TOP

جريدة المدى > محليات > مدارس موحشة ومحاطة بأسلاك شائكة شبيهة بالثكنات العسكرية

مدارس موحشة ومحاطة بأسلاك شائكة شبيهة بالثكنات العسكرية

نشر في: 18 نوفمبر, 2011: 09:03 م

 بغداد /  دعاء آزاد رُسل ابنة الأحد عشر عاما تستيقظ صباح كل يوم باكية رافضة الذهاب الى المدرسة او كما تسميها " سجن ابو غريب"، تقول : أشعر بحالة من الكآبة وانا ادخل المدرسة وأرى بابها  شبه المدمر تحيطه الأتربة وأكوام النفايات من كل جانب، والقضبان الحديدية تسد ابوابها وشبابيكها تشعرني أنني في سجن وتثير في داخلي الرعب؛وتشاركها في الرأي إيمان ذات الـ 16 عاما اذ تقول ان الأسلاك الشائكة على جدار المدرسة تشعرنا إننا في معسكر او ثكنة عسكرية.
فيما تتساءل زينب طالبة في السادس العلمي : لماذا لا يكون تصميم بناية المدرسة جميلا ويشعرنا بالارتياح وان تطلى الجدران بألوان زاهية وحيوية تبعث بداخلنا التفاؤل والحيوية والنشاط ؟ ولماذا لا يأخذون رأينا كطلبة في تصميم المدرسة وألوان الجدران فنحن من سيجلس فيها وليس وزارة التربية  ؟!المنظمة التعليمية تقوم على المنهج والطالب والمعلم والمدرسة،ولشكل بناية المدرسة الداخلي والخارجي تأثير كبير في نفسية الطالب. تقول المدرسة سناء عبد اللطيف ان بنايات معظم المدارس  سيئة جدا وساحاتها الداخلية تغرق بالمياه في اوقات الامطار ،اذ لا يوجد تصريف للمياه اما عن غرف الإدارة فهي آيلة للسقوط وكذلك غرف المدرسين .وتضيف : نحتاج الى تصميم حضاري  للمدرسة والوان تبعث الحيوية والنشاط لان حياتنا داخل المدرسة خاليه من الالوان،كوننا نقضي ساعات طويلة داخل المدرسة وهذا له تأثير على درجة انجازنا وعطائنا. من جانبه أكد مدير المباني المدرسية  لـ (المدى ) ان لدى وزارة التربية احدث التصاميم العصرية لمباني المدارس التي تلبي كل احتياجات الطالب ابتداء من القاعات متعددة الأغراض والمختبرات وقاعات الحاسوب وانتهاء بالقاعات الرياضية المغلقة والساحات المكشوفة .واشار حبيب الشمري  الى ان  التصاميم وضعت بأيد محلية واشرفت عليها جامعات عراقية، مؤكدا ان المديرية انجزت 795 بناية تضمنت بناء مدارس جديدة وترميم  القديمة وهدم اخرى آيلة للسقوط وبناءها من جديد على احدث التصاميم العصرية. لافتا الى انه سيتم  اكمال هذه  المشاريع نهاية السنة المقبلة. فيما اكدت لمياء ياسين ،مرشده تربوية في احدى مدارس العاصمة انها بحكم عملها تتعامل مع الحالة النفسية للطالب . وتقول : الاحظ ان اغلب طالبات مدرستي يعانين من حالة اكتئاب بسبب شعورهن بانهن مهملات وعند بحثي في هذه القضيه وجدت السبب هو بناية المدرسة الكئيبة التي تبعث الخمول في نفسية الطالب وتشعره باليأس.  واضافت ياسين : ان هذا الجيل يختلف عن الاجيال السابقة كونه جيل الفضائيات والانترنت جيل مطلع على ماهو موجود في الدول المتقدمة ومستوى الخدمات التي تقدمها لتلاميذها فهم يشعرون ان لهم الحق في ان تقدم لهم خدمات أسوه بأقرانهم في الدول المتقدمة وابسطها ان تكون بنايتهم التي يقضون فيها وقتا طويلا من يومهم جميلة وحيوية ؛ وبينت ياسين ان جو المدرسة غير صحي من الناحية النفسية والفسلجية لأنها تفتقر الى النظافة ودورات المياه غير صالحه للاستخدام ومياه الشرب كذلك ، وهذا من شأنه ان يؤثر سلبا على نفسية الطالب واهدار للطاقة البشرية التي يصعب الإتيان ببديل عنها. وفي السياق ذاته اكد رئيس قسم العلوم التربوية والنفسية في الجامعة المستنصرية الدكتور حيدر كريم لـ (المدى ) :ان البيئة الصفية التي تحيط  بالطالب والمدرس مهمة جدا لانها تنعكس على العامل النفسي للاثنين و يفترض توفير البناية المثالية ،اذ يحب ان تكون ذات فضاءات واسعة لكي يستطيع الطالب التعبير عن سلوكياته بشكل مقبول اذ كلما كان المكان واسعا  كان هناك مجال لإفراغ لطاقه النفسية المشحونة لدى الطالب. واضاف كريم : يجب ان تكون البناية ذات نوافذ واسعة تطل على مناظر جميله لكي تعطي شعورا بالارتياح ؛مبينا : من الخطأ وجود قضبان حديدية داخل المدرسة وهذا ما نلاحظه في معظم بنايتنا ، تحد من حريته فالاحساس بأنه مقيد سوف يولد لديه شعور بالتوتر ينعكس على نفسيته وتجعله يبحث عن متنفس لهذا التوتر ويجده في تحديه للمدرس ويحاول الطالب ان يعبر عن رفضه لهذه البيئة الصفية بأن يصبح مصدرا للإزعاجات او يحاول ان يظهر سلوكيات عدائية مثل تكسير الزجاج او تدمير الكراسي وهنا يصبح اكبر .فيما يعتبر التدريسي في قسم الفنون التشكيلية في كلية الفنون الجميلة رائد امير ان الالوان المستخدمة في المدارس حاليا غير مدروسة لان للألوان تأثيرات كبير اذ للون تأثير نفسي وفسلجي. واضاف امير: يجب ان يكون لون طلاء الصف من درجات اللون الاصفر لانه يحمل ابتهاجا ويبعث النشاط ويمكن استخدام الوان اخرى داخل الغرفة  بنسب قليله كي لايتشتت ذهن الطالب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

المستشفى البيطري في ذي قار يستغيث من نقص الأطباء ويدعو لرفده بـ250 طبيباً لمواجهة
محليات

المستشفى البيطري في ذي قار يستغيث من نقص الأطباء ويدعو لرفده بـ250 طبيباً لمواجهة "الحمى القلاعية"

 ذي قار / حسين العامل دعت إدارة المستشفى البيطري في ذي قار الى التعجيل بسد العجز في الملاكات البيطرية وذلك لمواجهة مخاطر الامراض الوبائية والحد من انتشار مرض الحمى القلاعية، مشيرة الى ان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram