يمثل الخوف شكلاً من أشكال الشجاعة، أحياناً، لأنني لم اخف ْ شيئاً في حياتي إلا ّ اثنين: كتابة الشعر ونشره في كتاب .. والدليل هو امتناعي عن طبع شعري في كتاب منذ عام 1991.هذه اعترافات شاعر يمتلك قدرة عالية في بناء القصيدة وتفكيكها وفق ما يشاء، في مجموعته ( أحاديث المارّة)
الصادرة مؤخراً عن دار المدى للثقافة والنشر وهي مختارات شعرية من 283 صفحة تحتوي على 139 قصيدة، تتوالد فيها الرؤى وتتخذ انزياحات متشعبة في شكل القصيدة ولبوساتها المتعددة ، فهي من تغفو على ضفاف التفعيلة في بعضها، وتهرب إلى حداثة الشكل ، وتتعدد في انتقالاتها إلى المدن، التي هي محطات الشاعر المتحركة والقلقة ،لا مكان للشاعر في هذا العالم ، هو محور العالم حيث يرى ويسمع ويستشرف قبل الذين يمتلكون مجسات جامدة وساكنة وآلية، هو يتحسس ذلك بحس شاعر عاش الغربة والاغتراب وكان منفيّاً في داخل القصيدة (يترصدني منذ قصيدتي الأولى/ إذ تتعرى يقترح الثوب/ وإذ تتسكع ُ يضع ُ المفرزة الأمنية/ إذ تحلم ُ يوقظها في منتصف الحلم/ لهذا أطلقت النار/ على الشرطي القابع تحت قميص الأشعار/ فانطلقت أغنية/ يختلط ُ الخوف ُ بها والحرية) ص 145.
أحاديث المارّة
نشر في: 13 نوفمبر, 2011: 06:46 م