كربلاء / المدى انشرح قاسم علوان المعلم المتقاعد بالحديث إلى صديقه أبو محمد وهو يحمل أوراق قبول ابنته هدى لتسجيلها في إحدى المدارس الأهلية القريبة من منطقه سكناه ، وقال : هناك تدن بالمستوى التعليمي للطلبة في المدارس الحكومية لان المعلم لم يقم بواجبه الوظيفي كما ينبغي، واستدرك :
لذا سيكون التدريس في المدارس الاهلية أفضل بكثير من ناحية تدريس المعلم ودرجة قبول الطالب للمواد الدراسية . ولكن رد عليه أبو محمد: أن الدراسة مكلفة من حديث قيمة الأجور وتقديم الأقساط ، وبالتالي أن هذا الأمر سيجعل الحكومة تعمد على المدارس الأهلية . بينما ذكرت سيدة ترغب بدراسة ابنها في متوسطة أن الدراسة في المدارس الأهلية تضمن حق النجاح للطالب وتخلصه من الرسوب. وقالت رئيس اللجنة ابتهاج الزبيدي في لجنة التربية والتعليم في مجلس محافظة كربلاء :إن "المدارس الحكومية تحتوي على انضباط وحزم لا يتوفران في المدارس الأهلية التي تفتقر إلى الأجواء الدراسية"، محذرة من "تدني المستوى العلمي لشريحة الدارسين في المدارس الأهلية". وأضافت الزبيدي أن "أغلب الطلبة في المدارس الأهلية يشعرون بأنهم متفضلون على هذه المدارس بما يدفعونه من أموال، إلى جانب شعور إدارات هذه المدارس ومؤسسيها بالرغبة في الحصول على الأموال، ولو على حساب المستوى العلمي"، داعية "وزارة التربية إلى تشديد المراقبة على المدارس الأهلية وتكثيف زيارات المشرفين التربويين لها ووضع ضوابط حازمة لمنع تدني المستوى العلمي". وأكدت رئيس لجنة التربية والتعليم أن "إدارات المدارس الأهلية، ومؤسسيها يولون الحصول على الربح أهمية قصوى، ويفضلونه على القيمة العلمية"، موضحة أنها زارت "العديد من المدارس الأهلية بكربلاء فوجدتها دون مستوى الطموح، ومن غير الممكن مقارنتها بالمدارس الحكومية من حيث المستوى العلمي والبيئة المدرسية". ولفتت إلى أن "مباني المدارس الأهلية تفتقر إلى الأجواء الدراسية كونها عبارة عن منازل مستأجر لا تحتوي على ساحات أو فضاءات وحولت غرفها إلى صفوف دراسية"، مؤكدة أن "تلك المباني مناقضة لما يجب أن تكون عليه التصاميم المدرسية المعتمدة من قبل وزارة التربية، حيث أن قضاء الطلبة ساعات عدة في أماكن مغلقة يشكل عبئا نفسيا يسهم بتراجع مستوياتهم العلمية". وطالبت رئيس لجنة التربية والتعليم في كربلاء وزارة التربية بأن "تدقق بنسب النجاح التي تحققها المدارس الأهلية"، موضحة أن "عددا من هذه المدارس تحقق نسب نجاح تصل إلى درجة 100% في المراحل غير المنتهية، فيما تصل نسبتها إلى دون الـ20% في امتحانات المراحل المنتهية، وتلك علامة أكيدة على أن النجاح في المدارس الأهلية يمنح جزافا". وبرزت ظاهرة التعليم الأهلي في العراق بجلاء بعد عام 2003 إذ تم افتتاح العديد من المدارس الابتدائية والمتوسطة ورياض الأطفال، فضلا عن الجامعات والكليات الأهلية التي تستقبل الدارسين والتلاميذ مقابل أجور تدفع على شكل أقساط. وتتراوح تكاليف الدراسة في المدارس الابتدائية الأهلية في كربلاء بين400و500، ألف دينار للعام الدراسي، يضاف إليها أجور نقل التلاميذ من وإلى المدرسة وهي قد تصل إلى 200 ألف دينار لكل سنة دراسية، وترتفع هذه التكاليف في الجامعات.أما تكاليف الدراسة في المدارس المتوسطة والإعدادية الأهلية فتتراوح بين 500 إلى 600 ألف دينار للسنة الدراسية بالإضافة إلى أجور النقل، ولا توجد للمدارس الأهلية بنايات مصممة لتكون مدارس، إنما هي عبارة عن منازل كبيرة يتم استئجارها لتكون بنايات مدرسية. من جهته، قال نقيب المعلمين بكربلاء، خالد مرعي حسن إن "القطاع التربوي الأهلي يمكن أن يلعب دورا مهما في تدعيم المسيرة العلمية والتربوية في البلاد"، مقللا من "حدة الانتقادات التي وجهتها لجنة التربية والتعليم، بمجلس كربلاء للتعليم الأهلي". وأضاف حسن أن "المدارس الأهلية تعتمد على المدرسين والمعلمين المتقاعدين وغيرهم، ولا توجد هناك دواع للخوف على المستوى العلمي" معتبرا "قلة أعداد الدارسين في المدارس الأهلية سببا في تشجيع الاستيعاب لدى الطلبة، بعكس الحال في المدارس الحكومية، المكتظة بالطلبة". واعتبر حسن أن "اعتماد المدارس الأهلية على البيوت المستأجرة لتكون أبنية مدرسية عامل إيجابي"، منتقدا "طريقة تشييد البنايات المدرسية الحكومية".
المدارس الأهليّة تنافس الحكوميّة.. وتحذيرات من تدنّي المستوى العلمي

نشر في: 4 نوفمبر, 2011: 09:30 م