TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > ربيع الجامعة العربية

ربيع الجامعة العربية

نشر في: 14 نوفمبر, 2011: 06:56 م

علي نافع حمودي يمثل قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا حتى تستجيب للمبادرة العربية، نقطة تحول كبيرة جداً في عمل الجامعة العربية ودورها من جهة، ومن جهة ثانية يبلور رؤية عربية مشتركة مناهضة بشكل أو بآخر للقمع والاستبداد ، خاصة وأن تاريخ الجامعة العربية كان بعيداً جداً عن دعم الشعوب العربية ، وهذا القرار يمثل انعطافة كبيرة بعد قرارها بتعليق عضوية ليبيا في بداية الثورة الليبية.
ورغم إن الجامعة تعرضت لإحراج كبير في الأسابيع الأخيرة عبر مطالبة الشعب السوري بدور حاسم للجامعة ومحاولة طرح مبادرة من شأنها أن توقف حمامات الدم في هذا البلد، ورغم إن المبادرة جاءت هي الأخرى متأخرة إلا إن تعامل النظام في سوريا معها لم يكن بالشكل الصحيح واعتبرها مجرد مبادرة لا تقدم ولا تؤخر، وهذا ما دفع مجلس وزراء خارجية الجامعة العربية لأن يعقد جلسة خاصة لمناقشة موقف الجامعة العربية من الشأن السوري وثورته الشعبية.قرار تعليق العضوية له أبعاد كثيرة أهمها: إنه رسالة صريحة جداً للنظام بأن الغطاء العربي رفع عنه وبات مكشوفاً أمام عدة احتمالات بما فيها التدخل، خاصة وأن البيان الصادر يلوح لوجود حوار بين الجامعة العربية وقوى المعارضة مما سيمهد الطريق بالتأكيد لتدويل القضية السورية على غرار ما حصل في ليبيا، خاصة وأن الكثير من شعارات الحماية الدولية رُفعت في المدن السورية في الأسابيع الماضية ، لشعور الكثير من قوى المعارضة بأن النظام في سوريا لن يسقط ما لم تكن هنالك قوة قادرة على إسقاطه ، خاصة وأن الشعب يتعرض لحرب حقيقية تستخدم فيها المدفعية والدبابات وغيرها ، وهذا السيناريو ربما يسعى له النظام في دمشق من خلال محاولته زج المنطقة في متاهات لا ترغب بها وغياب الحكمة والمنطق السليم في تحديد الموقف الصائب والصحيح الذي يضمن استقرار سوريا والمنطقة برمتها ، ومن هنا يمكننا القول بأن النظام السوري يسعى بقوة لتدويل القضية من أجل تفريغ الثورة السورية من محتواها ومحاولة إضفاء صفة مقاومة الغزو كما حصل مع نظام القذافي  . البعد الثاني يتمثل بأن الجامعة العربية تريد أن تأخذ دورها الفعال في محيطها الإقليمي من جهة، ومن جهة ثانية أن تكون راعية لعملية التغيير عبر تمثيلها لإرادة الشعب العربي، بعد أن ظلت عقوداً طويلة تمثل رأي الحاكم العربي حتى نعتها البعض بأنها منتدى للحكام المستبدين.البعد الثالث يتمثل بأن تأثيرات الربيع العربي وصلت للجامعة العربية بقوة رغم رفض لبنان للقرار لأسباب معروفة واليمن أيضا، لأن الحالة في اليمن تشبه إلى حد كبير الحالة السورية، لكن المستغرب حقاً هو امتناع العراق عن التصويت وهذا ما يجعل الكثير من المتابعين يتساءل عن الأسباب التي تقف وراء هذه الممانعة التي تشبه لحد كبير الرفض، خاصة وأن سوريا متهمة بدعم قوى إرهابية في السنوات الماضية، وبالتأكيد من مصلحة العراق زوال نظام طالما تأكدنا من دعمه لقوى إرهابية، إضافة لوجود عدد كبير من بقايا نظام البعث المخلوع وقياداته، ناهيك عن أن سوريا بحد ذاتها باتت الملاذ الآمن لهؤلاء .ما نريد أن نقوله هو أن الجامعة العربية وعبر قرارها هذا إنما تحاول سد الفجوة بينها وبين الشعوب، وتحاول استرداد شيء من كرامتها التي باتت على المحك في ربيع العرب الذي يسير بقوة رغم كل شيء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram