بغداد / المدى يتبنى الشباب فكرة الهجرة والسفر خارج البلاد بسبب الارتباك الذي تعيشه الساحة العراقية منذ عقود من الزمن والذي كانت له تأثيرات سلبية على جميع مجالات الحياة دون استثناء، وحمل بين طياته ضغوطا عالية التأثير على جميع الشباب، فمنهم من ذهب للبحث عن عمل لرفع مستواه، المعيشي وآخرون ذهبوا للبحث والاستقرار والعيش بعيدا عن الخطر الذي يحف بحياتهم وهذا واقع تعاني منه جميع المجتمعات العربية.
وإن اختلفت الأسباب لهذه الهجرة من بلد إلى آخر، لكن تبقى هذه الظاهرة تمثل خسارة لجميع المجتمعات ومنها المجتمع العراقي .حيث كشفت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن العراق حل في المرتبة الرابعة بأعداد طالبي اللجوء، فيما شككت لجنة برلمانية بهذه الأرقام. وقال المفوض السامي للمفوضية، أنطونيو جوتيريس، تميّز عام 2011 بكثرة أزمات النازحين بخلاف الأزمات التي شهدتها خلال ولايتي مفوضا ساميا. وذكر تقرير للمفوضية أن أفغانستان لا تزال هي الدولة الأولى من حيث تقديم طلبات اللجوء والتي وصلت حتى الآن إلى 15,300 طلب متبوعة بالصين التي بلغت الطلبات الخاصة بلاجئيها إلى 11,700 طلب. وجاءت في المرتبة الثالثة صربيا وكوسوفو التي وصلت فيها الطلبات إلى 10,300 وفي المرتبة الرابعة العراق الذي وصلت فيه الطلبات إلى 10,100 وفي المرتبة الخامسة إيران بـ 7,600 طلب. بالمقابل، أكدت رئيسة لجنة المرحلين والمهجرين البرلمانية لقاء وردي أن غياب التنسيق مع المفوضية العليا للاجئين حال دون أن يخرج العراق من المراكز المتقدمة في طلب اللجوء على الرغم من تحسين الأوضاع الأمنية في بعض المناطق، وتابعت وردي في تصريح لـ( المدى) "نحن في اللجنة نشعر بعدم التنسيق بين الحكومة ونسمع بهذه التقارير فقط من خلال المفوضية العليا للاجئين، ونناشد الحكومة بفتح مكاتب خارج العراق من اجل جرد الأعداد الحقيقية والعمل على إيجاد حلول لهم". وأردفت الوردي "المؤسسات الحكومية الآن تعمل عكس ما نسعى له وتحاول أن تطرد الكفاءات لا أن تستقطبها من خلال ممارستها قانون المساءلة والعدالة، فكيف بالذين خارج العراق؟، يجب وضع آلية من قبل الحكومة والعمل على عدّهم، وما فعلته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مؤخرا يؤكد وجود تصفيات للكفاءات على أساس عرقي ومذهبي وحزبي"، وأشارت إلى أن الطائفة المسيحية اليوم تتعرض إلى مضايقات ولعل أكثر اللاجئين في أوربا هم من الطائفة المسيحية والأعداد في تزايد وما لم يكن هناك برنامج واضح للحكومة فأن العراق سيشهد أضعاف تلك الأعداد في السنوات القادمة". ويرى التقرير الدولي أن عدد طلبات اللجوء إلى البلدان الصناعية هذه السنة ارتفع بنسبة 17% حتى الآن. وأوضح أن ارتفاع الطلبات لا يبدو أنه نتيجة للثورات العربية التي شملت عدة أجزاء من العالم العربي، مشيرا إلى أن معظم طلبات اللجوء جاءت من بلدان عرفت تاريخيا بكثرة لاجئيها مثل أفغانستان والصين. وتابعت المفوضية أن عدد طلبات اللجوء ما بين الفترة 1 كانون الثاني و30 حزيران هي 198,300 طلب، منوهة بأن عدد طلبات اللجوء المسجلة في الفترة ذاتها من عام 2010 هي 169,3000. وأشارت تقديرات المفوضية إلى أن 420 ألف طلب قد يقدم بحلول نهاية السنة الحالية وهي أعلى نسبة في غضون ثماني سنوات. وأضافت: تأثير أزمات النازحين على طلبات اللجوء إلى البلدان الصناعية يبدو أنه أقل من المتوقع بسبب ذهاب الكثير من الفارين من منازلهم إلى البلدان المجاورة.يقول مازن محمد مهندس بشأن سبب هجرة الشباب: هناك أمور عدة تدفع بالشاب إلى التفكير باتجاه المهجر ولنبدأ من الجامعة، فالطالب الذي يتخرج يحمل شهادة في اختصاص معين لكن الذي يتخرج في اختصاص لا يحتاج مختبرات ودراسة علمية تكون لديه خبرة واسعة في مجال عمله، أما الذي يتخرج في اختصاص بحاجة إلى دراسة علمية تجده لا يملك الخبرة الكافية التي تجعله يتقن اختصاصه. فالإهمال واضح ويتضاعف بالنسبة للطلبة، لذا يجب أن تتبنى الجامعة العراقية سياسة اهتمام ايجابية بالطالب الخريج بعد إنهاء الدراسة للحفاظ على هذه الكفاءات العلمية من الضياع، والذهاب بعيدا، وتذهب خدماتها للمكان غير المناسب، بعد أن كلف الطالب بلده أموالا كثيرة لنيل مرتبة علمية جيدة. أنا مثلا تخرجت في قسم الآثار بدرجة جيد جدا ولم احصل على فرصة عمل تؤهلني للإبداع في مجال عملي، على الرغم من أنني كنت من الطلبة المتفوقين ولدي رغبة كبيرة في العمل بمجال الآثار حصرا، وحين تسنح لي فرصة للسفر لا أتردد إطلاقا، كما إني ابحث عن هذه الفرصة وذلك لكي أتمكن من الاستقرار بعد رحلة طويلة من الخوف والقلق والحاجة.
هـجـرة الــشبـاب .. الـبطــالــة أو الــغـربــة

نشر في: 29 أكتوبر, 2011: 09:37 م