 عبدالخالق دوسكي/ دهوك تسبب القصف الجوي التركي، الجديد القديم ، على مناطق سفح قنديل، بنفوق عدد من المواشي وخلق اجواء من الخوف والهلع بين أهالي المنطقة.وقال عبد الرزاق بايز مدير ناحية سنكسر ان 4 طائرات حربية تركية قصفت، الأحد الماضي، عدة مناطق من سفح قنديل لعدة ساعات، مما خلق جواً من الهلع والخوف بين أهالي المنطقة، مضيفاً ان القصف تسبب بنفوق أكثر من 10 من رؤوس الماشية، مشيرا الى أنه بعد انتهاء القصف قامت الطائرات التركية بالتحليق في أجواء مناطق بيتوين وبشدر. وتأتي عمليات القصف الجوي التركي للمناطق الحدودية في اقليم كردستان، تزامناً مع الجهود السياسية والدبلوماسية  التي تبذلها القيادة السياسية الكردية في اقليم كردستان لتهدئة الاوضاع بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية.
اكرم ماي مدير منظمة الحقوق المدنية اوضح في حديث للمدى ان " هذه القضية قديمة وبرأيي انها لا تحل مشكلة حزب العمال الكردستاني ولا تحل القضية الكردية في تركيا لأن هذه القضية ينبغي ان يتم حلها بالطرق السلمية وبسبل ديمقراطية تستند إلى الاعتراف بحقوق الآخرين بعيدا عن  التعصب".ماي بين ان الشعب الكردي مازال يعاني من ابسط  حقوقه المدنية فالمدن الكردية تعاني الإهمال من ناحية الخدمات والأعمار كما ان اللغة الكردية كانت ممنوعة من التداول حتى فترات متأخرة " لذا فان على الحكومة التركية ان تقوم بحل القضية الكردية من خلال منحهم حقوقهم من خلال نظام جديد من حكم ذاتي او ما شابه كي يحس الإنسان الكردي هناك انه جزء من تركيا وانه يمتلك حقوقا فيه".وعلى الصعيد السياسي فقد أثارت هذه القضية ردود أفعال مختلفة فالمحامي ريبر اسماعيل مسؤول إعلام الحزب الشيوعي الكردستاني في دهوك أوضح في حديث للمدى "ان قيام تركيا بقصف مواقع داخل العراق يعد انتهاكا صريحا لسيادة دولة جارة وهذا بحد ذاته انتهاك للقوانين الدولية التي تدين أي تدخل في شؤون الدول الأخرى " وبين ان المتضررين من جراء هذا القصف هم من المدنيين العزل و لا دخل لهم بما تقوم به القوات التركية" وليس لديهم أي علاقة بحزب العمال الكردستاني ".وأوضح اسماعيل ان وجود عناصر لحزب العمال الكردستاني وتمركزهم في قمم الجبال ومحاربة الجيش التركي هو" رد فعل للسياسة الخاطئة التي تنتهجها الحكومة التركية تجاه الشعب الكردي في تركيا وعدم اعترافها بحقوق هذا الشعب الذي يعد احد المكونات الأصيلة المتواجدة في الدولة التركية لذا فان وجود العمال الكردستاني مرتبط بالشعب الكردي ولن تتمكن تركيا من إزالته او محوه كما ان محو هذا الحزب لا يحل القضية الكردية في تركيا ".ودعا ريبر الحكومة العراقية الى عدم الوقوف مكتوفة الأيدي أمام الانتهاكات التي تقوم بها تركيا على الحدود لأن هذا القصف يعد من السيادة العراقية التي لا ينبغي اختلاقها او تجاوزها وعلى الحكومة المركزية أن تتخذ خطوات  أكثر جدية وتدافع عن العراق . وبين ان هذا الموقف الخجول للحكومة المركزية في العراق" يعكس ضعف الحكومة العراقية وعجزها في معالجة هذه القضية التي تتكرر سنويا على الحدود وتلحق أضرارا مادية ومعنوية واقتصادية كثيرة على العراق بشكل عام كما ان هذا الموقف الضعيف ناجم من اختلاف الكتل السياسية المتواجدة في بغداد والتي تفتقر الى التوافق الوطنية وتبين ان العراق انما تحكمه مجاميع من الكتل المتناقضة فيما بينها".الى ذلك يقول قادر حسن عيدو عضو المركز الرابع للاتحاد الوطني الكردستاني في دهوك  "ان ما تقوم به تركيا حاليا انما يعود الى السياسات الخاطئة التي كان يتبعها الأنظمة الدكتاتورية ضد الشعب الكردي فالنظام البعثي كان يمارس نفس هذه السياسة مع الكرد في السابق لذا فان هذا القصف هو استمرار لتلك السياسة غير الإنسانية والتي كانت تهدف الى قمع الشعب الكردي ".وبيد عيدو ان لهذا القصف آثارا  سلبية عديدة في مختلف الأصعدة والمجالات ولاسيما المجالات الاقتصادية والحياة اليومية وخاصة للذين يعيشون في تلك المناطق " مشيرا الى ان " زمن القتل والعنف قد انتهى وعلى الحكومات ان تغير من سياساتها وأساليب تعاملها مع شعوبها ".وقال " من غير الممكن ان يتم حل أي قضية عن طريق العنف والحرب والسلاح وبرأيي ينبغي ان تتخلى تركيا عن خرق القوانين الدولية والإنسانية وتنتهج سياسة مرنة تجاه هذه القضية وتحلها بلغة الحوار والتفاهم ". وبخصوص موقف العراق من هذا القصف يقول " على الحكومة العراقية ان تساهم بشكل اكثر فعالية في إيجاد حلول دبلوماسية لهذه القضية التي بدأت تؤثر كثيرا على الحركة الاقتصادية في عموم العراق وخاصة في اقليم كردستان".