علاء حسن في المحافل الدولية يحرص الكثير من الرؤساء والزعماء على ارتداء الزي الشعبي المعروف لأبناء وطنهم ، تعبيرا عن اعتزازهم بثقافة شعوبهم ، وهناك أكثر من رئيس افريقي يلفت النظر والانتباه بزيه الشعبي الذي عادة ما يكون مكتملا بحمل اكسسوارات اخرى كالمظلة والمهافيف والريش وقبعات الرأس.
الى زمن ليس بعيدا جدا كانت السدارة "الفيصلية " التي اعتمرها الافندية العراقيون بعد تنصيب فيصل الاول ملكا على العراق جزءا من مكملات اناقة الرجل العراقي ، وبعد اعلان النظام الجمهوري انحسر استخدامها ، وقبل ان يتوارى النائب السابق عدنان الدليمي عن الساحة السياسية كانت سدارته الاشهر في العراق بعد اعضاء فرقة الجالغي البغدادي ومطربي المقامات في كهوة عزاوي .ارتداء الزي الشعبي من قبل المسؤول او الرئيس في بعض الاحيان، يعبر عن نوع من الادعاء ، والامثلة كثيرة ، فكان ارتداء العكال من قبل البعض، يؤكد الحرص على الانتماء القومي ، او التمسك بالانحدار الريفي ، او تقليد المسؤولين الخليجيين ، وتحويل المقر الرسمي الى مضيف وديوانية ، وشرب الكهوة ، فيما ازاحت السيارات المدرعة من نوع الفور ويل اي اثر للاباعر والخيل في الساحة الخارجية للمبنى الرسمي .نوعية وشكل الزي الشعبي تفرضه وتحدده عوامل جغرافية ومناخية ، في سوريا مثلا للشروال حضور كبير ، وفي معظم المدن العراقية حافظت الدشداشة على وجودها التاريخي، وبعد ظهور الافندية من موظفي الدولة غابت الجراويات والعرقجينات ، واصبح البنطلون العلامة البارزة في الزي الجديد ، ولا شك ان من جازف في ارتدائه مطلع القرن الماضي، واجه انتقادات وتعليقات ساخرة ، وربما اتهم بالترويج للافكار والممارسات الغربية الاستعمارية ، والقضاء على الهوية الوطنية ، وبرغم ذلك وبمرور الزمن فرض البنطرون وجوده ، فاصبح زيا رسميا للافندية ومنهم صندوق امين البصرة ، واسمه ورد في اغنية شهيرة للراحلة سليمة مراد .الحديث عن تحقيق المصالح الوطنية لشعب العراقي لازمة يرددها جميع المسؤولين وقادة الاحزاب والكتل النيابية المشاركة في الحكومة ، والحديث ينطلق من الأفندية ، وتضاف له شعارات ضمان حقوق الأقليات ، ونظرا لكثرة التصريحات والبيانات والوعود بمستقبل واعد وزاهر اصبح العراقي في حيرة من امره في معرفة هوية صاحب التصريح المدافع عن حقوقه ، فما عاد يميز بين افندي واخر ، ولهذا بات من الضروري جدا ان يلجأ اصحاب التصريحات لارتداء ازياء تجعلهم معروفين من قبل المواطنين ، ليتعرفوا عليهم من اول نظرة ،، فمن يريد تحقيق التوازن في توزيع المناصب عليه ارتداء "الجراوية " ويطلق تصريحه ، ومن يريد زف بشرى للعراقيين بالقضاء على التنظيمات الارهابية عليه ان يظهر بالعكال ،و يقف وراءه سبعة" تفاكة" .ليعلن استقرار الاوضاع الامنية في البلاد ، ودحر الارهاب الى الابد ، وبهذا الاسلوب المبتكر سيحقق المسؤولون والسياسيون المصالح الوطنية ، وقبل اللجوء الى هذا الاسلوب في ترسيخ وتوطيد الارتباط الصميمي مع ابناء الشعب ، يجب على المسؤولين او السياسيين الاعتماد على المستشارين في اختيار الجراوية او العكال قبل توجيه الخطاب التاريخي للعراقيين.
نص ردن :عكال القايد
نشر في: 1 نوفمبر, 2011: 09:43 م