بغداد/ نورا خالد تصوير/ أدهم يوسف نجم من طراز خاص استطاع أن يمسك العصا من الوسط ويحركها كما يشاء في الكوميديا والأدوار الجادة، على خشبة المسرح أو شاشة التلفاز، مؤلف ومخرج مسرحي تميّز بكل ما قدمه من أعمال، مدير المسارح حيدر منعثر، كان لنا معه هذا اللقاء: * كيف تقرأ الوضع السياسي على المسرح؟
- سبق ان قدمنا أنا وصديقي الكاتب المسرحي علي حسين مسرحية (جيب الملك جيبه) وكانت تستوعب المشهد العراقي من خلال تداعيات المعترك السياسي على خلفية البنية اليومية للمواطن العراقي في تلك المرحلة وقُدمت المسرحية بجرأة وقلنا فيها إن السياسة تقود المواطن إلى التهلكة، بعد هذه المسرحية، أقدم الآن (انتربيت) التي تختصر الواقع العراقي وتقدمه بمسرحية شعبية، يأتي إليها خليط غير متجانس، وانطلقت من خلالها انطلاقة جديدة فرضها علي الواقع العراقي اليومي وهي الفلسفة الجديدة التي يجب أن يتبناها ليس المسرحي فقط وإنما يجب أن يتبناها أيضا التنويريون والطليعيون وهي لنترك السياسيين وننتبه إلى المواطن الذي هو السبب والمسبب، وهناك مسرحية جديدة وهذه المرة لن أتحدث فيها عن السياسة، وإنما عن المواطن الذي أتى بهؤلاء الساسة عن طريق صناديق الاقتراع. وسأتحدث عن المواطن الذي لا يعرف كيف يختار، فإذا أردنا أن نقدم مسرحية يجب علينا ان نفكر في إعادة ترتيب بنية الإنسان العراقي لكي يتبنى فكرة الحرية والديمقراطية. فالمواطن هو الذي يرسم لوحة الوطن وهو الذي يختار الشخص الصحيح لنضعه في المكان الصحيح. * إلى أي منهما تميل أكثر.. المسرح الجاد أم الشعبي؟ - البعض يعيب علينا تقديم مسرحيات كوميدية أو مسرحيات شعبية، هؤلاء يريدون ان يضعوا المسرح في تخندق محدود، يسمى خندقة النخبة، أنا لست ضد المسرح الجاد ولكن ليس أن يكون بهذا الاتجاه فانا مع كل أنواع المسرح (المسرح الموسيقي، المسرح الاستعراضي والمسرح الكوميدي)، لكن بشرط أن يكون المحور الأساس والمنطلق هو الإنسان العراقي.* ما مدى أهمية الثقافة للفنان وكيف تنظر إلى الثقافة العراقية اليوم؟ - عندما نقول (فنان مثقف) يعني أن يكون فنانا قياديا يستطيع ان يحدد طبيعة الخطاب والى أين يمضي بهذا الخطاب، هو ليس فنانا يعتمد على الموهبة والفطرة من المهم ان يتسلح الفنان بالفطرة والموهبة لكن عندما يكون مثقفا فهذا يعني أن له قراءة للمجتمع وله قراءة خاصة للبنية المجتمعية وله إستراتيجية خاصة به يستطيع من خلالها ان يكون صاحب مشروع، فالفنان بدون ثقافة هو موهبة فالتة غير محصنة وقد تذهب بالاتجاه الخاطئ. ومن الأشياء التي أصبحت تحسب للثقافة الآن أنها أصبحت ليست ثقافة المؤسسة فقد تخلصنا من الثقافة الشمولية التي اصبح يقودها أشخاص، الثقافة في العراق هي النهر الثالث، وهو نهر لا ينضب. *أين تضع الدراما العراقية الآن؟ - لا تزال الدراما العراقية ليست بمستوى الطموح وما كنا نحلم به، وما ينقصها هو أن نحترم الدراما وضرورتها في الحياة الفنية، للأسف القائمون على إنتاج الدراما لا يفكرون بان الدراما يمكن أن تكون نبضا حقيقيا ومؤثرا داخل المجتمع. وهذا سبب تراجعها وصعود دراما لم تكن معروفة من قبل. * لمن يقرأ حيدر منعثر؟ - ليس لدي كاتب معين وإنما اقرأ كل شيء يمكن أن يضيف لي الثقافة وقيمة وممكن أن يخدم عملي لذلك اقرأ السيرة الذاتية والأدب والرواية والشعر والتكنيك المسرحي والسينمائي وكذلك اقرأ الدين. * أي الممثلين تتابع أعماله الدرامية؟- ما زلت أسير مشاهدة سليم البصري وانشدّ إلى خليل شوقي. * وعلى المسرح؟- سامي عبد الحميد، أتعلم منه الكثير فهو رجل مسرح 100%، أما مرجعي فهو تشارلي شابلن الذي اختصر الحياة بحركة، فكان ينتقد المجتمع وهتلر والنازية بدون اي كلمة واعتمد على قبعته وعصاه وحركة قدميه. * ممثل شاب تتوقع له مستقبلاً في المسرح؟ - غالب جواد نجم تلفزيوني وأتوقع له مستقبلا كبيرا في المسرح.
حيدر منعثر: المواطن هو الذي يرسم لوحة الوطن
نشر في: 15 نوفمبر, 2011: 10:53 م