TOP

جريدة المدى > سينما > سموم المخدّرات وحبوب "الكبسلة " تروجها شبكة بزعامة امرأة!

سموم المخدّرات وحبوب "الكبسلة " تروجها شبكة بزعامة امرأة!

نشر في: 4 نوفمبر, 2011: 07:29 م

 بغداد / منتصر الساعدي صباح تلك المناطق المزدحمة، والتي تطل شرف منازلها على الجيران، يختلف عن باقي الأزقة والأحياء المحيطة بها، الهدوء يلف معظم بيوتها شبه المهدّمة،والنساء يستيقظن بعد الظهر، بينما الرجال يعبرون الأبواب وربما حتى الجدران في بدايات بزوغ الفجر. الأطفال وحدهم يجوبون الشوارع القذرة.
وقع احد الأشخاص المشهورين بتجارة الرقيق الأبيض  في محلة (..) في غرام إحدى الفتيات الصغيرات في احد البيوت "المشبوهة" في المنطقة،  فظل يلاحقها في كل مكان تذهب إليه.. أنفق عليها أموالا طائلة.. وأخيراً عرض عليها الزواج.. وافقت بشرط واحد أن يطلق زوجته الأولى وأم أولاده الأربعة!لم يتردد كثيرا، أرسل ورقة الطلاق لزوجته الأولى، واختفى مع زوجته الجديدة في احد ملاهي دمشق. عندما تسلمت زوجته ورقة طلاقها سقطت مغشياً عليها، وعندما أفاقت كانت محنتها هي من أين تنفق على صغارها؟ امتلأ قلبها بالحقد على كل ما في هذه الدنيا! وكان أول من صوبت نيران حقدها عليه هم أولادها فلذات أكبادها. وكان أول قرار اتخذته هو إبعاد أولادها عن مدارسهم، وطلبت منهم أن يبدأوا معها طريقا جديدا في الحياة.. طريق السرقة والاحتيال وكل شيء محرم!  المطلقة من خلال علاقاتها بعدد من بائعي الحبوب المخدرة تمكنت من إقناعهم بتسليمها كميات من الحبوب لبيعها في مناطق مختلفة من بغداد. وقف العديد من تجار هذه المواد إلى جانبها، وبدأت رحلة جديدة في عالم تجارة الحبوب المخدرة وأنواعها المختلفة، مكونة مع أولادها الأربعة إمبراطورية متكاملة. خلال عدة سنوات نجحت في جمع الكثير من الأموال الطائلة! وبعدما ثبتت أقدامها في هذه التجارة بدأ يراودها حلم الانتقام من طليقها الذي ألقى بها وبأولادها في الشارع من اجل فتاة ليل!أخذت تراقب عمله الجديد عندما عاد إلى بغداد، وبدأ يعمل في تجارة المخدرات أيضا، وبناء على معلومات وصلتها عن قيام طليقها بجلب كمية كبيرة من الحبوب والمخدرات من إحدى دول الجوار، أخبرت مديرية مكافحة المخدرات عن طريق صديق لها، فنصبت المديرية كميناً له في منطقة قريبة من الحدود وألقت القبض عليه متلبساً مع المخدرات، وأحيل على أثرها إلى المحكمة التي حكمت عليه بالحبس المشدد. عندما علمت بسجنه فرحت، وجمعت أولادها الأربعة لتحتفل معهم بانتصارها الساحق على والدهم وطالبتهم بالعمل ليل نهار من اجل تحقيق حلمها بالسيطرة على السوق لبيع وتهريب الحشيشة والحبوب والكبسلة!بمساعدة مجموعة من الشخصيات والجهات المتنفذة، بمرور الأيام ذاع صيت المطلقة وأولادها، وبدأت عيون رجال مكافحة المخدرات تلاحقهم وتجمع المعلومات عنهم. ووجهت الشرطة أولى ضرباتها لهذه العصابة حين ألقت مديرية مكافحة المخدرات القبض على (ص) اكبر أبنائها . وتلقت المطلقة هذا الخبر بهدوء، ثم جمعت ابنيها الآخرين وطلبت منهما التوقف قليلا عن بيع وتوزيع المخدرات حتى تهدأ العاصفة وتمل الشرطة من المراقبة والرصد. وبالفعل نفذ ابناها تعليمات أمهما.. ولكن الابن الأوسط (ع) لم يصبر طويلا على هذه الأوامر الصارمة، فخادع أمّه وبدأ بالبيع والمتاجرة بدون علمها، فلقي الجزاء بأسرع مما يتصور إذ سقط في قبضة رجال الشرطة ولحق بشقيقه الأكبر خلف القضبان! ولم يبق للأم سوى (س) اصغر أولادها. كان (س) نموذجاً مختلفا عن شقيقيه الآخرين، فمنذ نعومة أظفاره كان يعشق القراءة والمدرسة عكس إخوته. ويوم طلبت أمّه ترك المدرسة بكى وأعلن العصيان على والدته.. ولكن جبروت الأم كان أقسى من تمرد الصبي الصغير! وعندما انضم إلى عصابة والدته اقتصر دوره على جمع مبالغ بيع المخدرات والحبوب أسبوعياً من المشترين الموجودين في بغداد، رافضا أن يشارك في توزيع السموم على المتعاطين. ولكن الأمر اختلف بعد خروج شقيقيه من اللعبة، فأصبح عليه أن يحل محلهما في توزيع الحبوب ونقل المخدرات من الحدود وحتى بغداد والمحافظات الأخرى.  في البداية رفض القيام بهذا الدور حتى لا يلقى مصير شقيقيه، لكن والدته هددته بحرمانه وطرده من البيت وإعادته إلى الشارع كما كان يريد والده! وأمام تهديدات الأم انصاع (س) لأوامرها فقد كان يعلم جيدا أن ما تقوله أمه تنفذه وعلى رقبتها.وكان يعرف أيضا أن أمه بلا قلب ولا يهمّها سوى جمع الأموال من بيع وشراء المخدرات حتى لو كان على جثته شخصيا. وانطلق (س) مرغما في طريقه الجديد، وحتى يشعر بالأمان رافقته أمه في أول عملية قام بها وتكللت بالنجاح.. واستعد للقيام بعملية أخرى، وطلب من والدته أن ترافقه فيها أيضا، ووافقت الأم بشرط أن تكون المرة الأخيرة التي تساعده فيها، ولم يكن (س) يدري أنها بالفعل ستكون آخر عملية، فقد نجحت الشرطة في سيطرة الدبوني في إلقاء القبض عليه، وقف مذهولاً مما يجري حوله وأمامه الحشيشة.  راح يتلفت يمينا ويسارا بحثا عن الضابط الذي يسهل له عملية الدخول فلم يجده.. بحث عن أمه التي كانت ترافقه لكنه اكتشف أنها تبخرت مع الضابط وتركته بمفرده يلاقي مصيره.. بدموع حارقة وقف (س) أمام مدير مكافحة المخدرات يروي تفاصيل قصته والدور الكبير الذي لعبته أمه حتى يصبح تاجرا للمخدرات من اجل أن تجمع الأموال.. وقررت المديرية إحالته الى القضاء لينال عقابه عن المتاجرة بهذه الس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram