TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: صندوق الحكومة الأسود

نص ردن: صندوق الحكومة الأسود

نشر في: 31 أكتوبر, 2011: 09:05 م

 علاء حسن في اللقاء الأخير عبر فضائية العراقية، كشف رئيس الحكومة نوري المالكي   بعض  ما يحتويه صندوق الحكومة الأسود بخصوص حملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت بعثيين وضباطا سابقين ،واللقاء كان أشبه بخطاب لمسؤول كبير،  بحسب إعلاميين ، لأنه جاء عبر "فضائية الدولة " وتم توزيعه بين القنوات الأخرى ، في  وقت تشهد فيه الساحة السياسية حالة من الاحتقان ،  مع التلويح باقامة  أقاليم فيدرالية في أكثر من محافظة.
مؤيدو المالكي من نوابه وحلفائه والمقربين منه ، اعلنوا في اكثر من مناسبة بانه أرجأ الإعلان عن الكثير من الملفات التي تتعلق بتورط شخصيات سياسية بالوقوف وراء تأجيج العنف والحصول على دعم  إقليمي لإفشال العملية السياسية وإعادة حزب البعث للسلطة في العراق ، وهذه المعلومات وغيرها الخاصة بقضايا الفساد والاستيلاء على عقارات وممتلكات الدولة محفوظة في الصندوق الأسود الخاص بدولة رئيس الوزراء، وكشف المحتويات لا يخدم  المصلحة الوطنية في الوقت الحاضر، وستبقى طي الكتمان لإعطاء فرصة للمشاركين في الحكومة لإعادة النظر بمواقفهم وارتباطاتهم الإقليمية.   يبدو أن الكشف عن  أسرار الصندوق الأسود يتطلب حصول "كارثة جوية" والعراق ليس بحاجة لكارثة  من هذا النوع لان الوضع السياسي  الحالي لا يتضمن اية بوادر لحل المشاكل المستعصية وحسم الملفات العالقة  ، فبعد مرور أكثر من ثماني سنوات على سقوط النظام السابق مازال الحديث عن المؤامرات مستمرا ،  على الرغم من مشاركة الجميع في الحكومة والاتفاق على  التمسك بالدستور ، لحين تعديله والتخلص من ألغامه . المالكي بوصفه رئيس حكومة  تضم قوى سياسية ممثلة في مجلس الوزراء لم يعرض كل محتويات الصندوق الأسود أمام الآخرين ، واكتفى بالظهور على شاشة العراقية ، ليؤكد حق الحكومة في حماية امن البلاد والحفاظ على النظام السياسي ، مقابل ذلك  لجأت فضائيات أخرى  لبث تصريحات مضادة ومشككة لشخصيات سياسية ، أجادت العزف على وتر توجيه الاتهامات من قبيل التهميش والإقصاء وفرض الهيمنة ومركزية الحكومة وسلب صلاحيات المحافظات ، فيما ظل الصندوق الأسود مغلقا ومفاتيحه بيد المالكي وحده ، وكان الأجدر استدعاء المسؤولين المحليين في المحافظات ، وعرض  وثيقة واحدة من محتويات الصندوق الأسود ، في إطار   بيان الحقائق ، ليقتنع القادمون من المحافظات بسلامة إجراءات الاجهزة الامنية في ملاحقة المتورطين  في المؤامرة والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية وإفشال العملية السياسية .كل  القوى السياسية العراقية تدعي أنها تمتلك وثائق ومعلومات سرية عن شركائها ، بمعنى ان المالكي ليس وحده  يمتلك الصندوق الأسود  ويحتفظ بأسرار عن تحركات واتصالات منافسيه ، والجميع يلوح  بكشف المستور  في الوقت المناسب اي بعد حصول "الكارثة الجوية " ، وحينذاك سيضطر الباحثون عن أسرار النخب السياسية الى الخوض في نهر دجلة  وفي الجهة المقابلة للمنطقة الخضراء للعثور على الصندوق الأسود ،  وكشف محتوياته وأسراره بدءا  من ابرام الصفقات وملفات الفساد والعلاقة مع دول الجوار ،  وانتهاء بأسماء من  استجاب لدعوات دولة إقليمية  لتنفيذ كل أجنداتها في العراق ، وهؤلاء ينتمون لقوى سياسية لا علاقة لها بحزب البعث المنحل ، وأسرارهم غير موجودة في صندوق الحكومة  الأسود .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram