TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: التصريحات وملفّ الأمن

كردستانيات: التصريحات وملفّ الأمن

نشر في: 1 نوفمبر, 2011: 08:33 م

 وديع غزوان  ما زلت كغيري من المواطنين البسطاء  في حيرة وارتباك شديد ازاء الاخبار التي تشير الى استمرار لجوء عناصر تنظيم القاعدة الارهابي المجرم والارهابي بأخذ أتاوات من المواطنين في بعض المناطق ، وكنت اتصور ان ذلك لايعدو ان يمارس في مناطق نائية او بعيدة نسبياً تصعب سيطرة اجهزة الدولة المتخصصة عليها ، غير ان تقارير نشرت واذيعت لاصحاب محال في الموصل اكدت ان هذا التنظيم يمارس عملية السرقة والخاوة في وسط المدن ،
وما زاد من حالة القلق التقرير الذي نشر عن اعتماد هذا التنظيم الارهابي اسلوب شراء الاراضي والعقارات في محافظة بابل بحسب محافظها الذي قال : " ان تنظيم القاعدة بدأ باتباع ستراتيجية جديدة لتمويل عملياته تعتمد على شراء الاراضي والبحيرات في شمال المحافظة .. " غير ان هذه الامر الخطر كان عرضة لتباين الآراء واختلاف وجهات النظر بين اعضاء مجلس المحافظة نفسها، ففي حين اكده اثنان من اعضاء المجلس نفاه رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة بابل  جملة وتفصيلاً حيث نقل عنه انه قال " ان المحافظة فاتحت الجهة المعنية وهي الامن الوطني ولم يثبت وجود هذه الظاهرة بدليل قاطع، مضيفاً من خلال عملي كرئيس اللجنة الامنية وكوني من اهالي شمال بابل لم اسجل اي مؤشر حول وجود هذه الظاهرة .. " ونحن نتمنى حقاً معه عدم وجودها لان تجرؤ زمر مجرمة على مثل هكذا اعمال فيه تحدٍ كبير للقانون وتهديد معلن للمواطن الذي لا يمكن ان يثق بالاجهزة الامنية وقدرتها على توفير الحماية له .    وبصراحة فقد كنت والى هذه اللحظة اعتقد ان هنالك نوعا من المبالغة في هذا الموضوع الذي رجوت ألا يصل الى مستوى الظاهرة ، التي ينبغي ان يتفق المسؤولون على انتشارها ام لا ، ووقف حالة التخبط في التصريحات التي تضر باستقرار الواقع الامني كثيراً . فلانظن ان احداً من الممكن في ضوء تضارب وتناقض المعلومات ان يلوم مواطنا اذا اتخذ موقفاً سلبياً في عدم التعاون مع اجهزتنا الامنية واخبارها عن حالات يشتبه فيها تحصل في منطقته، لإننا نكون قد صنعنا صورة " بطولية " عن هذه المجاميع لا أعتقد انها تمتلك الحد الادنى منها ، بدليل ان عملياتها جميعاً استهدفت الابرياء في الاسواق وفي الدوائر ومساطر عمال البناء البسطاء ، كما ان هذه المجاميع تعرف انها منبوذة وان عملها لاشرعي ولا اخلاقي وجبان . من المهم توعية المواطنين على أساليب هذه العصابات من اي نوع كانت ، ولكن من المهم جداً ان تكون معلوماتنا في مثل هذه الامور دقيقة جداً فهي لاتحمل الاجتهاد . واذا كنا قد تحملنا كل هذه السنين مغبة ما جره علينا اختلاف وجهات النظر السياسية ، فان الجانب الامني خطر وينبغي التعامل معه بحذر ودقة .  لانشك في وجود مثل هؤلاء المجرمين هنا او هنالك بأغطية متنوعة ، ومواجهتهم ليست تقليدية ، لذا فمن المهم ان نفكر في وسائل واساليب تجعلهم يشعرون فعلاً بأنهم مكشوفون وان كل مواطن هو رجل امن ، وهذا لايتحقق بمثل حالة الفوضى في التصريحات في جوانب حساسة ومهمة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram