TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: رقيب الأحلام

نص ردن: رقيب الأحلام

نشر في: 16 نوفمبر, 2011: 09:57 م

 علاء حسن قبل أيام تسلمت عبر البريد الالكتروني خبرا من رسام عراقي   يقيم في  اسبانيا اقتطعه من احدى الصحف الاسبانية وبعد ترجمته للغة العربية ، علمت بان فريقا من الخبراء الأسبان توصل الى تقنية تصوير أحلام الشخص النائم ، وباعتماد برنامج معين على الكومبيوتر ، يستطيع الشخص مشاهدة   تفاصيل حلمه بكل ما يتضمن من مشاهد وشخوص ، وأعرب صديقي عن اعتقاده  بانتشار استخدام التقنية في البلاد الأوربية ، متوقعا بانها ستثير المتاعب والمشاكل الاجتماعية ، ولاسيما حينما تحرص الزوجات على اقتناء الابتكار الجديد لمعرفة مغامرات الازواج حتى في احلامهم واكتشاف الخيانات الزوجية المحتملة قبل حصولها على ارض الواقع .
الرسام ذكر ايضا ان الابتكار الجديد سيحقق رواجا في الاسواق العربية لان العرب يحرصون ايضا على مشاهدة أحلامهم ، من دون ان يشير الى تشجيع  الانظمة  الحالية على اقتنائه ، لتحقق من خلاله غاياتها في فرض المزيد من الاجراءات الرقابية على الحالمين ، وخصوصا في صفوف المعارضين والمعترضين على  الرئيس وحزبه الحاكم .وجهت رسالة استفسار لصديقي الرسام  لمعرفة المزيد من التفاصيل عن استخدام الابتكار الجديد ، ومازلت انتظر  المزيد من الإيضاحات ، ويبدو انه غير مستعد للاجابة على الاستفسارات ، لأنها دخلت في جوانب امنية ، وهو بعيد عن الوجع العراقي منذ أكثر من  خمسة وعشرين عاما ، و لا يريد الدخول في هذه المعمعة،  والحديث عن الوضع العراقي الشائك والملتبس على الدوام وبنجاح ساحق . مع فرضية  شيوع استخدام الابتكار الجديد ستلجأ  اجهزة مخابرات الدول  المعروفة بانظمتها الاستبدادية على اقتنائه لانه سيوفر لها  بيانات دقيقة عن نيات ومخططات المعارضين ، ويكفيها اجراء القبض على من تشك بولائه للسلطة ،  وتجبره على النوم باية وسيلة ممكنة ،  وبعد ذلك تسجل احلامه ثم تحلل المشاهد التي تثير الريبة والشك ،  ومع  التعذيب  سيعترف الحالم  بالسعي لتنفيذ مخطط للاطاحة بالنظام ، وتلقيه الدعم من جهات خارجية .الابتكار الجديد مازال في طور التجريب كما اخبرني صديقي الرسام ، وربما بعد مدة لاتقل عن عام كامل سيتم تصنيعه ،  ونحن في العراق بأمس الحاجة لاستيراده ، لعله يسهم في ضمان استقرار الاوضاع الامنية والسياسية في البلاد،  ويضع حدا  للتقولات وتبادل الاتهامات  وترويج  الاكاذيب ، ومن الضروري ان تخصص الحكومة جناحا خاصا  في فندق سوبر ستار لاقامة  المتخصصين في اشعال فتيل الخلاف السياسي ، وتسجيل احلامهم بعد نومهم ، وعبر وسائل الاعلام المحلية  يتم بثها امام العراقيين ليتعرفوا على الملائكة والشياطين في الساحة السياسية  لكي يعيدوا النظر بقناعاتهم اثناء المشاركة في الانتخابات المحلية او التشريعية المقبلة ، وفي حلول هذا الموعد سيكون الابتكار الجديد في متناول الجميع ، وبوجود  وسائل الاتصال المتطورة سيكون العراقي  مطمئنا  على منح صوته لسياسي عكست أحلامه المصورة حقيقة وطنيته ، وسعيه لخدمة ابناء شعبه  ، وتجرده من الميول المذهبية والطائفية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram