TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان: العراق فـي خطر

كتابة على الحيطان: العراق فـي خطر

نشر في: 2 نوفمبر, 2011: 09:27 م

 عامر القيسيكل المؤشرات في المشهد السياسي تؤكد اننا مقبلون على مرحلة جديدة تتسم بانفتاح الاحتمالات على خيارات صعبة ومعقدة . الانسحاب الاميركي ، الاقاليم ، ترسيم حدود المحافظات ، تصاعد وتيرة التجاذبات السياسية بين اطراف في العملية السياسية وخارجها ، احتقانات طائفية .
ربما تكون هذه العناوين الرئيسية لقراءة اولية في المشهد السياسي الحالي  في العراق  وما يمكن ان ينتج عنه في المستقبل . وكل هذه العناوين هي نار تستعر تحت الرماد ما ان تمر عليها ريح حتى ينفتح لهيبها وتحرق ليس فقط الأيدي التي كانت وما زالت تلعب بها ، بل سندفع نحن ثمنا باهظا لتأججها . السبب الرئيس الذي ابقى هذه النار تحت رمادها هي ان الجميع لم يبحث في هذه المشكلات بعمق وحكمة ومهارة سياسية ، وانما استخدمت كشعارات للمزايدات وكسب الاصوات والحصول على امتيازات ، لذلك بقيت اوراقا يلعب بها سياسيونا كلما رأوا ضرورة لمصالحهم الحزبية والطائفية الضيقة . اليوم مطلوب من الجميع كل الجميع فتح الملفات ومناقشتها بروح وطنية ومسؤولية عالية والبحث عن حلول غير تقليدية وامتلاك القدرة والشجاعة والجرأة على اتخاذ قرارات تأريخية تبعد العراق عن الخطر القادم .هذا ليس تهويلا ولا تشاؤما ولانظرة سوداوية ، كل التقارير التي تتحدث عن الوضع العراقي القادم تبدي مخاوفها مما يمكن ان يحصل ، ليس بسبب انسحاب الجيش الاميركي وانما بسبب المشكلات العميقة في وسطنا السياسي والاجتماعي معا ،  والذين يصورون لنا وردية الاوضاع بالعراق في ايامه القادمة  غير معنيين بما نقوله لانهم اساسا منشغلون بقضايا تبدو في ظاهرها انها تهم البلاد لكن حقيقتها هي انها اهتمامات مصلحية وتنفيذ لاجندات ابعد ما تكون عن مصالح الشعب العراقي واهتماماته . وما يشجع مثل هذه الاتجاهات هي اننا نجيد فن خلق الازمات وتطويرها بدل احتوائها وتفكيكها والانتهاء منها  .المطلوب اليوم الوقوف بجدية على طبيعة المشكلات وايجاد الحلول الجذرية لها  كي لا تبقى كالمقصلة المسلطة على رقابنا يستخدمها من يحلو له ذلك في الداخل والخارج . لنتوقف لحظة عن المجاملات السياسية والاستعراضات الفضائية والاحساس المتدني بالخطر القادم الينا من بيننا تحديدا  ونبدي القدر المطلوب من المسؤولية الحقيقية للسيطرة على المستقبل وصناعته . انظروا فقط كيف نؤجج المشاكل بدل ان نحلها بالحكمة ، وكيف نصب الزيت على النار امام الناس ونحن نقول لهم ان الذي نصبه هو الماء الذي سيطفيء كل الحرائق بما في ذلك المحتملة الحدوث .هناك قضايا يجري التهيئة لها في الظلام ، وهي قضايا يشم رائحتها الجميع بما في ذلك المواطن البسيط الذي انهكته الازمات الخدمية والمشكلات السياسية التي عطلت البلاد  هذا الذي يجري في الظلام اخطر مما نتصور والتطمينات التي نسمعها من الحكومة والسياسيين ضحك على الذقون ، وحدها التحذيرات من المستقبل هي التي تتسم بروح المسؤولية  ،والتعامل معها بجدية كونها احتمالات قائمة هو روح المسؤولية الوطنية الحقيقية ، لن نزايد على أحد ولا نقبل المزايدة علينا ، لكن الحقيقة هي ان مستقبل العراق في خطر واذا اندلعت النار فلن يسلم منها الذين تجاهلوها ! 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram