اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > توتو الأسقف المناضل ضد التفرقة العنصريّة

توتو الأسقف المناضل ضد التفرقة العنصريّة

نشر في: 14 نوفمبر, 2011: 06:35 م

الكتاب:توتو "سيرة حياة" كتابة: أليستر سباركز ترجمة: ابتسام عبد الله إن تاريخ الكفاح الطويل لإنهاء العنصرية في جنوب أفريقيا، يحوي أسماء أبطال عديدين، ولكن أبرزهم في هذا المجال، الأسقف الانجليكي "توت" الذي أصبح اسمه في تلك المرحلة من التاريخ يقضّ مضاجع السلطة البيضاء.
وقد تمحور كفاح ديزموند توتو في عام 1989، عندما أصبح فريدريك و. دي كليرك، على وشك تنصيبه رئيساً، والبلاد تتعرض لموجات من القتال والموجهات ما بين المعارضين للشرطة. وفي تلك الأيام الحاسمة أعلن توتو عن عزمه على قيادة تظاهرة احتجاج – وهو أمر يتعارض تماما مع القانون. واتصل وزير الداخلية بتوتو راجياً إياه طلب موافقة المحكمة أولا على تلك التظاهرة. رفض توتو قائلا: "أنا لا أمانع أن يشكل أفراد الشرطة صفاً على طول خط المتظاهرين، وما داموا لا يتعرضون للمتظاهرين ويضعون أيديهم في جيوبهم ويصفرون فقط".واختارت الشرطة بحكمة البقاء في البيوت، فيما الذي خرج أكثر من 30.000 شخص من البيض والسود، في تظاهرة سلمية طافت شوارع كيب تاون. وفي خطابه وجه توتو كلمة لدي كليرك قائلا: "انظر إلى ما ستكون عليه هذه البلاد، إن جنوب أفريقيا، قوس قزح من المواطنين".تلك اللحظات وغيرها في تأريخ الحملات ضد العنصرية، وجائزة نوبل للسلام لعام 1984، هي مدار بحث الكتاب الذي صدر أخيرا عن سيرة حياة الأسقف ديزموند توتو، ومؤلف الكتاب هو أليستر سباركز. وهو الصحفي الذي غطى أنشطة تلك الحملات، بالتعاون مع مفو، ابنة توتو، وقد نشر هذا الكتاب في خلال هذا الشهر، تحية للمناضل الكبير في ذكرى عيد ميلاده الـ 80، ولقراره الأخير بالتقاعد عن الحياة العامة. كان توتو الصوت الأخلاقي لحركة جنوب أفريقيا ضد العنصرية، ولم يكن يحتل أي منصب رسمي مع أي حزب وما يزال كذلك. وهو بملابسه الدينية الفضفاضة- الدرع الوحيد له – تحدى بقوة الحكومات البيضاء المتتالية من أجل وضع حد للعنصرية، كما انه قاد البلاد بحكمة في جهود ما بعد العنصرية لتسوية الخلافات ما بين الطرفين المتنازعين، وفي ما بعد واجه القادة السود عندما حاولوا الخروج على النهج الديمقراطي. وعلى الرغم من أن القارئ يجد التفاصيل عن حياة توتو، فان أسلوب السرد يبدو جافاً وأشبه بكتاب مدرسي. إن هذه السيرة حافلة بالمعلومات عن تاريخ الكفاح العنصري في جنوب أفريقيا، ولكن القارئ يحتاج إلى ما خلف تلك المشاهد عن حياة ذلك المناضل، ويضم الكتاب أيضا الكثير من الصور التاريخية لتلك المرحلة وكذلك أحاديث توتو، والأغاني التي رافقت مسيرة الكفاح ومنهم جاكسون براون وكارلوس سانتانا، وأونج سان سوك. كما يرد ذكر الدلاي لاما وبارك أوباما أيضا. كما ذكرنا من قبل عن توافر معلومات واسعة عن حياة توتو، فان القارئ يبقى متعطشا لمعرفة المزيد.والمؤلف سباركز، من أبرز الصحفيين في جنوب أفريقيا، وهو يصف بمقدرة فائقة عما كان توتو يريده أساسا: دوره كرئيس لجنة "الحقيقة والصلح" التي تشكلت بعد القضاء على العنصرية. ويصف بشكل مؤثر مشهد "ويني – زوجة ينلسون ما نديلا السابقة – عندما تم استجوابها حول أنشطتها والعمليات البشعة التي ارتكبتها المجموعة الموالية لها. إذ قال لها توتو: "أرجوك، أتوسل إليك، أتوسل إليك رجاء، أنت لا تعلمين كم ستتضخم عظمتك إن قلت، "أنا آسفة.. الأمور سارت بشكل خطأ، سامحوني".ومرت في ذلك الوقت لحظات انقطعت فيها الأنفاس، وقالت بعدها ويني، بصوت منخفض، "إن ما تقوله صحيح، الأمور سارت خطأ وبشكل فظيع.. وأنا آسفة لذلك حقاً". نشأ ديزموند توتو في مناطق يسكنها السود بالقرب من جوها نسبرغ، كان والده مدرساً، ثم مديراً لمدرسة ابتدائية للسود. وفي صباه، التحق بمدرسة يدريها الانجيلغان في صوفيا تاون – وتأثر بشدة بـ (تريفور هدليستون)، وكان قسّاً أبيض، ضد العنصرية – إنكليزي الجنسية.حاول توتو التدريس في البداية ولم يحبه، ولذلك سلك الرهبنة، وتقدم بسرعة في الكنيسة الانجيليكية. وقد أرسل إلى انكلترا للدراسة في الستينات من القرن الماضي، وتعلم مهارات الحياة التي أفادته كثيرا في ما بعد. وتطورت شخصية توتو، ليصبح مواجها قويا لسياسة البيض، محاربا إحساسهم بالتفوق بسبب اللون، وان الحياة بالنسبة للسود كمواطنين من الدرجة الثانية، قد تحثهم على العنف. عاد توتو إلى جنوب أفريقيا ليتسلم منصبه في الكنيسة، وكان يعظ ضد التفرقة ما بين الأسود والأبيض وضد العنف، واغضب الحكومة البيضاء بشدة، عندما دعا مؤيدا للمقاطعة الاقتصادية، رافضا بشكل خاص، سياسة حكومة ريغان  تجاه جنوب أفريقيا، واصفا إياها، "السياسة الشريرة، غير الأخلاقية، والتي لا تنتمي إلى المسيحية بشيء"، كما وقف بقوة ضد قادة العنصرية، داعيا السود إلى التمرد والعنف والتوجه نحو الشيوعية".إن وقفته العالمية تلك والتي تعاظمت مع الأيام، وجائزة نوبل للسلام التي منحت له، جعلت الحكومة عاجزة عن إسكاته، ومع انه اعتقل ذات مرة، فان سراحه أطلق في غضون فترة قصيرة. وعندما تم إطلاق سراح ينلسون مانديلا من السجن، تغير دور توتو ليصبح راعيا لعمليات ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

واشنطن تحذر بغداد من التحول الى "ممر" بين ايران ولبنان

تقرير أمريكي: داعش ما زال موجوداً لكنه ضعيف

انتخابات برلمان الاقليم..حل للازمات ام فصل جديد من فصولها؟

صورة اليوم

المباشرة بتطبيق الزيادة في رواتب العمال المتقاعدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

فريق ألماني يكتشف مدينة تاريخيّة وأقدم إمبراطوريّة إنسانيّة من العهد البرونزي في دهوك

مارلين مونرو.. قصة حزينة جداً!

قراءة في كتاب: دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي

القذافي.. سيرة حياة كارثية!

السحر الغريب لألف ليلة وليلة

مقالات ذات صلة

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري
غير مصنف

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري

بغداد / المدىعدسة: محمود رؤوفأقام بيت المدى التابع لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع معهد غوتا، اليوم الجمعة، فعالية تحت عنوان "محمد جواد أموري.. صانع النجوم"، بمناسبة مرور عشرة اعوام على رحيل الملحن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram