TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن: وانتصرت هناء ادور

العمود الثامن: وانتصرت هناء ادور

نشر في: 2 نوفمبر, 2011: 10:10 م

 علي حسينوأنا اقرأ خبر فوز السيدة هناء ادور بجائزة دولية للسلام تذكرت حركة  اصابع  رئيس الوزراء الرافضة  لسماع الرأي الآخر ، في ذلك اليوم تيقنت ان ساستنا مصرون على تغييب القانون واستحضار روح الدكتاتورية البغيضة ، حيث نصبت الحكومة مجلس عزاء للقانون، ودعتنا نحن المواطنين المنكوبين، بفقدانه لقراءة سورة الفاتحة عليه،
الجميع داسوا على المرحوم بأحذيتهم، ولم يكن غريبا أن تصر الحكومة على استمرار بث حرائقها في كل الاتجاهات  فأصدرت أوامر لبعض متلونيها بان يكتبوا ضد هذه السيدة التي وصفها موقع مقرب من رئيس الوزراء بانها ماسونية وتسعى لإشعال رياح الطائفية في العراق ، بل ان البعض من كتبة دولة القانون اعتبر  تصرف رئيس الوزراء آنذاك  " قد عكس لنا جليا بأن الديمقراطية في العراق قد بدأت تؤتي أكلها وهي تسير بالطريق الصحيح  "  طبعا انا لا اعرف  متى انتمت  هذه المرأة المناضلة والناشطة النسوية التي قارعت نظام صدام  للمنظمات الماسونية ، ولا اعرف من اين اكتسبت مهارات استخدام رياح الطائفية  لمهاجمة واعداء الحكومة.  هناء ادور مجرد نموذج  من هؤلاء الأشرار الذين تقول عنهم الحكومة بأنهم ينفذون اجندة خارجية  طبعا معها   شباب وشابات ، تجاسروا وخرجوا في تظاهرات سلمية، لا يحملون إلا حناجر محترمة تهتف بمطالب العدالة الاجتماعية وبإرساء قيم القانون ، وبناء دولة المواطنة لا دولة المسؤول والمقرب ، منذ اللحظة التي حرك فيها المالكي أصابعه  وحتى فوز السيدة ادور بجائزة السلام  جرت انهار من الأكاذيب في وصف ما جرى ، وعاد اعلام القائد الضرورة  بتسيد الساحة وعزف مقربوه  لحنا عن الاجندات والتمويل الخارجي والارهاب ، واصبحت الديمقراطية ، التي ناضل العراقيون طويلا من اجلها وقدموا أغلى التضحيات، مخطوفة من قبل مجموعة أفراد مصرين على العودة العودة بنا إلى تلفزيون "العراق قناة 9" والذي كان يخصص جزءا كبيرا من بثه لخطب "قائد النصر والسلام"  وزياراته ووصاياه وحكمه. طبعا لا تفسير عندي لكل ما حدث آنذاك ويحدث هذه الايام  إلا أننا نعيش في مرحلة ضرب الديمقراطية والتغيير بالأحذية   وأننا أمام طريقة مختلفة في التعامل مع العراقيين ، طابعها الخشونة والاستبداد ، خصوصا أن  البعض صور ما حدث  في  ساحة التحرير وما قامت به السيدة هناء ادور امام رئيس الوزراء  على أنه مؤامرة من أعداء الوطن  الذين يتداولون أفكارا وطروحات حول الإصلاح والخدمات  وغير ذلك من مفردات نابية وعدائية بحسب ذهنية مسؤولين في الحكومة. صحيح أنه من المهم الانتباه إلى أن البعض مصاب بنوع من  فوبيا الإصلاح ومحاسبة الفاسدين تجعله كلما ذكرت كلمة  فساد  يستغرق في نوبة من الهرش وحك الجلد بعنف حتى تسيل منه عبارات التخوين والشتائم، ولكن الصحيح ايضا ان هناك أزمات ومشاكل وهموم  كانت تملأ الأرصفة أمام مجلس الوزراء ومجلس النواب، وتنذر بما لا تحمد عقباه، رغم ذلك لم تجد الحكومة في ذلك عيباً ولا خجلاً، واعتبرته من مظاهر الديمقراطية. وعاشت عالماً من الخيال والأحلام، حيث لا يشعر بعض وزرائها بالناس، ولماذا وتحت أيديهم  كل ما يشتهونه ويتمنونه؟ لماذا يشعرون؟ وقد انطلق بعضهم ليحول الوزارة الى ملكية خاصة او فرع من فروع الحزب الذي ينتمي اليه!؟ كنت اتمنى لو أن رئيس الوزراء بدلا من ان يحرك اصابعه تجاه هناء ادور ان  يعترف وبجرأة  بالأخطاء التي رافقت حكومته والتي دفع ثمنها الناس، والا يقول لنا ان ثمار الديمقراطية سوف يستفيد منها الفقراء ومحدودو الدخل.. هذا لم ولن يحدث، لأن البعض من الذين تولوا الأمور لا يعرفون الشبع، منزوعي الهوية الاجتماعية والضمير الانساني. اليوم وقد كافأ العالم هناء ادور على مواقفها الشجاعة ، نجد ان الحكومة تنظر الى أمثال هذه السيدة  بمنتهى الاستخفاف والتعالي ،لانها رفضت ان تشارك في مهرجان الشعوذة السياسية الذي  تقيمه الحكومة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram