□ بغداد/ خالد وليد تدرس الكتل السياسية حاليا عددا من الخيارات لتدريب الجيش في الفترة المقبلة من دون الحاجة إلى الإبقاء على أي جندي أمريكي في البلاد، نتيجة لعدم اتفاق الجانبين العراقي والأميركي على قضية الحصانة. وكانت الحكومة العراقية قد بدأت مفاوضات مع الجانب الأميركي للإبقاء على عدد من المدربين الأميركيين تناط بهم مهمة تدريب الجيش العراقي بعد انتهاء الاتفاقية الأمنية نهاية عام 2011، بيد أن هذه المفاوضات سرعان ما وصلت إلى طريق مسدود، مع رفض معظم الكتل العراقية منح الحصانة القضائية للمدربين مقابل إصرار الجانب الأميركي على هذه الحصانة.
الناطق باسم القوات الأميركية جيفري بيوكانن قال: "لم يصل شيء من الحكومة العراقية بعد والولايات المتحدة الأمريكية لن تتخلى عن حصانة المدربين".وأضاف بيوكانن أن "عدد الجنود الأمريكيين في العراق حاليا أقل من 37 ألف جندي وعدد القواعد الأمريكية يبلغ حاليا 12 قاعدة وهذه الأرقام ستستمر بالتناقص إلى حين الانسحاب الكامل نهاية العام الجاري". ومع تضاؤل فرص بقاء قوات أميركية لتدريب الجيش العراقي، لا تزال البلاد تعاني آثار الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2006، ووضعا امنيا غير مستقر يتمثل بسقوط الجرحى والقتلى يوميا إلى جانب الصراعات الداخلية بين العرب والكرد على أمور عدة أهمها عائدية كركوك الغنية بالنفط. ويأتي هذا السجال في ظل تهديدات أخرى من دول الجوار، حيث تتعرض مناطق شمال البلاد إلى قصف مستمر من قبل تركيا وإيران بحجة نشاط جماعات معارضة لكلا الدولتين في تلك المناطق. وتدرس الكتل السياسية حاليا ثلاثة خيارات بديلة، يتمثل أولها بتدريب نخبة من الجيش العراقي على يد مدربين أميركيين في دولة ثالثة يتم الاتفاق عليها بين الطرفين، وبعد ذلك تتولى هذه النخبة مهمة التدريب. أما الخيار الثاني فيتمثل بإناطة مهمة التدريب ببعثة الناتو للتدريب في العراق وبعثة للتدريب في العراق تأسست عام 2004 بناءً على طلب من الحكومة العراقية المؤقتة و مهمتها هي تقديم الاستشارة والتدريب للقوات العراقية، وكان من المفترض أن ينتهي وجودها في البلاد في نهاية 2011، لكن في وقت سابق من هذا العام تم الاتفاق على تمديد بقاء هذه البعثة لمدة سنتين حتى نهاية العام 2013.وطرحت الكتلة الصدرية التي يتزعمها المعارض للوجود الأمريكي في العراق مقتدى الصدر الخيار الثالث والذي يتمثل بإناطة مهمة تدريب الجيش العراقي بدول أوربية كفرنسا وروسيا واللتين أبدتا رغبة بذلك بحسب بيان أصدرته الكتلة. ونصّ بيان للزعيم مقتدى الصدر صدر في الشهر الماضي، "أجرينا اتصالات مع عدد من الدول الأوربية منها فرنسا وروسيا لتدريب الجيش العراقي وقد أعربت فرنسا وروسيا عن موافقتهما مبدئيا". لكن الكتلة الصدرية التي تحوز على 40 مقعدا من 325 في مجلس النواب العراقي وعلى ثمانية وزراء في الحكومة لا تمانع الخيارين الأولين. وتجد أن تدريب نخبة من الجيش من قبل مدربين أمريكان خارج العراق أمر من شأنه أن يضمن انتهاء الوجود الأميركي في البلاد. كما ترى في تولي بعثة الناتو للتدريب في العراق هذه المهمة أمر يضمن إشراك عدة دول فيها وعدم حصرها بيد الولايات المتحدة. ويقول النائب عن الكتلة الصدرية رافع عبد الجبار"ندعم أي خيار لا يتضمن وجودا أميركيا في العراق".وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد اعتبر موظفي السفارة الأمريكية في بغداد "كلهم محتلون ويجب مقاومتهم". وكان ذلك خلال رده على سؤال من أحد أتباعه بشأن نية الولايات المتحدة زيادة عدد موظفيها في السفارة الأميركية في بغداد من 5000 إلى 15000 بعد انسحاب قواتها من البلاد نهاية العام الحالي 2011. ولا يختلف موقف القائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي كثيرا عن موقف الكتلة الصدرية إزاء خيارات التدريب المتاحة. ويقول النائب عن القائمة عبد الكريم الحطاب إن "القرار مرهون بتوافق الكتل السياسية". ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي أكد أن الخيارات الثلاثة قيد الدراسة. لكن القيادي في كتلة دولة القانون محمد صيهود أكد إن "خيار تدريب نخبة من الجيش العراقي من قبل مدربين أمريكيين في دولة ثالثة هو الأوفر حظاً". وأضاف صيهود "في حال لم يتحقق الإجماع ستناط مهمة تدريب الجيش العراقي ببعثة الناتو للتدريب في العراق ومدربين يتم استقدامهم من خلال التعاقد على استيراد الأسلحة". وكان عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية وعضو ائتلاف دولة القانون عباس البياتي قد أكد، في وقت سابق، أن الحاجة إلى المدربين العسكريين تعد قضية فنية تتعلق بعقود التسليح ونوع السلاح، مشيرا إلى أن غالبية عقود التسليح الآن هي مع الشركات الأميركية خاصة ما يتعلق بسلاح الجو والدبابات والناقلات، وعليه فالعراق بحاجة الى مدربين على هذه الأسلحة الأمريكية. ويحذر ساسة وخبراء عراقيون من عدم التوصل إلى تحديد خيار قبل موعد الانسحاب الوشيك. ويقول القيادي في كتلة التحالف الكردستاني محمود عثمان، إن "انسحاب القوات الأمريكية في ظل وضع امني متدهور وعدم وجود غطاء جوي وجيش غير جاهز لحماية الحدود سيجعل العراق على حافة الهاوية". فيما أشار نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي في حديث لوسائل الإعلام في بغداد إلى أن العراق "اشترى أسلحة ومعدات من الجيش الأميركي بمليارات الدولارات وهو بحاجة للتدريب عليها"، مضيفا أن "جانب التدريب أقرته قيادا
تدريب الجيش العراقي: ثلاثة خيارات على طاولة الحكومة

نشر في: 11 نوفمبر, 2011: 07:47 م









