حازم مبيضين تبدو مضحكة حتى البكاء دعوة رفعت عم الرئيس السوري بشار الأسد إلى تشكيل تحالف عربي- دولي يتفاوض مع ابن شقيقه على صفقة يتنحى بموجبها الاخير عن الحكم مقابل حصوله على ضمانات له ولأقاربه، وتولي السلطة عمه او احد افراد العائلة, كما تبدو مضحكة الانباء عن تشكيل رفعت المقيم في منفاه الباريسي منذ أكثر من ربع قرن حركة معارضة سورية جديدة برئاسته
أطلق عليها اسم "المجلس الوطني الديمقراطي"، تضم بشكل رئيسي مسؤولين في حزبه المسمى التجمع القومي الديمقراطي الموحد, وقيادات سابقة في حزب البعث. قائد السرايا سيئة الصيت الذي حاول الانقلاب على أخيه مدفوعاً بشهوة السلطة عام 1984 يطل علينا اليوم كواحد من أفراد الاسرة الحاكمة في الجمهورية السورية, ويتصرف وكأن تلك العائلة قد ورثت البلاد والعباد, وهو يتحدث دون تفويض طبعاً باسم الطائفة العلوية مطالباً بضمانات لهذه المجموعة من السوريين وكأنهم يتحملون معه وزر ما ارتكب من مجازر بحق السوريين, وليست مجزرة حماه التي يتحمل وزرها بعيدة عن الأذهان, وهو وكأن أحداً يستمع إليه أو يكيل بصاعه يحلل الأمور بطريقته الاستعلائية مطالباً بتحالف دولي أو عربي يكون قادراً على أن يتفاوض مع الحكومة السورية وان يشكل ضمانة حقيقية للتنازلات التي قد يقدم عليها النظام.يرى العم رفعت بعد أن بلغ من العمر عتياً, أنه ما زال خياراً يمكن للسوريين قبوله, ويتجاهل أنه كان من بين الأسباب الرئيسة لفقدان شقيقه الكثير من التأييد في صفوف السوريين, ويظن أن الشعب السوري يمكن أن ينسى كم الفساد الهائل الذي أشاعه وحماه في صفوف السلطة, وهو وإن كان يتهم الدكتور برهان غليون بأنه غير معروف لدى أحد في سوريا, ينسى أن كل السوريين يعرفون من هو رفعت الاسد, ويرفضونه من حيث المبدأ أولاً, لأن سوريا ليست مزرعة ورثتها عائلته ويجب أن ينحصر فيها حكم البلاد والعباد, ويرفضونه من حيث تجربتهم معه ثانياً, وهي تجربة بغيضة بكل المقاييس.بكل صلافة يعلن رفعت, إن لم يكن أنا فواحد من أفراد الاسرة هو من يحق له أن يخلف بشار في موقع الرئاسة, والمقصود بذلك واحداً من أولاده, وعلى أساس أن الموقع مكتوب باسمهم إلى الأبد, وفي ذلك استخفاف بشعب هو من أكثر الشعوب العربية أهلية لاختيار قيادته, وهو من منفاه يتحدث باسم النظام ويصرح بأنه مستعد للرحيل، لكنه يريد ضمانات للرئيس لبشار تتعلق بسلامته ليتمكن من اﻻستقالة وتسليم السلطة لشخص لديه دعم مالي ويؤمن استمرارية جماعة بشار بعد استقالته, وهنا يجب ملاحظة الجملة غير العابرة, عن ضرورة توفر دعم مالي للرئيس الجديد ما يدعو للسؤال إن كان هذا الدعم يتأتى من الأموال التي نهبها أو هو يتحدث عن مجهول سيدعمه مالياً, ليتمكن من إخراج البلاد من أزمتها. يمكن لأي عاقل التعامل مع ما طرحه اللواء المتقاعد رفعت الأسد على أنه طرفة في زمن لانحتاج فيه إلى الطرائف, لكننا نطمئن العم رفعت بأنه لو خير السوريون بينه وبين ابن أخيه, لقاتلوا ليستمر بشار رئيساً مدى الحياة, ولو فكر قائد سرايا الدفاع بالعودة, فإنه سيستقبل في دمشق كمجرم فار من وجه العدالة, عاد ليلقى العقاب الملائم.
في الحدث :رفعت إذ يطرح نفسه منقذاً
نشر في: 16 نوفمبر, 2011: 08:44 م