TOP

جريدة المدى > محليات > العوائل الموصلية تبحث عن فرحة العيد وسط إجراءات أمنية مشددة

العوائل الموصلية تبحث عن فرحة العيد وسط إجراءات أمنية مشددة

نشر في: 11 نوفمبر, 2011: 09:00 م

  الموصل/ نوزت شمدين  مرة أخرى، يكشف العيد افتقار مدينة الموصل الى أماكن تنزه، تستوعب إقبال المواطنين على الحياة، بعد سنوات من سوء الأوضاع الأمنية، التي عطلت ليل المدينة بحظر التجوال، وقطعت أوصالها بجدران وأسلاك حاجزة.
غابات الموصل السياحية، مرفق التنزه الوحيد في مدينة الموصل التي جاوز سكانها المليون نسمة، يضم مطاعم ومتنزهات وملاعب أطفال وقاعات أعراس، كان يتحول في كل عيد الى مهرجان حقيقي يشترك فيه مواطنون قادمون من مختلف أنحاء محافظة نينوى.لكنهم و قبل عيد الأضحى بأيام، فوجئوا بمنع المركبات المدنية من دخول شارع الغابات، لأسباب أمنية، فما كان للأهالي المحتفلين بالعيد، سوى الرضوخ للأمر الواقع، وقضى كثير منهم ساعات النهار مشيا على الأقدام، للوصول الى متنزهات ومطاعم الغابات، بينما استفاد آخرون من مبادرة الأجهزة الأمنية التي وفرت حافلات لنقل المتنزهين، من خارج الغابات الى داخلها، وبالعكس. لكن ذلك لم يخفف من استياء المواطنين أو تذمرهم، من تقييد الحركة في المكان الوحيد المتبقي في الموصل الذي  يصلح ان يطلق عليه مرفقاً سياحياً.الشباب مثلوا ألأغلبية بين الوافدين الى الغابات، والمسافات التي قطعوها مشياً كانت بمثابة جزء من طقس لم يجدوا بداً من ممارسته، لكن الحال كان مختلفاً لدى العائلات التي بدت محبطة من مشقة الوصول الى الغابات، وكثير منها عادت أدراجها أو افترشت رصيفاً ما لتناول طعام جماعي، أو الاستراحة بعض الوقت قبل مواصلة الطريق.واستغرب الشاب الجامعي فارس سعيد (21 عام)، من سير الأمور في مدينة الموصل، وذكر أن المسؤولين يؤكدون عبر وسائل الإعلام تحسن الوضع الأمني، ويتفاخرون بذلك باستمرار،  غير أن الإجراءات المتخذة من قطع الطرق في المناطق السياحية والتجارية، تترك انطباعاً لدى المواطن في ان كل الحديث عن تحسن الوضع الأمني مجرد أكاذيب، وإلا أما كان من المفروض أن يواكب ذلك تسهيل حركة المواطنين وتوفير سبل الراحة لهم؟. وانتقدت المدرسة فادية عبد الحميد، المسؤولين في المحافظة لصمتهم إزاء غلق الطرق في الموصل، وقالت بان شوارع الجمهورية والدواسة والمحاكم والسوق العصري، والفيصلية، مغلقة امام حركة السيارات المدنية منذ سنوات، واليوم تمنع الحركة هنا أيضاً في الغابات، دون أن يمنحونا سبباً مقنعاً لذلك كالعادة. المواطن خزعل ماجد يسكن في حي الانتصار، كان برفقته خمس من أفراد أسرته، بدا عليهم جميعاً التعب وحتى الندم، بعد أن ساروا نحو ثلاثة كيلومترات من اجل الحصول على متعة عيد بددتها الإجراءات الأمنية، قال وهو يشير الى المئات من المواطنين في الشارع الرئيسي:"معظمنا جاء من مناطق بعيدة، لقضاء بعض الوقت هنا، وأنا اضطررت الى إيقاف سيارتي في مدخل شارع الغابات الشرقي قرب الجسر العتيق، وسرنا مشياً كل هذه المسافة دون أي مبرر،  ولو كنت اعلم بهذا الوضع مسبقاً لما أتيت أبداً، وربما كنت سأختار الذهاب الى أربيل أو دهوك، وكان ذلك أفضل بكل تأكيد".  الخيار الأخير الذي تحدث عنه خزعل، اختاره آلاف من مواطني نينوى بالفعل، وطيلة أيام العيد، كانت طوابير سياراتهم، تتجه شمالاً الى دهوك حيث سرسنك أو زاويتا، أو عقره حيث كلي زنطة وكاني زركي، أو الى أربيل وقلعتها الشهيرة وأمكنة تنزهها المتعددة في شقلاوة او بيخال او كلي علي بك أو غيرها من الأماكن.ولكن هذا يقتصر في العادة على الأغنياء، أو الموظفين، هكذا يقول المواطن كامل منذر من حي الغزلاني، ويتابع : " أما العوائل الفقيرة، فقد التزمت أحيائها السكنية، وأقنعت الأطفال بالبدائل المتاحة من مراجيح او"دواليب هواء"يدوية، أو الزيارات البينية، وهكذا مرت الأيام الأربع. المفرح انه لم يسجل ومنذ أول عيد أي خرق امني، منذ نحو سبعة أعوام، لكنه مع ذلك لم تكتمل الفرحة  لشريحة واسعة من الناس كانت بحاجة ماسة الى أماكن ترفه فيها  عن نفسها".  أصحاب المطاعم والمتنزهات في منطقة الغابات، أكدوا في أحاديث للمدى، أنهم قلصوا الكوادر العاملة لديهم بسبب ضعف الإقبال على منطقة الغابات بسبب الطوق الأمني المفروض عليها، واشاروا الى أن المواطنين كانوا يعانون من صعوبة في الوصول بمركباتهم الى المنطقة، بسبب نقاط التفتيش في مدخلي الغابات، ولكن بعد حادث تفجير وقع قبل فترة، منعت المركبات المدنية تماماً من دخول المكان، وكان من الطبيعي ان يتجنب المواطنون القدوم الى الغابات في الأيام العادية.وأضاف أحد أصحاب المطاعم ويدعى ابو حازم : " رغم مناشداتنا المستمرة للحكومة المحلية، أو قيادة العمليات، بضرورة فتح طريق الغابات، ليعود عملنا الى طبيعته، الا ان التجاهل هي الاجابة الوحيدة التي نتلقاها، وعملياً فان توفير حافلات لنقل المواطنين من ساحات وقوف السيارات الى داخل الغابات، لن تجدي نفعاً، وقلة من العائلات فقط ستقبل بتحمل ذلك.واقترح أبو حازم على الأجهزة الأمنية أن تسمح فقط بدخول العائلات الى منطقة الغابات، لأنه ليس من المعقول ان تقدم عائلة على إحداث خرق امني، كما قال. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

المستشفى البيطري في ذي قار يستغيث من نقص الأطباء ويدعو لرفده بـ250 طبيباً لمواجهة
محليات

المستشفى البيطري في ذي قار يستغيث من نقص الأطباء ويدعو لرفده بـ250 طبيباً لمواجهة "الحمى القلاعية"

 ذي قار / حسين العامل دعت إدارة المستشفى البيطري في ذي قار الى التعجيل بسد العجز في الملاكات البيطرية وذلك لمواجهة مخاطر الامراض الوبائية والحد من انتشار مرض الحمى القلاعية، مشيرة الى ان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram