TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نص ردن: الشطراوية

نص ردن: الشطراوية

نشر في: 8 أكتوبر, 2012: 05:26 م

 علاء حسن
أغلب الفضائيات العراقية اتخذت من  المدن أسماء لها،  في توجه واضح يمكن أن يعبر عن اعتزازها بالمكان ، فضلا عن التاريخ ، ومدينة الشطرة التابعة لمحافظة ذي قار جنوبي العراق تستحق ان تحمل إحدى الفضائيات اسمها ، لان المدينة معروفة بالطور الغنائي الشطراوي ، ومنحت الساحة الغنائية العراقية  عشرات الأصوات ،  بدءا من داخل حسن وحتى آخر  فيديو كليب لأحد شبابها من المطربين الجدد.
وفضائية باسم "الشطراوية" لابد ان تكون  عامة منوعة ، لا تهتم بالسياسة  وازمتها الراهنة  وقضايا الفساد المالي والاداري  والملف الامني ، وتكرار هروب السجناء من المعتقلات ، وهذا التوجه ليس من السهولة تحقيقه،  لان  من يمول الفضائية  المفترضة يريدها منبرا  للدفاع عن المسؤول صاحب الحزب الاوحد في العراق .
 العاملون في الوسط الاعلامي العراقي يتوقعون وتزامنا  مع بدء العد التنازلي لموعد اجراء  انتخابات مجالس المحافظات والاقضية والنواحي افتتاح المزيد من الفضائيات واصدار مطبوعات جديدة ، وكلها تسعى لتكون طرفا في التنافس الانتخابي ،  وطبقا لهذه القاعدة ناحية الدبوني ستكون لها فضائية  باسم الدبونية ، وكذلك الطارمية والتاجية والدجيلية والمحمودية واليوسفية والصليخية  ، والعشرات بهذه الاسماء ، وتوقعات الوسط الاعلامي تستند الى حقيقة ان مصادر التمويل  متعددة  ولكن لا احد يستطيع كشف من يقف وراءها .
في الدورة التشريعية السابقة اقر مجلس النواب قانون السلوك الانتخابي ، بعد الاتفاق على النظام  المعتمد في خوض العملية الانتخابية ،  وبسبب ذلك النظام بحسب المحللين السياسيين من غير المتعاقدين مع فضائية الدبونية والطارمية والدجيلية اكدوا انه سبب  اندلاع الأزمة السياسية الراهنة لان الاطراف  المشاركة في الحكومة  اختلفت على قضايا صغيرة وكبيرة تندرج ضمن الملفات الشائكة المعقدة ، وحتى الان ليس في الافق مايشير الى حلحلة ، فالنفق مظلم ولاضوء في  نهايته  لان الفضائيات  التابعة لاحزاب الحكومة بخطابها "الحضاري " المهني ، شيدت مسقفات لاقامة محلليها  بانتظار الدخول الى الاستوديو ليوجهوا  الشتائم  لمن يعرقل مسار العملية السياسية ويعطل الاداء الحكومي .
الساحة الاعلامية اليوم  اصبحت  مثل  تلفزيون الشباب صانع النجوم من المطربين ، والمشكلة ان لا احد يستطيع نقد المطرب الجديد لانه  صار نجما بفلوسه ، وشارك في مهرجانات  فنية تتغنى بحب القائد وانجازاته ، تنقل على الهواء مباشرة ليستمتع الجمهور باعذب الاغاني والالحان وباصوات جديدة .
 اهلي قضاء الشطرة ليس في نيتهم اطلاقا افتتاح فضائية باسم مدينهم فالجيل القديم منهم ، ترك العمل السياسي منذ زمن بعيد ، والجديد منشغل بهمومه ، وهذه المهمة تقع على عاتق من يمثل القضاء في مجلس النواب ، ليكون ممول "الشطراوية " لتضاف الى  زميلاتها في بث خطاب "اعلامي مستقل" يحمل شعار توطيد السلم الاهلي ونبذ الاصطفافات المذهبية والطائفية ، وتوطيد  روح المواطنة  باعلان الولاء المطلق  بالقاف وليس بالكاف ، للقادة السياسيين نصرهم الله جميعا على اعدائهم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

"دبلوماسية المناخ" ومسؤوليات العراق الدولية

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram