رحيل رائدة النهضة النسوية في مثل هذا اليوم من عام 1975 رحلت الى عالم الخلود رائدة النهضة النسوية وأول محامية في تاريخ العراق الحديث ، صبيحة الشيخ احمد الداود . ولدت في بغداد عام 1914 في اسرة علمية دينية، فأبوها وجدها من علماء الدين الكبار الكبار، وكان ابوها الشيخ احمد بن داود العاني من الشخصيات الدينية والاجتماعية المرموقة ببغداد، وشارك في الحركة الوطنية ضد الاحتلال البريطاني فلوحق ونفي الى خارج العراق ،
وبعد تاسيس الدولة العراقية تولى مناصب وزارية ونيابية عديدة حتى وفاته عام 1948. غير ان هذا لم يفت في عضده،  فوجه ابنائه وجهة عصرية على الرغم من التحدي الاجتماعي والتقليدي الذي واجهه . وكانت البداية عندما ظهرت ابنته صبيحة الطالبة في المدرسة الابتدائية وهي على بعير تمثل دور الخنساء في مهرجان ( عكاظ ) الذي اقامه النادي الوطني العلمي ، وهذا ما اثار غضب المحافظين ونقمتهم ، بالرغم من صغر الفتاة ، ولم يتجاوز عمرها الثامنة !!   انتمت صبيحة الداود الى كلية الحقوق في منتصف الثلاثينات ، وتخرجت فيها لتكون اول عراقية تمارس مهنة المحاماة ، وساهمت في الكثير من الانشطة النسوية في العراق وخارجه واصبحت الوجه البارز في النهضة النسوية ، فضلا عن كونها اول قاضية في سوح المحاكم ، وعرفت بنزاهتها وبراعتها عندما تولت محكمة الاحداث ببغداد. ولعل ما تركته للاجيال الطالعة عن تجربة الريادة النسوية في العراق ، يعد الاهم عند المؤرخين والكتاب، فقد اصدرت كتابها القيم (اول الطريق) وقد ارخت فيه مشاهد النهضة النسوية وافاق تطورها ، وجهود الرعيل الاول من النساء العراقيات في حقول المعرفة والفكر والعلوم . وقد تذكرتها مؤسسة المدى ونشرت عنها ملحقا خاصا بها واقامت احتفالية بذكراها .                   رفعة عبد الرزاق محمد