TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بصمة الحقيقة :قانـــون زيكـــــو

بصمة الحقيقة :قانـــون زيكـــــو

نشر في: 8 أكتوبر, 2012: 04:57 م

 طه كمر
كثر الكلام وساد اللغط في الشارع الرياضي خصوصاً خلال الآونة الاخيرة مع اقتراب موعد مباراة منتخبنا الوطني مع نظيره الاسترالي في اطار منافسات الجولة الخامسة من الدور الحاسم المؤهل الى مونديال البرازيل 2014 جرّاء التجاذبات التي رافقت رحلة اُسود الرافدين لاسيما ان المنتخب يعد العدّة الان لتلك المواجهة التي تعد في غاية الاهمية وحاسمة كونها ستجعل الفائز يواصل مشواره للمنافسة على بطاقة التأهل فيما تضع الخاسر خارج الحسابات تماماً بعد ان ضمن منتخب اليابان تأهله الى النهائيات.
اصابع الاتهام توجهت نحو البرازيلي زيكو الذي يقود أسود الرافدين لسبب انه تجاهل العديد من الاسماء الكبيرة التي كان لها شأن كبير فيما وصلت اليه الكرة العراقية خصوصاً ان تلك الاسماء حُفرت بأحرف من ذهب في جدران التأريخ لتبقى عالقة تتذكرها الاجيال بعد ان اعتلى اصحابها منصات التتويج في جاكرتا يوم خطفوا اللقب الاغلى في بطولة أمم آسيا في الوقت الذي لم يكونوا بالحسبان من قبل جميع المتابعين والمراقبين إبان الفترة التي رافقت تلك البطولة ليأتي اليوم البرازيلي زيكو ويجعل من هؤلاء الرجال مجرّد وهم بعد ان ركنهم على دكة البدلاء لفترة إلا انه لم يكتف بذلك وعاد ليجعل منهم عواجيز وغير مؤهلين للدفاع عن اسم العراق وتأريخه وسمعته بعد ان أحالهم على التعاقد اجبارياً من دون الرجوع لأية جهة أخرى كالاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم او لجنة الخبراء والمستشارين او غيرها من اللجان التي بمقدورها تقييم اللاعبين والبت بجاهزيتهم لتمثيل الوطن من عدمها.كتبنا الكثير وأدلى المنتقدون بدلوهم بهذا الاتجاه لكن لا حياة لمن تنادي ، فالذي خطط له زيكو اصبح قانوناً يسري من دون الرجوع الى تأريخ هؤلاء اللاعبين الذين خدموا الكرة العراقية خير خدمة وأفنوا سني عمرهم بعيدين عن أهلهم وناسهم بعد أن أخذت الغربة منهم مأخذاً جرّاء التنقل واللعب خارج ارض الوطن نتيجة الحصار الجائر والحظر المفروض على ملاعبنا ليجدوا انفسهم بين ليلة وضحاها خارج التغطية تماما ، فأين المغوار وأين العمدة وأين صانع الالعاب سدير الذي ما زالت أهدافه لا تبرح ذاكرتنا بتسديداته الجميلة المتقنة ليشمل التغاضي هذه المرة السفاح والمايسترو وكرار ورحيمة فقد عجزنا عن التساؤل ومللنا اعادة الكلام الذي اصبح من دون قيمة كون لا أحداً يأخذ به ولا أحداً يستطيع أن يُجبر زيكو للعدول عن قراراته الصارمة التي حتى الان لم نجد لها مسوّغاً يجعلنا مجبورين للموافقة عليها كونها تصب بمصلحة العراق ، فما باله من تجريب نخبة من اللاعبين الشباب في اقوى بطولة لاسيما في الدور الحاسم والمؤهل الى النهائيات؟ فنحن لا نتمنى ان نبني منتخباً للمستقبل على حساب تأهلنا الى البرازيل والجميع يعرف ان التأهل الى النهائيات اصبح مطلباً جماهيرياً يسعد ملايين العراق من شماله الى جنوبه بغض النظر عن نوعية اللاعبين كون هناك فترة زمنية كبيرة بامكان زيكو ان يستغلها للعمل مجدداً وبناء فريق رصين كيفما شاء الى النهائيات.العراقيون الان يمنون النفس بمشاهدة هوار ونشأت وكرار ويونس ورحيمة ومهدي وباسم وعماد وسدير وهم ينتخون كما انتخوا عام 2007 وحققوا المستحيل الذي عجز عن تحقيقه اليابانيون والسعوديون والكوريون والايرانيون خصوصا ان مواجهات بحجم اليابان واستراليا لم يخضها سوى هؤلاء الاسود الذين بلغ زئيرهم عنان السماء يوم اعتلى السفاح وكتيبته المدججة بالغيرة العراقية الاصيلة منصات التتويج وخطفوا اللقب في ليلة جميلة عاشتها ملايين العراقيين وتوحد الشعب أزاءها وقضى على الطائفية المقيتة التي اجتاحت ارض الرافدين إبان تلك الفترة المظلمة.لا اعرف ماذا ينوي زيكو له خصوصا عندما قاد منتخبنا لمباراة لم نجنِ منها ادنى فائدة سوى انها قد تكون اثرت تأثيراً سلبياً على معنويات لاعبينا كونها كانت أمام فريق معيذر القطري الذي يلعب ضمن دوري الدرجة الثانية مع احترامي لهذا الفريق لتنتهي تلك المباراة بهدف يتيم جاء في الدقيقة الاخيرة من زمن المباراة والتي تعد بروفة حقيقية قبل مواجهة منتخب البرازيل بعد غد بفوز اُسود الرافدين،  الى هنا اتمنى ان أكون في حلم ولم تكن تلك حقيقة ما يجري للكرة العراقية!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الخوف على الكرسي

العمودالثامن: ماذا يريد سعد المدرس؟

العمودالثامن: لماذا يطاردون رحيم أبو رغيف

العمودالثامن: قضاء .. وقدر

لماذا دعمت واشنطن انقلابات فاشية ضد مصدق وعبد الكريم قاسم؟

العمودالثامن: أين لائحة المحتوى الهابط؟

 علي حسين لم يتردد الشيخ أو يتلعثم وهو يقول بصوت عال وواضح " تعرفون أن معظم اللواتي شاركن في تظاهرات تشرين فاسدات " ثم نظر إلى الكاميرا وتوهم أن هناك جمهوراً يجلس أمامه...
علي حسين

كلاكيت: رحل ايرل جونز وبقي صوته!

 علاء المفرجي الجميع يتذكره باستحضار صوته الجهير المميز، الذي أضفى من خلاله القوة على جميع أدواره، وأستخدمه بشكل مبدع لـ "دارث فيدر" في فيلم "حرب النجوم"، و "موفاسا" في فيلم "الأسد الملك"، مثلما...
علاء المفرجي

الواردات غير النفطية… درعنا الستراتيجي

ثامر الهيمص نضع ايدينا على قلوبنا يوميا خوف يصل لحد الهلع، نتيجة مراقبتنا الدؤوبة لبورصة النفط، التي لا يحددها عرض وطلب اعتيادي، ولذلك ومن خلال اوبك بلص نستلم اشعارات السعر للبرميل والكمية المعدة للتصدير....
ثامر الهيمص

بالنُّفوذ.. تغدو قُلامَةُ الظِّفْر عنقاءَ!

رشيد الخيون يعيش أبناء الرّافدين، اللذان بدأ العد التّنازلي لجفافهما، عصرٍاً حالكاً، الجفاف ليس مِن الماء، إنما مِن كلِّ ما تعلق بنعمة الماء، ولهذه النعمة قيل في أهل العِراق: "هم أهل العقول الصّحيحة والشّهوات...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram