عن: نيويورك تايمز احتد نزاع بين الشرطة المحلية والجيش العراقي يوم الخميس عند بوابة القاعدة الجوية الأميركية في مدينة كركوك، حيث يشكل الخلاف حول الأرض و النفط تهديدا لاستقرار و وحدة البلاد مع انسحاب القوات الأميركية .التوترات تشتد في هذه المدينة الواقعة شمال العراق، حيث ان الصراع بين الحكومة المركزية في بغداد و اقليم كردستان هو احدى الشرارات التي يقول عنها بعض المسؤولين الاميركان و العراقيين بأنها يمكن ان تتأجج بعد الانسحاب الكامل للقوات الأميركية نهاية هذا العام .
تزايدت المخاوف من حدوث تصادمات بين قوات الجيش والشرطة المحلية يوم الخميس الماضي عندما منعت الشرطة في كركوك قادة عسكريين عراقيين كبارا من دخول القاعدة الجوية الذين كانوا قد جاؤوا لتسلم القاعدة من الجيش الأميركي، وكان بصحبتهم مجموعة من المراسلين من اجل توثيق الحدث لكي يعرف المواطنون بان بغداد قد تسلمت المهام، حيث تتلهف الحكومة المركزية برئاسة نوري المالكي لاستعراض قوتها قبل الانسحاب الاميركي .هذه القاعدة – المعروفة باسم (محاربو قاعدة العمليات المتقدمة) التي هي من بين تسع قواعد مازالت تحت سيطرة الاميركان - من المقرر تسليمها للعراقيين في نهاية العام الحالي. الكرد يتحسسون حتى من السماح للجيش بدخول حدود المدينة، هذا ماعدا مطالبتهم بقاعدة عسكرية فيها، و هذا هو احد الخلافات الكثيرة حول هذه المدينة الغنية بالنفط. يقول محافظ كركوك، نجم الدين كريم- "نحن لا نريد مقاتلة بعضنا". و سبق ان التقى كريم مع المالكي والسفير الاميركي جيمس جيفري في بغداد في محاولة لتهدئة الوضع. و اضاف بان النزاع قد تم حله بعد ان التزم السيد المالكي بتحويل القاعدة الجوية العسكرية الى مطار مدني في المستقبل، و هو ما يعكس رغبة الاغلبية من اعضاء مجلس المحافظة. الا ان السفير الاميركي ومكتب السيد المالكي لم يعلقا على ذلك .بعد الاتفاق الشفوي في بغداد، سمحت الشرطة في كركوك لعشرات السيارات العسكرية بالدخول الى القاعدة حسب ما جاء في كلام السيد كريم . الا ان ما حدث بعد ذلك يسلط الضوء على مستوى عدم الثقة الموجود رغم الجهود الاميركية الطويلة لتخفيف التوترات وحث الطرفين على حل خلافاتهما .من جانب آخر واصل حسين الاسدي، المستشار الخاص للسيد المالكي و المسؤول عن شكليات استلام القواعد من الجيش الاميركي، رعاية مراسيم الاستلام في قسم من قاعدة كركوك الجوية برغم عدم حضور القادة الاميركان، اذ ان تسلم القواعد يتم سريا في الاشهر الاخيرة لاسباب امنية . يقول السيد الاسدي بانه قد نقل المسؤولية الامنية عن القاعدة الى قائد القوات البرية الفريق علي غيدان بحضور عدد من الضباط العراقيين " انها مناسبة سعيدة لكركوك و للعراق". وقد ذكر الفريق غيدان بان مقترح تحويل القاعدة الى مطار مدني مازال غير نهائي رغم اهميته الستراتيجية للقوات الجوية.و قد تصدر الخبر نشرة الاخبار في محطة التلفزيون الرسمية. فيما بعد ذكر الناطق باسم الجيش الاميركي في العراق الجنرال جيفري بوكانن بان القاعدة مازالت تحت سيطرة الاميركان و لم يتم نقلها للعراقيين، وان ذلك سيتم في المستقبل القريب ، كما ابدى قلقه من الصراع بين الحكومة المركزية واقليم كردستان " ان ما يهمني كثيرا هو الحاجة الى استمرار الحوار السياسي الذي يمكن بواسطته حل المشاكل الكبيرة التي لم تجد حلا حتى الان".ان مكامن التصادم بدأت تقلق العديد من ضباط الجيش الاميركي بعد اعلان الرئيس اوباما سحب كافة القوات من العراق في نهاية العام الحالي.حيث قال ثاني اكبر القادة العسكريين الاميركان امام الكونغرس بان القلق الرئيسي بعد الانسحاب الاميركي هو التوتر الذي سيحصل بين الطرفين في الاقليم وبغداد. من جانبه ذكر الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان المشتركة قائلا "انا قلق بشأن الكثير من الامور التي ستحصل في العراق بعد انسحاب القوات ".في كركوك، انشغل العرب والكرد و التركمان – وهي مجموعات عرقية تنتمي للدين الاسلامي – بقتال دموي احيانا من اجل السيطرة على هذه المدينة الغنية بالنفط . كما شمل الصراع الحكومة المركزية في بغداد ضد اقليم كردستان الذي يطالب بكركوك و مناطق اخرى . و رغم كون كركوك هي مركز الصراع ، فان هذا الصراع يمتد شرقا الى الحدود الايرانية و غربا حتى الحدود مع سوريا . في نهاية عام 2009 ارتأى الجيش الاميركي وضع آلية أمنية مشتركة بتسيير دوريات و نصب سيطرات تفتيش في المناطق المتنازع عليها من اجل تعزيز الثقة و اعطاء الفرصة للسياسيين في كلا الطرفين لحل الصراع . الجنود الاميركان ما زالوا حتى الان يشاركون في هذا الجهد الامني . سيبقى الدبلوماسيون و ممثلون عن مكتب التعاون الامني الاميركي يشاركون في مركز التنسيق الاقليمي بعد انسحاب القوات، الا ان كثيرين- من بينهم محافظ كركوك – يخشون من عدم استمرار هذه الآلية بعد مغادرة القوات الاميركية . يقول السيد كريم " انهم يعملون معا مادامت القوات الاميركية موجودة و سيبقون معا اذا لم يحدث شيء، لكن اذا ما تغير الموقف ، لا سمح الله ، فسيحصل انشقاق و يذهب كل في طريقه". ورغم انه
تسلّم قاعدة جوية يتسبب بخلاف بين العراقيين

نشر في: 18 نوفمبر, 2011: 08:44 م









