وديع غزوان وسط ضجيج السياسيين العالي وتصريحاتهم النارية التي تشبه في بعض اوجهها ضمناً او صراحة قعقعة السلاح التي تذكرنا بمعارك الماضي واهدافها التي اتضح ان غالبيتها للالهاء وتحويل انظارنا عما يجري من استلاب متعمد لابسط حقوقنا .. نقول وسط كل هذا الضجيج لم اجد ما يشجعني على التوجه الى ساحة التحرير هذه الجمعة، حيث يبدو ان لا صوت يعلو على صوت السياسيين مهما كان لونه او طعمه المر الذي لايدعو الى التفاؤل والامل.
وهكذا توجهت الى معرض بغداد الدولي لاتجول في اجنحته خاصة ما كان منها تابعاً لمؤسسات وشركات القطاع العام العراقي، لكن يبدو ان اجواء جمع ساحة التحرير كانت اقوى حيث جمعتني الصدفة باحد نشطاء التحرير الذي كان له دور بارز فيها ، فسألته عن سر هذه القطيعة فاجابني دون تردد الخوف واليأس واضاف: مع كل الاسف اننا في اوضاع يسهل فيها توجيه الاتهام لاي فرد لمجرد وشاية مغرض دون ادلة او براهين ليتم توجيه مذكرة القاء القبض عليه، وهذا بحد ذاته يتقاطع مع كل مبادئ الديمقراطية الصحيحة التي كنا نتوقع ان تزدهر في بلدنا ونغبط الدول التي تمكنت من ترسيخها في مجتمعاتها ، فابعدت عنهم عقد الخوف واليأس. صاحبي اشار الى احاديث مختلف السياسيين التي تتناول مخاطر استمرار الاوضاع الاستثنائية التي كان احد اسبابها العصابات الارهابية، غير انهم جميعاً لم ينصفونا عندما ارتضوا ان يجعلوا من مصالحهم فوق مصالحنا ، وعمل الاخر منهم على ان يكون الآمر الناهي حتى ان إجراءاته تعيد الى الاذهان ما كان يريد ان يفرضه النظام السابق من حالة خوف وهلع واطباق على الانفاس ومنع اي صوت نقد بناء حتى من اتباعه .. انه شيء محزن ان نفكر بخوف لان هذه الصورة لاتطلق الطاقات ولا تطور بلد ، وتدفع الكثير الى اليأس وهذا ما لانريده . حاولت ان اغير مجرى الحوار الى شيء قد يعيد بعض الامل الى متحدثي فغيرت مجرى الحديث الى قرب انسحاب القوات الاميركية من العراق وما يفرضه علينا هذا الامر من التزامات, لتطوير هذا الحدث وبما يعزز موقع العراق وسيادته وما يحتاجه من تهدئة للاوضاع المتوترة التي يحاول ان يفرضها علينا كل من لايريد ببلدنا خيراً، واسترسلت بالحديث عن هذا الموضوع حتى قاطعني قائلاً: نحن مواطنون نشتري الفرح "بفلوس" كما يقولون بعد كل سنوات القهر والذل، غير ان المشكلة بسياسيينا الذين اخفقوا في رسم طريق واضح لمستقبل العراق.. لا أستثني احداً فكل واحد متعصب للجهة التي يمثلها فجماعة الحكومة تزين كل تصرفاتها الخطأ منها والصواب والآخرون ممن لاهم معارضة ولا حكومة يتصيدون الفرص ليصنعوا ازمة ، وهكذا فجميعهم بمأمن الا المواطن الذي يدفع الكثير من راحته واعصابه وربما حياته من اجل ان تتمتع النخب الحاكمة وغير ها بامتيازاتها ، هذه هي الصورة باختصار شديد . رجاءً لاتسلبوا منا الامل ولا تضيعوا علينا احلامنا ، وشجعونا على التوجه الى ساحة التحرير لنطالب بصوت عراقي صادق بالتغيير والتصحيح ليعود للعراق وجهه المشرق الذي غاب طويلاً.. وجه ما زلنا ننتظره بلهفة .
كردستانيات :(التحرير) والخوف
نشر في: 4 نوفمبر, 2011: 09:38 م