TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :العيدية.. مغثّة

نص ردن :العيدية.. مغثّة

نشر في: 4 نوفمبر, 2011: 09:33 م

 علاء حسن بمناسبة حلول العيد تكون للعراقيين تمنياتهم وتطلعاتهم، فصغارهم يرغبون في عيدية من  الآباء والأقارب  لشراء الألعاب المفضلة ، وعادة ما تكون أسلحة من أنواع مختلفة، ورغبتهم هذه تنسجم مع الوضع العراقي الحالي الذي يعيش تراجعا واضحا في الوضع الأمني، فضلا عن الاضطراب السياسي ، والصغار بإصرارهم  على حمل السلاح، في ألعابهم،  ربما يريدون تقليد الكبار الذين خاضوا لعبة السلاح منذ سنوات ، ولم يفكروا في يوم بالتخلي عنه لاعتقادهم بأنه أصبح حاجة ضرورية في الحياة العراقية .
لن تختلف أيام العيد عن سابقاتها خصوصا في العاصمة بغداد  فالإجراءات الأمنية ستكون مشددة لحفظ امن المواطنين  ولغرض   إضفاء حالة من البهجة والسرور ، سيتم قطع العديد من الطرق والجسور، وفي الأعياد السابقة وصلت حالة الاستياء والتذمر من الزحامات في شوارع العاصمة إلى وضع لا يطاق ، ففضل الجميع المكوث والإقامة في المنازل وفرضوا على أنفسهم حالة من حظر التجوال لان الوصول من منطقة إلى أخرى يحتاج إلى وقت كثير ، والعراقي السعيد بعيده لا يريد أن يجعل من المناسبة فرصة لشتم المسؤولين  عن فرض الخطة الأمنية .قررت الحكومة أن تكون عطلة العيد قرابة أسبوع ، ويبدو أنها تريد أن تمنح العراقيين فرص الراحة والاستجمام ، وكبار مسؤوليها توجهوا إلى الخارج للقاء أسرهم المقيمة في دول أوروبية او إقليمية ، أما  الآخرون وهم كثيرون فسيخضعون للإقامة الإجبارية ، وليس أمامهم من وسائل سوى متابعة الفضائيات وما تعرضه من برامج  معروفة ولقاءات مع فنانين من الدرجة العاشرة يطرحون تمنياتهم للشعب العراقي بمستقبل زاهر وكل عام وانتم بخير ، وبعد أن تنتهي أيام العيد سيخرج المسؤولون الأمنيون ليؤكدوا نجاح الخطة ، وإحباط المخططات الإرهابية ، بفضل تعاون المواطن مع عناصر قوات الجيش والشرطة .قبل حلول  عيد الأضحى انشغلت الساحة العراقية بأزمة سياسية جديدة عندما طالبت محافظة صلاح  بان تكون إقليما ، وعلى خلفية ذلك ، أصبحت لهجة تبادل الاتهامات من العيار الثقيل وصاحبتها موجة اعتقالات واسعة ، وقيل أن الأزمة في طريقها للحل بعد عطلة العيد ، ومن أطلق هذا التصريح كان يتصور بأنه سيقدم عيدية للعراقيين بحسم الخلافات  بشكل قاطع والى الأبد والتفرغ نحو البناء والإعمار وتلبية كل مطالب  الشعب .أعياد العراقيين ومنذ زمن طويل تختلف عن الآخرين من شعوب المنطقة التي تشاركنا الاحتفال بذات المناسبة ، فنحن نقضي اليوم الأول من العيد في المقابر لزيارة موتانا ، وبعضنا يتوجه إلى المعتقلات لمواجهة السجناء ، لكي نوفر للسجين رؤية زوجته وأطفاله في صباح العيد، ونقدم له التمنيات بإطلاق سراحه قبل انتهاء محكوميته ، وربما نطلق الأكاذيب عن نية الحكومة في إصدار عفو عن المعتقلين في العيد المقبل .العيد في العراق له ملامح حزينة دائما ، لأن يومه اليوم يكون في المقابر والثاني في المعتقل والثالث في زيارة الأقارب المهمومين ، والرابع  نقضيه بالتدافع مع الآخرين في مدينة الألعاب لنوفر لأحد أطفالنا فرصة ركوب دولاب الهواء ،وبهذا تكون العيدية مغثة على كل المستويات ، وعيّدت كلها الناس وأنا بسواد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram