TOP

جريدة المدى > سياسية > هل يمكن إعادة إنتاج العملية السياسية في ظل عناد سياسي؟

هل يمكن إعادة إنتاج العملية السياسية في ظل عناد سياسي؟

نشر في: 16 نوفمبر, 2011: 10:34 م

 بغداد / ماجد طوفان المتتبع لشأننا الداخلي وحتى الخارجي يمكنه أن يؤشر وبوضوح أننا أصبحنا البلد الأول في إنتاج الأزمات ومن يريد أن يذهب برأيه بعيدا ، فإن سياسيينا أصبح شأنهم الأول هو اختلاق الأزمات ، وبعد مرور ثماني سنوات على العملية السياسية التي أطاحت بكل الآمال
التي كان ينتظرها العراقيون بسبب الأداء السياسي العضال الذي أصاب عملية التغيير بمقتل وشل حركة البلد على مختلف الصعد ، النخب السياسية الحاكمة اليوم لم تعد تتقاطع فيما بينها فحسب ، وانما تطور الصراع إلى مستويات العداء والقتال على مستوى المواقف ، و ما نخشاه ان يتحول القتال إلى واقع فعلي ويخرج من توصيفه المجازي ، وإزاء هذا الشلل الواضح الذي أرهق المواطن وعزز من معاناته التي أصبحت ابعد ما يكون عن اهتمامات الحكومة والتي هي نتاج الكتل السياسية ، ومن يقف تجاه  موقفنا ( الذي لا يشبهه اي نظام سياسي في العالم ) فإنه سيصاب بالحيرة والدهشة واليأس ، اذ انه نظام تشكل بطريقة ترقيعية وإذا أردنا ان نكون اقرب الى التوصيف فإننا إزاء تشكيلة دادائية لا يمكن حل او فك رموزها . بعض السياسيين دعا الى إعادة إنتاج العملية السياسية واعتماد الحوار بين الكتل السياسية معتبرا ذلك مفتاح الحل لإنقاذ العملية السياسية ، وهذا الكلام برغم منطقيته إلا انه يدعو للسخرية ، فنحن نمر يوميا  بانتكاسة جديدة، في حين انتبه الآخر اليوم الى أن العملية السياسة تحتاج الى انقاذ وانها تمر بمأزق ، وأين كان السياسيون طيلة هذه السنوات عن الحوار ؟ وماذا انتج حوارهم ؟ بإجماع كل المراقبين ان حوار سياسيينا هو نتاج اغلب او ربما كل الأزمات التي يمر بها البلد ، وكيف يمكن لنا ان نعيد انتاج العملية السياسية وننقذها ازاء فوضى سياسية لا نظير لها في تاريخ العراق المعاصر ، فالكل متمسك بالماضي الذي ينتمي إليه ولا يريد ان يغادره ، فالذي كان في السلطة يريد ( إعادة إنتاجها ) ! والآخر مازال متمسكا بفكر المعارضة لنظام صدام ، مع تراكمات تاريخية عمرها 1400 سنة كلها اليوم تذبح العملية السياسية من الوريد الى الوريد ، وكل ذلك بفعل الأداء السياسي السيئ والمزري للطبقة الحاكمة اليوم ، وبفعل العناد الذي أصبح سمة المرحلة ، اذ قفز الأداء من مرحلة التقاطعات والخلافات الى ما يمكن ان نسميه بـ ( العناد السياسي ) وان كان على حساب مصلحة الوطن التي رماها سياسيونا في سلة المهملات . فالسلطات الثلاث والتي نص الدستور على الفصل فيما بينها، واضح انها مشتبكة مع بعضها فالتشريعي اخذ يمارس دور التنفيذي والعكس صحيح ومابينهما يتعرض القضاء لضغوط كل الأطراف ، ولعل التراشق السياسي الذي أصبح سمة يومية ، بل أصبح لعبة مدمنة للبرلمانيين والحكومة وحتى من لا ينتمي الى هاتين (المؤسستين) وجد له مكانا رحبا في ظل الفوضى الناتئة التي( يتمتع ) بها بلدنا على مستوى الأداء السياسي او الإعلامي ، فالمراقب يلاحظ ومن غير جهد الصراع بين رئيس الحكومة وبين رئيس البرلمان ، وهذا ينسحب بدوره على اتباعهما الذين أصبحوا عبارة عن دمى يحركها رؤساء الكتل كيفما يشاؤون ، وهذا يثبت عمق فشل التجربة السياسية وعقمها ، فالنائب أصبح لا يمثل الذين انتخبوه ولا المنطقة التي رشح منها ، بقدر ما أصبح تابعا لشخص واحد ، وهذا خلق لنا ثنائية جديدة فبقدر الخسارة الكبيرة التي افرزتها الثنائية الطائفية ، لم يكتف سياسيونا بذلك فاخترعوا لنا الثنائيات السياسية ، ولعل المفارقة أنهم يشتركون بحكومة واحدة حار المراقبون والمحللون في إيجاد تسمية لها ، فالحكومة منقسمة على بعضها ، والبرلمان اصبح مشهدا للطوائف ، وكل الذي يصدر من هذه التوليفة عبارة عن مزايدات سياسية ، والحاضر الأكبر لدى هؤلاء هو نظرية المؤامرة التي من مسلماتهم الفكرية . وازاء هذه المتناقضات هل يمكن الحديث عن اعادة انتاج للعملية السياسية ؟ وهل المعطيات الحالية تسمح بذلك ؟ لقد اصبحنا دولة أعراف سياسية وكأن الدستور الذي صوت له 12 مليون عراقي كان عبارة عن مزحة ! وصار بديله ما يسمى بـ ( التوافق السياسي ) والمغانم والمصالح الحزبية والمذهبية التي ربما تطيح بالبلاد في أية لحظة .   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اتهامات
سياسية

اتهامات "القتل" و"الاجتثاث" تغير نتائج الانتخابات في اللحظات الأخيرة

بغداد/ تميم الحسن بعد مرور نحو شهر على الانتخابات التشريعية الأخيرة، ما تزال "مقصلة الاستبعادات" مستمرة، لتعيد خلط أوراق القوى السياسية الفائزة. فقد ارتفع عدد المرشحين الفائزين الذين جرى "حجب أصواتهم" أو "إبعادهم" أو...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram