قيس قاسم العجرش ]الساعون إلى استيلاد مزيد من الأقاليم في العراق هم طلاب كبار للسلطة، يقارنون الأمر بكردستان في مقارنة ساذجة بين الفشل المطلق والممكن المتلمس لطريقه. يضربون بكردستان المثل متناسين بقباحة أن سبب السوء الذي نحن فيه لا علاقة له لا بكردستان ولا بالأقاليم.
مغامرو الأقاليم هؤلاء هم صناع المشايخ وأساطين حرب الطوائف لكنهم في الوقت ذاته صاغة مهرة للتعليل والتبرير والتعمية على الأسباب الحقيقية للفشل الذي ارتكبوه.عجيبٌ أمر من يتحدث عن إقامة إقليم وهو يطوح بكل ممكنات التاريخ وفرص العيش المدني الحر الموجودة حالياً من اجل فرصة قد تكون أو قد لا تكون اسمها (إقليم مواعيد عرقوب). ومرة أخرى يضربون المثل في ممكنات كردستان في عملية كسر صارخ لاختصاص الكرد في العراق بالأرض الكردية واللغة والتاريخ والثقافة والتسمية والقومية.هؤلاء يسعون بلا كلل للصيد في بلد تتقافز فيه المناصب والفرص كما تتقافز الطيور من شجرة بعد صوت رصاصة.يعرفون بالضبط كيف يصيدون العصافير العراقية وهي كثيرة.قبل سنوات قلائل اصطادوا عصافير الطائفية وجعلوها وحوشاً كاسرة تفتك بكل زرع العراق وغمست بالدم كل مطالع الشمس التي كان ينتظرها مساكين العراق... أشرقت الشمس لكن على كانتونات الطائفة وصيحات المناطقية المقيتة التي كان هؤلاء ذاتهم من يغذيها.اليوم نرصد لعبة التخندق نفسها، لعبة الخندقين، إنهم أحرص الناس على أن ينقسم كل شيء في العراق إلى لونين فقط لا ثالث لهما.أعداء التعدد هم ورثة هذا النهج منذ فجر التاريخ، هم ذاتهم من كانوا يرفضون التساؤل المفضي إلى مزيد من اليقين بالفكر، وبدلا من ذلك مارسوا زقّ العقائد والجمل الغبية والتراتيل التي استهلكها الكهنة عبر التاريخ.بالضبط كما كان كهنة معبد ننماخ البابلي يرعبون الناس بالفيضان والجفاف فيقتصون حصصهم من الغلال الزراعية بحجة إرضاء الإله.أحفادهم أو لنقل نسخهم المقيتة التي ظهرت في عصرنا الحاضر كانت سيئة التقليد، هؤلاء يفتعلون (السعلوة) لتخويف الناس.. يسألون الحكومة أن تعتقل المزيد من المشتبه بهم ليقفوا ويقولوا نريد إقليما يقينا شر الاعتقال.. يمعنون في هدر أموال المشاريع وتضييعها ثم يقولون نريد إقليماً يحفظ لنا أموال المشاريع.العلة ليست بالأقاليم.. سويسرا نفسها مقسمة إلى كانتونات ومع ذلك فحكامها يعرفون كيف يقدمون الخدمات للناس.. علتكم في أنكم تعرفون كيف تؤكل الأكتاف والأرداف فقط , وكذلك فنونكم الماهرة في شفط المال والتاريخ.. لن تقدموا شيئاً لا بالأقاليم ولا من غيرها.. أكثر من هذا جربكم الناس بالسراء والضراء ومن البديهي كما يقول الإنجليز إننا لا نأكل البيضة كلها لنعرف أنها فاسدة.
تحت الضغط العالي :إقليم الإحباط والفشل
نشر في: 15 نوفمبر, 2011: 08:08 م