هاشم العقابي الموقف العراقي المعلن من قرار الجامعة كان الامتناع عن التصويت وهذا ما قلت فيه رأيا في عمود الامس. لكن تصريح الناطق الرسمي بعد التصويت أوحى بان الحكومة ترفضه. هذا يعني انها كانت تشتهي الرفض وتستحي من اعلانه. ومن عادة من يشتهي ويستحي يظل دائما يلمح (يصجم) ولا يصرح. لا يفيد ولا يستفيد.
أهم ما استوقفني في ما قاله الناطق الرسمي هو تذمره من ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين من قبل جامعة الدول. وضرب لنا مثلا محيرا وهو: "ان هناك دولا تعاني أكثر مما هو عليه الوضع في سوريا". انا شخصيا اقول له، ويا ليته يثبت خطأ قولي، بان الاحداث الأخيرة كلها تشير الى ان الشعب السوري فقد من الضحايا قتلا وتنكيلا عددا تجاوز أربعة آلاف قتيل. فان كان يقصد البحرين، وهذا هو الارجح، فلا اظن ان عدد الضحايا فيها أو في اي بلد عربي آخر وصل الى ذلك العدد منذ انطلاقة الربيع العربي الى اليوم.لنأت على مكيالي السيد الناطق وأساله "بحظه وبخته": هل الجامعة وحدها "ام مكيالين"؟ ام ان حكومتنا "ام الشراكة الوطنية" هي من يكيل حتى باكثر من مكيالين؟ - ألم يكن العراق، يوم كان رئيسا لدورة مجلس الجامعة العربية، هو اول من بارك تدويل القضية الليبية ومنح الناتو الضوء الاخضر لمساندة ثوارها؟ فكيف يحق للناطق القول: "ان الحكومة العراقية كانت أول من دعا إلى أن تكون الجامعة العربية هي بيت العرب الذي تحل فيه المشاكل وألا يتم تدويل الوضع في سوريا "؟ ابحثوا عن الصدق وعدد "المكاييل" يرحمكم الله.- لم تخف الحكومة العراقية موقفها المساند لثورة البحرانيين. وشاركها في ذلك الكثير من اعضاء البرلمان. ورغم ان حكومة البحرين لم تصدر لنا الإرهابيين أو تسهل دخولهم لارضنا كي يقتلوا أبناءنا مثلما فعلت سوريا، لكن حكومتنا لم تخف مساندتها للنظام السوري ضد شعبه. لحم غال ولحم رخيص = مكيالين. أليس كذلك؟ ولندع المكاييل الخارجية ونحسبها في الداخل ضمن ميزان الاجتثاث والفدرالية كمثال، ونسأل:- كم من البعثيين لم يتم اجتثاثهم على قاعدة "الأقربون أولى بالمعروف"؟ وكم منهم اجتث ظلما؟- وكيف كان شكل المكاييل في التعامل مع الفاسدين؟ الم يحل لفاسد في هذا الحزب ما لا يحق لفاسد من حزب آخر؟- وكم مكيال لدى حكومتنا خاصة، عند قواها الامنية والعسكرية، حين تتعامل مع المتظاهرين؟ تذكروا واقعة "المكاوير" في ساحة التحرير وردوا علي.ورغم اني تناولت "حسبة" المكيالين في حديث الناطق الحكومي، لكني اجد نفسي محاصرا بسؤال عن شيء محير، اخر، قد ورد فيه، وهو قوله: " للأسف هناك دول معينة في الجامعة العربية، وفي ظل غياب مصر، تتحكم بالقرار العربي". هل كانت مصر كدولة أو نظام غائبة فعلا عن الاجتماع؟ أليس فيها رئيس وزراء ووزير خارجية ولها ممثل في الجامعة التي يرأسها مصري أيضا؟ خوفي ألا يكون أسف الناطق على غياب مبارك. وان كان كذلك، لا سمح الله، فاسترنا يارب.
سلاما ياعراق : من الذي يكيل بمكيالين؟
نشر في: 14 نوفمبر, 2011: 08:23 م