتب فكر الفليلسوف الالماني مارتن هيدغر 1976- 1889heidegger في الوجودية حيث يثير اسئلته عن ماهية الكون ويحاول ان يصل الى استنتاجات مادية او غير مادية في طريقة فهم هذا الكون من خلال ما يطرحه الفلاسفة " ويبدو ان هيدغر يبحث في كتاباته المتأخرة عن معنى غير ميتافيزيقي للعالم ،معنى يخلو من ارادة القوة التي كانت توجه تاريخ الغرب طيلة خمسة وعشرين قرنا . ويؤكد اننا نتكلم عن الروح المعادلة لحضور الاشياء ،يبدو ان انسان الميتافيزيقيا مهووس بالتملك ، ولهذا فهو يحس دوما بقلق الانفصال الذي يربطه باشيائه ،وهذا القلق هو مصدر تنامي حاجاته الزائفة وعبوديته لها ص 241.وفي الجزء الاخير من المجلة وهو نقد العدد الماضي " الدين والحداثة : شقاء الوعي المسلم في عالم يتضاءل " لإبراهيم العبادي يضع اصبعه النقدي في مفاهيم مقرونة بعدم فهم التمظهرات الجديدة او الحديثة ،لذلك ظل المسلم يخشى الخوض في هذا المضمار المتفوق بالمفاهيم المتجددة يوميا، لذلك حدثت شبه قطيعة بينه وبين تلك الافكار الناضجة او المبتكرة ( كان انفتاح المسلم على معارف عصره وتساؤلات ازمنته المعرفية مقرونا بكثير من التؤدة والتواضع ،وكان موقف الاصلاحية الاسلامية ممثلا بفكر رجالاتها ،منطلقا من الحاجة الى الاستفادة من الآخر لإصلاح عيوب الذات ص292.مجلة قضايا إسلامية معاصرة تنهج هذا المنهج التنويري الذي يضع المعرفة والحقيقة نصب اعين الذين يبحثون عن فهم الفكر والعقائد والنصوص وفك مفاصل التأويل الذي تتمحور حوله تلك الموضوعات التي مازالت تثير الشك والالتباس لدى الباحث عن الحقيقة الدامغة التي نبحث عنها .
رهانات الدين والحداثة فـي العدد الجديد من مجلة (قضايـا إسلاميـة معاصـرة)
نشر في: 28 أكتوبر, 2011: 08:24 م