اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > هذا وطني.. مصيف (آشاوا) يعود منشداً أغاني السحر والجمال

هذا وطني.. مصيف (آشاوا) يعود منشداً أغاني السحر والجمال

نشر في: 31 أكتوبر, 2011: 08:47 م

 دهوك/ يوسف المحمداويتحدثنا في الحلقات السابقة عن البعض من آثار تلك المدينة التاريخية، وآن الأوان وهي تتعرض للقصف التركي المستمر، لنتحدث عن سحر مصايفها وقراها ونواحيها التي لوثتها بعض شظايا القصف المستمر،
ومع ذلك لم يمنع ذلك مريديها من التنعم بفاكهة كردستان تحت ظلال أشجار مصايفها، وفوق جبالها الجميلة في كل شيء. من الإنصاف أن نطلق عليها رغيف خبز كردستان، لما كانت عليه إبّان سلطة النظام المباد، لكونها هي من وهب الحياة لأهالي الإقليم، من خلال الضرائب التي كانت تفرض على البضائع الداخلة والخارجة من العراق، فكانت مصدر ثروة الإقليم من خلال معبريْها الحدوديين (إبراهيم الخليل) باتجاه تركيا، و (فيش خابور) باتجاه سوريا. دهوك التي رأيتها في ثمانينيات القرن الماضي، وحتى التي رأيتها في عام 2005 تختلف عن دهوك الحالية لما شهدته من حركة عمرانية ونهوض في جميع مناحي الحياة، الناس القادمة إليها من بغداد لم تمنعها المسافة الطويلة إلى دهوك والبالغة (465) كم من الوصول إليها، بل اجزم بأنها ستتغافل عناء السفر مع أول خطوة في مدينة الجمال والنضال.مدينة الأديان والقومياتما يميز دهوك عن محافظات الإقليم هو تعدد الأديان والقوميات. المتآخية فيها عبر رحلة زمنية طويلة مع التأريخ، فتجد فيها المسلم والمسيحي والإيزيدي، وفيها أقدم كهف سكنه الإنسان وهو (جارستين) الذي يقع في وادي دهوك الذي يبعد عن مركز المدينة كيلو مترا واحدا، وفي هذا الكهف يؤرخ لسلسلة حضارات وديانات عاصرها عبر مئات من القرون، وفيه أيضاً تجد المعبد الزرادشتي ذا الأعمدة الأربعة، اتفقت مع صديقي العزيز (ريبر) على أن يكون دليلي وقائدي في رحلتي باتجاه ناحية سرسنك، التي تتميز بروعة جبلها (كاره)، وتعدد غاباتها وبساتينها، فضلاً عن مصايفها، التي رفدتها الشلالات وعيون الماء وسحر الطبيعة من أشجار ومروج تسحر العقول. ونحن نحث الخطى صوب سرسنك لا يمكن لعينيك أو عدسة كاميرتك أن تلحق بركب الجمال الذي يملأ جوانب الطريق إليها. 900 كم مربع من الجمال سرسنك تقع على بعد 41 كم من مركز المحافظة، وترتفع عن سطح البحر بـ (1046) مترا، وما يميزها هو أنها تقع في بداية الطريق الذي يوصلك إلى جبل (كاره) الذي هو من ضمن سلسلة جبال حصاروست، وشهد هذا الجبل الكثير من الأحداث التاريخية، فلكل كردي فيه حكاية، وتصل حدود سرسنك إلى حدود جبل (متين). ويشتهر أهلها بزراعة الكثير من المحاصيل الشتوية والصيفية، كالعدس والحمص والرز، فضلاً عن الفواكه على اختلاف أنواعها، ويشتهر أهلها ايضاً بتربية الأغنام والماعز، وفيها نهر ينبع من قربها ويصب في نهر خابور. تبلغ مساحة الناحية (900)كم مربع وفيها العديد من الآثار والمواقع السياحية المهمة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر (مصيف آشاوا)، الذي كان أول غيث للسحر يملأ عيوننا أنا وصديقي (ريبر). سحر وجمال وهواء عليل، ولوحات من الحسن تتناثر في أرجاء المصيف، وشلالات تمطرك بنسيم رباني الصنع، كل شيء في هذه المدينة يطربك إلى حد الانتشاء. كنت حينها أقول كم منصفة الشاعرة (كه زال أحمد) حين قالت:أنت هنا.. كأنك تطلب من وردة أن تعانق النار ربما مع هذا كله ما يؤكد ظني أن بيني وبين الأرض الكردية علاقة تكاد تشبه الأسطورة.المخيلة في هذه العلاقة صلبة كأنها طالعة من مادة الواقع والواقع فيها لبن كأنه ماء يتدفق من ينبوع المخيلة. الطاحونة المائية ولكني وجدت هناك في (آشاوا) يتدفق العسل والسحر والفتنة من ينبوع الحقيقة.(آشاوا) كلمة مؤلفة من مقطعين هما (ئاشي- ئاو) أي الطاحونة المائية، وسبب تسميتها يعود لوجود العديد من المطاحن فيها والتي كانت تعمل بواسطة المياه التي تنبع من العيون والشلالات. ومصيف (آشاوا) الذي يبعد عن مركز المحافظة بـ( 60) كم يقع على حافة جبل كارا، وعلى الجانب الأيمن من الطريق المؤدي إلى قصور الطاغية، تحيطه بحيرة كانت تسمى ببحيرة (ساجدة) وكان المصيف والعديد من قرى سرسنك هي عبارة عن مستعمرات للطاغية وعائلته، بعد أن قام بتهجير أهلها وسلب بساتينهم وأراضيهم. والزائر لآشاوا سيلاحظ حتماً شلالها الذي يمطر برداً بثلج صيف المكان، وكذلك أشجارها العالية المتشابكة مع بعضها، ومن بينها عيون الماء بأقصى غابة الجوز تكون شلالها الجميل. غابات للجنار والسنديانوما يسحر فيها انك تجد المياه تتدفق من أفواه صخور وكأنها تقول لك (كان يا ما كان) لتروي لك قصة الكهوف الممتدة على طول محيط المصيف. والمحاطة بمظلة رائعة من غابات الجنار والسنديان، التي لها الدور الأكبر في روعة جو آشاوا السحري، علماً أن تلك الأشجار لا تنمو إلا هناك في ظل مياه عذبة وأماكن باردة. عوائل، شباب، فتيات، شيوخ، أطفال. تجمعت تحت ظلال تلك الأشجار العملاقة تنشد الارتواء من ذلك السحر الطبيعي الذي لا يشابهه سحر، كل شيء هناك يتكلم، الشلال، العيون، الشجر عيون الزوار لتلك القلعة المحاطة بالمياه العذبة، وحركة العمران تجدها ممتدة خارج المصيف لتبني سدا هنا وسدا هناك لإثراء المنطقة ببصمات جمالية جديدة لجذب السياح وإنشاء ثروة سياحية وفق أسس علمية يتسابق على بناء مرتكزاتها المسؤولون هناك. ما بين ده

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram