TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > المعارضة السياسيّة.. والمعارضة البرلمانيّة

المعارضة السياسيّة.. والمعارضة البرلمانيّة

نشر في: 4 نوفمبر, 2011: 07:59 م

ستار الوادي مما لاشك فيه أن الحياة بالأساس منظمة ومرسومة أدوارها بدقة إلهية متناهية في جوهرها الطبيعي ومن خلال النظرة لشكلها الواقعي. وهذا التنظيم له منظم هو صاحب القدرة الله سبحانه وتعالى. وما نظمه الله وأوجده كان مقداره بحدود استيعاب العقل الإنساني وفق ما منح من إدراك وتأمل. إذن ما نظمه الله يحتاج إلى راعٍ يراعي هذا التنظيم ويستنبط منه ويحافظ عليه ولو بمقدار معين وفق مؤهلاته وما يدركه ويفهمه ويتمكن منه بما متوفر لديه من إمكانات عقلية وجسدية ومادية وبشرية بحدود معلومة ولفترات محددة.
والراعي لهذا التنظيم يحتاج إلى جهد جمعي مشترك تتفاعل فيه العقول والجهود بما تستنبطه وتستنتجه من أساليب وسبل للوصول وفق سياقات ووسائل بعضها نبيلة، والأخرى غير نبيلة، للغايات والأهداف المرسومة التي وضعت بمستوى تقبل العقول وإمكانات التطبيق المتاحة في فترة معينة.وغالباً ما تكون الغايات والأهداف المرجوة هو توفير أكبر قدر ممكن من الأمان والسعادة للشعوب. ودائماً تكون الجهود الجمعية والتفكير المشترك قوية ومرنة ولها التأثير والمقبولية عكس الجهود الفردية التي غالباً ما تمتاز بالأنانية الشخصية، ولها صفة الاستحواذ والتفرد وتكون في موضع النفور والابتعاد منها حتى لو حازت المقبولية المحدودة سوف تتلاشى بأسرع وقت. ولذلك مشروع الأحزاب هو مشروع تشريعي إلهي وعليه ذكره الله في القرآن المجيد (إن حزب الله هم الغالبون) بمعنى أن الذين يتحزبون لعدالة الله السامية من أجل العدالة نفسها والمساواة بالحقوق والواجبات وعدم التمييز والتعنصر سيكون لهم الحظ الأوفر في إدارة شؤون الناس في بقعة معينة من الأرض ولفترة زمنية قد تطول أو تقصر وهذا يعتمد على مقدار النضح الإنساني ومدى استمراره أو توقفه وحتماً سيكون لهم أنصار وأعوان على طريق نصرة إرادة الخير والكرامة، أما عكس هذا حتماً سيكونون هم الخاسرين. وتأسيساً على ما تمت الإشارة اليه أن موضوعة تأسيس وتشكيل الأحزاب والتجمعات ليست بدعة وإنما هي نضح فكري إنساني وإحساسي موضوعي وعقلاني عالي المسؤولية لتفعيل الفكر والفعل الجمعي المشترك والإحساس المرهف بالشواغر والنواقص التي تعرقل مسيرة مجموعة من الناس يجرى تشخيصها بدقة ووضع الحلول الناجحة لها أي بمعنى إعادة صياغة منظمات الحياة لمجتمع معين وفق حاجياته لغرض أن ينال شعبه السعادة والأمان والكرامة بحدود رقعة جغرافية محددة. وتجرى ترجمة هذا التفكير والإحساس الى رؤية وأفكار ومبادئ تنشر وتبث بين الناس كمعتقدات، الغاية منها الإقناع والتفاعل والاعتناق والتبني وفق منظور المصالح المشتركة وصولاً للأهداف والغايات الجمعية السامية. وعلى هذا الأساس نكون قد أنتجنا حزباً يتحزب للأفكار النبيلة والسامية التي ينبغي لها أن تخدم المشروع الإنساني بكل تطلعاته نحو الرقي والتقدم واحترام الذات بمجالات بناء الإنسان الأخلاقي والإنساني ضمن مسار يواكب تطور فروع العلم والمعرفة بإيمان ومقدار معينين من القناعة المشتركة والمتفاعلة تجعل من الإنسان يتفاعل ويشارك بمشروع بناء الأوطان بجهد جمعي مشترك ومؤثر، انطلاقاً من إيمانه بأن المبادئ والأهداف التي تبناها من خلال حزب معين هي نابعة من إحساس عال باحتياجاته ومعاناته، وجاءت من تفكير راق ومعاناة واقعية ليس فيها تلوث، وبعيدةً عن مشروع إشباع الرغبات الذاتية وخالية من الأنا والأطماع الشخصية، وإنما تنهل أفكارها من المشروع الإنساني النقي المفعم بالحب والحق والمساواة ليصب في بحر الأهداف النبيلة والسامية والتي تتجمع فيه نتاجات ما هو من صلب النضح الإنساني الخالص البعيد عن الملوثات الشخصية ومتنزهة عن العقد النفسية المقيتة، والتي تصبح في ما بعد سدوداً خطرة وعالية ومدمرة بطريق الوسائل والسبل التي من المفترض أن يراد لها أن تكون سالكة وسهلة ومفهومة لبلوغ قمم الأهداف الإنسانية التي يجب أن تكون إنسانية بالمفهوم الطبيعي والوضعي المبتكر. لذا يجب أن تكون الأحزاب والتكتلات والتجمعات تنبع وتظهر من رحم المخاض الإنساني بما يحمله من أحلام وآمال ومعاناة وإرهاصات يعانيها الناس حقاً، وان يكون المنقذ والمساعد وليس المعطل والمعرقل واحياناً تكون مبادئ وأفكار بعض الأحزاب تدميرية كما حدث وأحدثه الحزب النازي الألماني في القرن الماضي، أو تكون أفكارا محدودة وليست لها قابلية على الاستمرار والتطور، وتتلاشى في فترة زمنية معينة، كما حدث للأحزاب الأممية والأحزاب القومية وعلى رأسها الحزب الشيوعي الذي انهار بسرعة ذوبان الجليد أمام تطلعات الشعوب والأمم نحو مستقبل أفضل. والتفكير والاستنباط الحر مفتوحان للجميع وليس عليهما قيود بل مسموح للعقول الإنسانية الحرة والمبدعة بإنتاج منظومة أو حزب أو كتلة معينة بمنظور إنساني يخدم مجتمعه ويتعاون بايجابية حرة مع أفكار الأحزاب الأخرى على البقعة الجغرافية نفسها وبذات الفترة الزمنية لغاية واحدة هي خدمة الشعوب والمحافظة على مصالحها العليا المشروعة. ولا ضير أن تكون دينية لكن بحدود الوسطية المتطورة لا بحدود التشدد والتطرف انطلاقا من فهم قاصر وضيق ومشوه للأفكار والمبادئ الإلهية التي في طبيعتها تمتاز بالميسرة والسعة والتسامح ولها قابلية التطور والإبداع وتكون لها القدرة على الانفتاح والتفاعل ولها قابلية الامتداد وليس التمدد بأفق المستقبل والتفاعل معه بقوالب متحركة ومتفائلة وليس بقوالب جامدة ومظلمة. دعونا ننظر إلى ثنائية الخلق ولنأخذ منها العبر والدروس للتعاون والتكامل والعمل المشتر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram