عامر القيسييقول برلماني عراقي إن هناك جماعات مسلحة تعمل في العراق، تمتلك تقنيات متطورة بمستوى تقنيات دولة، بمساعدة أطراف داعمة. ويقول مسؤول حكومي إن بعض الذين يلقى القبض عليهم، من القتلة والارهابيين، يعترفون بعلاقتهم بقوى سياسية في البرلمان والحكومة، والحديث لايجري هنا عن مسؤولين في الصف العاشر، ان الحديث يجري عن قوى فاعلة في الصف الأول !
لنسأل من هي تلك القوى التي تمتلك تقنيات بمستوى تقنيات دولة؟ طبعا لا أنا ولا أنت عزيزي القارئ. فان أخذنا هذا الكلام على محمل الجد فأننا أمام أمرين لا ثالث لهما، إما أن هذه القوى معروفة من قبل الاجهزة الامنية ولا احد يستطيع ان يمس لها طرفا أو أن المسؤول يكذب ويبالغ في إمكانات تقنية بمستوى دولة وفي كلتا الحالتين يتوجب على رئيس الوزراء السيد المالكي أن يتبنى الأمر شخصيا، لأن مثل هذه القوى الشبحية لا يستطيع لا ضابط تحقيق ولا قاض ان يقترب من مملكتها، وان يتبنى الموضوع على الوجهين، فأما كشف تلك القوى القادرة على التجسس على المسؤولين، بمن فيهم رئيس الوزراء نفسه، والتصدي لها مادمنا نتمسك بشعار دولة القانون أو يحاسب البرلماني الذي هوّل الامور مما يخلق ارباكا وتشوشا في العملية السياسية ويعمق عناصر اللاثقة بين الكتل السياسية أكثر مما هي متوافرة الآن. المثير في الأمر انه لم تتوقف اي كتلة برلمانية وحزب سياسي عند هذا التصريح لتحقق فيه او تجري المطالبة باستجواب النائب الذي أطلق هذه القنبلة. قوى لديها تقنيات دولة وهي جماعات مسلحة.. شيء عادي جدا جدا !! اما مسألة القوى السياسية التي لها علاقة بتنظيمات مسلحة وارهابية وتدعم اعمال التخريب والارهاب، فهذا كلام سمعناه منذ زمن بعيد، وكل الكتل تهدد بالفضح والفضيحة والكشف والمكاشفة ومع ذلك لم ينورنا احد ليقول لنا أيها الناس هؤلاء هم الذين يدعمون القتلة والمخربين والارهابيين والمعادين للعملية السياسية وهم من داخل البيت، لا يستطيع احد ان يشير إليهم صراحة ووضوحا، يلبسون البدلات الأنيقة ويبتسمون امام شاشات الفضائيات ويحضرون الاجتماعات، يعارضون ويوافقون ويأخذون حصصهم بالكامل من الكعكة العراقية ومع ذلك فهم يدعمون العنف الذي ادى ويؤدي إلى إسالة الدم العراقي والابرياء تحديدا على ارصفة الشوارع وفي الاسواق فيما تجري عمليات الاغتيال لمسؤولين في الاجهزة الامنية على قدم وساقين!نحن نسأل ما هو المنطق لذي يقود الى التستر على كل هذه النخبة من المجرمين؟ هل يقع الصمت ضمن دائرة المحاصصة والتوازنات؟ هل هناك تخريب للحياة العراقية أكثر من هذا لكي نخاف على المتبقي منها؟ هل لدينا أمل في ان البلاد تسير نحو الأمان ولأمن في ظل وجود هذه الألغام القابلة للانفجار والتفجر في أي لحظة؟ من هو البريء ومن هو المسؤول؟ هل نستطيع، كجمهور، ان نضع رأسنا على الوسادة ليلا ونحن مطمئنون على أرواحنا وعوائلنا؟لا نعرف لمن نوجه الاسئلة صراحة ولا من أين نتلقى الاجوبة، لان الجميع، كل الجميع يتحدث بلغة الأحاجي وتبقى تلك القوى بعيدة عن الفضح امامنا، وليس لنا الا أن نقول دائما البعث والقاعدة وهم قتلة نعرفهم جيدا ونعرف بصماتهم...ويرحمكم الله !!
كتابة على الحيطان: من يقتل العراقيين؟
نشر في: 19 نوفمبر, 2011: 07:51 م