الناصرية / حسين العامل يحتفل ابناء الصابئة المندائيين غداً الجمعة الرابع من تشرين الثاني بحلول عيد الازدهار (دهفة حنينا) الذي يعد واحداً من أهم الاعياد الدينية الأربعة عند الطائفة المندائية حيث يتوجه معظم الصابئة المندائيين في مثل هذا اليوم الى المندي مركز عبادتهم لأداء طقوس العيد وتبادل التهاني احتفاء بتقييد عالم الشر وعودة الملاك (هيبل زيوا) من عالم الظلام الى عوالم الانوار. وتقام في مثل هذا اليوم الذي يجسد انتصار ارادة الخير على قوى الشر في المعتقد المندائي طقوس تعميد جماعية لجميع ابناء الطائفة المندائية وعمل الثواب (اللوفاني)
كما يتميز عيد الازدهار والذي يسمى أيضا بالعيد الصغير عن باقي الأعياد المندائية بإقامة مأدبة فطور جماعي تحوي الرز واللبن والتمر والسمن الحيواني (الدهن الحر) وهذه المأدبة هي طقس اجتماعي أكثر مما هي طقس ديني. rnويحتفل الصابئة المندائيون الذين يبلغ تعدادهم نحو 60 ألف نسمة في جميع انحاء العالم سنويا بأربعة اعياد ومناسبات دينية رئيسية هي الدهفة ربة (العيد الكبير) والدهفة حنينا (عيد الازدهار) والبنجة (عيد الخليقة) والدهفة ديمانه (يوم التعميد الذهبي ) فضلا عن الاحتفال بثلاث مناسبات أخرى لا تقل أهمية عن الأعياد الرئيسية هي مناسبتا ابو الفل وابو الهريس وشيشان عيد .وتشير المصادر المندائية الى ان (الدهفة حنينا) يأتي في الثامن عشر من شهر( تورا) المندائي، ويسمى احيانا (عيد الازدهار). فكلمة دهفة في اللغة المندائية تعني مناسبة اما كلمة حنينا فتعني الازدهار، والعيد هو عيد الازدهار كون الحياة قد دبت في الارض في مثل هذا اليوم وازدهر العالم المادي بحسب الاعتقاد المندائي. إلا ان رجال الدين المندائيين غالبا ما يفضلون اطلاق تسمية عيد الانتصار على الدهفة حنينا كون الملاك ( هيبل زيوا ) انتصر في مثل هذا اليوم على قوى الشر في العالم السفلي وتمكن من تقييدها واخضاعها لطاعة الخالق بعد سيطرته على اسرارها المتمثلة ( بالسكين دولة ) . وبهذا مهد لتصلب الارض وهيأها لازدهار الحياة . ويحتل الاحتفاء بالدهفة حنينا الذي يستمر ليوم واحد بحسب التعاليم الدينية وثلاثة ايام بحسب الطقوس الاجتماعية ، موقعاً خاصاً في نفوس المندائيين سواء من الناحية الدينية او الاجتماعية حيث يعد فرصة للتواصل الاجتماعي وزيارة العوائل المتعففة من ابناء الطائفة وتقديم الدعم المادي والاغذية المختلفة، كما يحرص المندائيون في مثل هذه المناسبة على تقديم التعازي للأسر التي فقدت احد افرادها في الايام التي سبقت العيد . وتبدأ الاستعدادات ( للدهفة حنينا ) منذ ساعات الفجر الاولى اذ يؤدي المندائيون الصلاة وقراءة الادعية والتراتيل الدينية ولا سيما دعاء الرحمة (نياني رهمي) كما يقومون بالاعداد والتحضير لمأدبة جماعية في المندي يقدمونها كوجبة فطور بعد شروق الشمس. كما يتهيأون لطقوس التعميد التي تعتبر طقسا دينيا رئيسيا لتطهير النفس والجسد. وفي يوم (الدهفة حنينا ) ياخذ الصابئة المندائيون ومنذ ساعات الصباح الاولى بالتوافد على مركز عبادتهم (المندي) وهم يرتدون ملابسهم الدينية البيضاء ( الرسته ) التي تتكون من خمس قطع هي (الكسويا – القميص( و(الشروال - السروال) و(البرزنقا- العمامة) و(النصيفة - الوشاح) و (الهميانة – الحزام ) وهذه الأخيرة عبارة عن حزام من الصوف يتكون من 61 خيطا وهو أقدس جزء في الرسته. ويؤدي الصابئة المندائيون طقوس التعميد) الارتماس في الماء ) في المناسبات الدينية وايام الاحاد فقط وبحضور رجل دين بدرجة ( ترميذة ( على اقل تقدير . كما يعتبر يوم الاحد من اقدس الايام في الديانة المندائية فهو يوم تكوين الخليقة وهو اول ايام الاسبوع المندائي. وتوضح المصادر التاريخية القديمه ان الارتماس في الماء وكجزء من الطقوس الدينية كان يجري في العراق قبل ولادة المسيح بآلاف السنين مع اختلاف واضح في مضمون الصلوات المصاحبة لطقس التعميد حيث كانت الصلوات تختلف من دين لآخر.
الصابئة المندائيون يحتفلون بعيد الازدهار (دهفه حنينا)

نشر في: 2 نوفمبر, 2011: 08:12 م