عرفت بغداد في العهد العثماني بإنارة أزقتها الرئيسة بواسطة ما سمي بالفوانيس التي تعتمد على الوقود النفطي . وكان العاملون على ملئها بالوقود وتنظيفها وإشعال فتائلها معروفين في كل محلة من محال بغداد ، ولم يكن ببغداد من الشوارع سوى واحد ضيق هو شارع النهر (المستنصر في ما بعد) ، وفي كل جانب من جانبي بغداد كان هناك متعهد للإنارة ويعمل لديه عدد من ( اللمبجية ) كما عرفوا لدى العوام.
وعلى الرغم من العقد الذي ابرم مع إحدى الشركات الأجنبية وبمشاركة محلية ( كان محمود جلبي الشابندر صاحب الامتياز) لإنتاج التيار الكهربائي قبل الحرب العالمية الأولى ، فأن اندلاع الحرب ومشاركة الدولة العثمانية في اتونها ، أوقف العمل بهذا العقد قبل أن يرى الناس نتائجه . غير أنه بدخول البريطانيين بغداد في 11 آذار 1917 ، تغير الأمر كما يبدو ، فقد جلب المحتلون معهم مولدات كبيرة للكهرباء وبدأوا أولا بإنارة مواقعهم وما حولها ، ثم قرروا إنارة عدد من المواقع الرئيسة ببغداد . وفي مثل هذا اليوم من عام 1917 تفاجأ البغداديون بإنارة شارع الرشيد بالمصابيح الكهربائية ، اعتبارا من منطقة الباب المعظم إلى الشورجة ، وفي وقت لاحق أنير الشارع إلى نهايته . وعلى الرغم من عدم اكتمال عملية شق الشارع الذي عدّ الأكبر في بغداد يومئذ . فأن الشارع صار محورا لأكثر الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية ولم يزل ، فقد كانت عملية إنارته مهمة للغاية . وفي السنين اللاحقة تأسست شركة انكليزية لإنتاج الطاقة الكهربائية بامتياز جديد ، ووصل التيار إلى مناطق مختلفة من بغداد ، واستمر الأمر إلى أوائل الخمسينات عندما أسست شركة وطنية لإنتاج الطاقة الكهربائية.إعداد: رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: إنارة شوارع بغداد
نشر في: 31 أكتوبر, 2011: 08:53 م