استطلاع/ محمود النمر تصوير: أدهم يوسف ظاهرة جديدة قديمة في الوسط المسرحي عادت مرة أخرى لتأخذ مكانها عند أهل المسرح، بعد أن شاعت في ظروف ملتبسة مر بها البلد، وسبب انحسارها في السنوات القليلة الماضية، هو السبب نفسه الذي كان فيه النشاط المسرحي بشكل عام غائبا. وأعني التصنيف الذي درج عليه أهل المسرح، بين مسرح تجاري وآخر جاد.
وهموم المسرح وفق هذا التصنيف والعلاقة المشتركة ما بين الاثنين، ربما هما فاصلة ذات دلالات متشابكة تأخذ معاني في متناقضات فهم العلاقة . المدى الثقافي حاولت أن تسلط الضوء على هذه الإشكالية باستطلاع آراء عدد من المشتغلين في هذا الفن. الفنان حيدر منعثـر يذهب الى أن ما يسمى بعودة المسرح التجاري ينطوي على شيء من المبالغة ويقف عند عمل له يعرض منذ ثلاثة أشهر قائلا: للأسف بعض اللافتات وبعض المانشيتات في الصحف تكتب عن عودة المسرح التجاري وشيء من هذا القبيل، أرى انه لا بأس أن نحرك الشيء الراكد الآن بقدر ما يتعلق بعلاقة المسرح بالناس والجمهور، بمعنى انه أنا عندما اعرض مسرحية- انتربيت - منذ ثلاثة أشهر اعرف الغايات والأهداف التي أريد أن أحققها، مضيفا: نحن نريد أن نعيد مساءات بغداد ،ونريد أن نعيد السهرة المسرحية المسائية للعائلة العراقية، ولهذا أقدمنا على عرض هذه المسرحية منذ ثلاثة أشهر وبنجاح كبير على خشبة المسرح الوطني، طبعا هذه الخطوة أثارت اندفاع الآخرين لان يكرروا هذه التجربة ويقلدوها ولكن هنا المحاذير والخطورة ، من سيتقدم باتجاه المسرحية التجارية ؟ من سيتقدم باتجاه العائلة العراقية ؟ هل الهدف فقط الإضحاك والإسفاف ،أم الهدف أن تأتي العائلة العراقية إلى المسرح وتأخذ وجبة كافية من المتعة والفكر والفائدة والقيمة، وهذا ما نريده للمسرح الجماهيري ،أنا في فلسفتي الخاصة أؤمن بتقديم المسرح الجماهيري، وأريده أن يتحول إلى منبر ، منبر آخر باختلاف التوجهات هو أن يكون منبرا تنويريا تصحيحيا توجيهيا في هذه الفترة ولا نعتمد على منابر القنوات الفضائية ولا على منابر الخطب الدينية ،المسرح الحقيقي النبيل المرتبط بوجدان الناس ويؤدي خدمة كبيرة وعظيمة من الناحية الأخلاقية والفنية وحتى الوطنية ،إذا ما توفرت في داخله عناصر النجاح ، وعنصر الالتحام مع الناس، وعليه أقول بدأها حيدر منعثر في 2008 مع علي حسين في مسرحية (جيب الملك جيبه ) وتواصلنا معاً ، والآن أنا أقدم – انتربيت – وهناك من يقدم في مسرح النجاح وفي مسرح- سميراميس - أنا أخشى ان تأتي موجة جديدة من العروض لا تليق بهذا المفهوم الذي أصرّ على تسميتها بالمسرحية الجماهيرية وليس التجارية .الفنانة فاطمة الربيعي ترى أن الأهم هو فتح أبواب المسارح ليؤدي المسرح رسالته، وتنهض الفرق المسرحية بدورها في هذا المجال، وتبيّن: أنا عندي أهم شيء هو عودة الجمهور وخصوصا في المسرح الجاد، وهناك وسائل كثيرة لاستمرارية العروض، ويجب أن تكون هناك برامج سنوية للمسرح مثلما كان في السابق، أي ما يسمى بالمنهاج السنوي للمسرح الجاد ،ودعاية إعلامية حتى لا يتصورون أن المسرح منقطع ، وهناك أعمال ملتزمة وجادة وأعمال فيها بصمة وأعمال مهمة وأعمال غير مهمة ، والجمهور متواصل ،إذن نحن بحاجة إلى استمرارية وعودة العمل، والفرقة القومية عليها أن تعمل أعمالاً لكي تستمر.* ومن يدعم الفرقة القومية؟- دائرة السينما والمسرح لديها تمويل للأعمال من وزارة الثقافة تسمى – السلف التشغيلية – لدعم الأعمال، وعليها إعادة بنايات المسارح مثل مسرح الرشيد الذي اعتبره من أهم المسارح العربية ، وفي كل سنة نتأمل أن يعاد بناؤه لكنه يبقى على نفس الحالة ولا نعرف ما هو السبب.وعن مفهوم المسرح التجاري أجابت الربيعي: في جميع أنحاء العالم توجد مسارح تجارية مستقلة، ويجب ألا تكون عروض المسرح التجاري على قاعة المسرح الوطني وهناك مسارح تجارية كمسرح - الزوراء – ومسرح النجاح وغيرها من المسارح والجمهور هو حر في اختيار العروض المسرحية. الفنان والأكاديمي د. هيثم عبد الرزاق يجد أن المشكلة الأهم تتعلق بخطة شاملة للنهوض بواقع المسرح العراقي الذي يعد احد أهم المسارح في البلدان العربية، حيث أكد: إن المسرح لا يمتلك عافيته لسبب بسيط ،هو لأنه ليست هناك خطة او إستراتجية، لان المسرح هو مقترح اشتباكي مولود من المجتمع ويعد كوسيلة بناء الإنسان من خلال المسرح، ولهذا البلدان والمدن المتحضرة تلاحظ فيها المسارح منتشرة بشكل غير طبيعي، ولو تأخذ مثلا برلين أو باريس تلاحظ في داخل المدينة ما يقارب الـ 100 إلى 150 مسرحاً أو ربما يصل العدد من 200 إلى 300 مسرح ،لأن مسؤولية المسرح هي بناء الإنسان ،وهذه العملية تحتاج إلى خطة أساسية غير عشوائية، ترسم وتقرأ الواقع، وعلى المسرح أن يعيد قراءة هذه المشاكل ويعيد ترميم الإنسان وترميم الأدوات التي مرت به في حياته اليومية ، المجتمع العراقي م
عن هموم المسرح العراقي ..المسرح بين اشكالية التجاري والشعبي
نشر في: 12 نوفمبر, 2011: 05:34 م