TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :عن الحكومة والناس

سلاما ياعراق :عن الحكومة والناس

نشر في: 4 نوفمبر, 2011: 09:24 م

 هاشم العقابي لو اجرينا تحليلا لمضمون تصريحات وخطب السياسيين بالعراق على مدى سنوات ما بعد التغيير، يندر ان نجد فيها تصريحا يتحدث عن هموم الناس. اغلبها مناوشات شخصية أو هجمات بين أعضاء الكتل المتناحرة. بينما في اغلب الدول نجد للشعب حضورا في احاديث السياسيين خاصة من قبل الذين في السلطة أو على رأسها.فهذه مصر التي تشهد يوميا جدلا ساخنا بين الاطراف المتسابقة للفوز بالانتخابات لا تجد فيها سياسيا لا يتطرق الى هموم الناس وحاجاتهم في تصريحاته مهما كان لونها.
 ان كلمة "مصري" أو "مصرية" تتردد في اقوالهم وخطبهم. ليس اليوم، فقط، بل حتى حسني مبارك الذي خلعه الشعب كان يكثر من قول "اخاطب كل مصري ومصرية". كذلك تجد الحال في تونس وليبيا. الكل يستذكر المواطن ويطمع بكسب رضاه الا بالعراق. فعندنا يستقتل "ربعنا" السياسيون من اجل كسب رضا رئيس حكومتهم أو رئيس كتلتهم. أما الانسان العراقي فهو بواد وهم بواد آخر.اصعب شيء على الناس هو شعورهم بالاهمال من قبل من يدعي قيادة دولتهم. ويتحول هذا الشعور الى معاناة يومية لو مورس بالفعل والقول معا. شعب تنخره البطالة وينحره الارهاب ويلتهم بلده الفساد ويعاني من نقص في ابسط الخدمات الاساسية الى حد انعدام بعضها، ومع هذا تجد فيه السياسيين يناطحون بعضهم بعضا دون ان يمروا على معاناته ولو مرور "الكرام". قد يصبر الشعب لكن صبره لا يطول مهما اجتهد الحكام في تخدير آلامه الجسدية والنفسية. وقد ينجح السياسي في الضحك على الناس لحد جرهم للحروب كما حدث بزمن صدام. أو تخويفهم من بعضهم البعض كما يحدث اليوم. لكن لا يمكن لهذا السياسي ان يجعل الناس تقلده في بلادة حسه تجاههم. لا ينكر ان شعبنا صبر صبرا مرا على معاناته ولاسباب كثيرة يطول شرحها. لكن الأسابيع الماضية كشفت بان العراقيين الذين ينهب بلدهم من بين ايديهم من قبل الجهلة والفاسدين، نفد صبرهم. واظن ان المطالبة بتحويل بعض المحافظات الى اقاليم ما هي الا واحدة من علامات نفاد صبر الشعب على اهماله من قبل حاكميه.الغريب هو ان الحكومة من رئيسها الى اصغر وزير فيها كانت لا تفكر الا بنفسها وباختراع "احدث" الاساليب لتطويل مدة بقائها وزيادة مغانمها، الى ان هزتها "صفعة" المطالبة بالأقاليم، فتذكرت ان هناك شعبا نسته رغم انها تحكمه. ويا سبحان مغير الاحوال الذي جعل رئيس حكومتنا ومقربيه واعضاء حزبه وكتلته لا شغل لهم غير مخاطبة اهالي المحافظات الذين لوحوا بتحويلها الى اقاليم. لكن متى تخاف هذه الحكومة من ربها وتخاطب العاطلين عن العمل والمحرومين من الكهرباء والمحاصرين بالفقر والعوز مثلما صارت كل يوم تقريبا تتحدث، عن قرب أو عن بعد، مع المطالبين بالأقاليم؟ ولا اظنها ستفعل ذلك الا اذا طالب كل عراقي بتحويل بيته الى اقليم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram