TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > استطلاع ثقافي:هموم التشكيل العراقي

استطلاع ثقافي:هموم التشكيل العراقي

نشر في: 21 نوفمبر, 2011: 06:57 م

بغداد/ محمود النمر حتى سنوات الثمانينات ، كانت بغداد والكثير من المحافظات تعجّ  بصالات العرض التشكيلي ،والتي كان وجودها بهذا العدد الكبير ،يكفي بالكاد لعرض المنجز الإبداعي لفنانينا الذين أكدوا حضورهم في هذا الفن ...السنوات الأخيرة ،وتحديدا السنوات التي أعقبت عام 2003 شهدت ظاهرة تتعلق بالانحسار الواضح لهذه القاعات ،وبالتالي اضطرار الكثير من الفنانين إلى عرض نتاجاتهم التشكيلية في عواصم الدول المجاورة ..
وهي ظاهرة لا شك في أنها أحدثت إلى حد ما قطيعة بين المنجز الإبداعي وجمهوره الواسع. المدى الثقافي استطلعت آراء عدد من الفنانين وأصحاب قاعات العرض التشكيلي للوقوف على هذه الظاهرة وأثرها في تغييب جنس إبداعي كان له على مدى عقود طويلة حضور ريادي متميز في المشهد الثقافي العربي والعراقي . هناك حاجة الى التواصلمع المنجز العالميالنحات طه وهيب أشار إلى أن السبب الأول لهذه الظاهرة هو  عدم استقرار الوضع الأمني  وهو الأمر الذي يجعل  مظاهر الحياة أكثر استقرارا، ومنها دور العرض للفنون التشكيلية ، وبالتالي يكون الجمهور أكثر انفتاحا نحو  هذا الفن المشتبك بدلالات اللون أو بأزاميل النحت أو أي فن إبداعي ، والسبب الثاني - يضيف وهيب - هو عدم وجود مقتن أو مشجع مادي للعروض التي تقام في دور العرض، إضافة إلى عدم الاهتمام الثقافي ، ما أدى إلى عزوف وغلق هذه  القاعات  من قبل مالكيها أو القائمين عليها . إن هجرة الفنان العراقي إلى خارج البلاد ، ومحاولته عرض أعماله الفنية في الخارج  هي لديمومة  التواصل الفني والمردودات المعنوية  والمادية التي تمكّنه من العيش والتواصل مع الآخرين، وهذا حق مشروع ،لأن هناك سوقاً واهتماما بالفن والفنانين ، بالإضافة إلى التواصل  مع المنجز العالمي ، اعتقد أن اهتماما ماديا ومعنويا بهذه  القاعات والفنانين من قبل المؤسسات الثقافية وعلى الأقل القاعات الفنية ذات التاريخ العريق، كفيل بأن يستعيد  الفن التشكيلي عافيته ويحفز الفنانين على عرض لوحاتهم أو إبداعاتهم ،وكذلك يحفز المتلقين على المشاهدة والاقتناء والتواصل. عدم وجود مناخ فني حقيقي أما الفنان التشكيلي أحمد نصيف الذي ضيّفت إحدى قاعات العرض في عمان معرضه الأخير ، فأكد عدم وجود مناخات فنية حقيقية في بغداد لكي تعطي الفنان قدرة الإبداع والاشتباك في هذا الفن الرفيع الذي يمنح الحياة التوهج والتواصل والالتحام  لما يدور من حوله من إرهاصات وفجائع وانكسارات ربما تمنحه فرصةً للبوح من داخل اللوحة،وهناك سبب  ثان هو انكماش الجمهور النخبوي صاحب الذوق الرفيع للقدوم إلى دور العرض واقتناء الأعمال، وهذا سبب رئيس في إعاقة هذا  الفن المزدحم باللون،  والذي يحتاج إلى رعاية واهتمام من قبل المؤسسات الثقافية .تلك الأسباب والمؤثرات أدت إلى حدوث شرخ كبير داخل روح المبدع وانحساره لأنه يشعر بأن هناك عدم جدوى في كل ما يعمله خاصة إذا كان يعتمد بشكل رئيس على منجزه الفني للعيش والتواصل مع الآخرين.الخلل في اختفاء طبقة اجتماعية كاملةالفنان  رياض نعمة الذي عرض أعماله في أكثر من عاصمة عربية على مدى أكثر من عقد من الزمن ،ولم تعرض له قاعة بغدادية حتى الآن ، أراد أن يلقي الضوء على الجانب الآخر من المشكلة قائلا : في البداية أود أن أقول إن الخلل هو اختفاء طبقة اجتماعية كاملة من الحياة العراقية ولأسباب معظمها سياسية.وأرى أن هنالك شريحة واسعة من الجمهور الثقافي والاجتماعي العراقي وغير العراقي ، عطشى لمشاهدة المنتج التشكيلي العراقي داخل العراق ، وكانت هناك أساسات فنية  وتقاليد اجتماعية جيدة شجعت على تطوير التجارب الإبداعية العراقية .بالمقابل، كان هناك الكثير من صالات العرض في العراق،ذلك   يدلل على انه كان مشروعا ناجحا حتى من الناحية الاقتصادية بالنسبة للمشاريع الخاصة ، ناهيك عن المشاريع العامة التي كانت تتبناها المؤسسات الثقافية الحكومية وغير الحكومية لدعم هذا التوجه نحو  الفنون ، وتنميته لأنه أساس مهم ببناء المدنية في مجتمعاتنا.نحن نفتقد الجمهور وصالات العرض والمدنيّة أيضا على حد سواء ، كون هذه الأشياء صارت جميعها ضحية  لفكرة التخلف والسيطرة  على المال العام ، منذ أكثر من ٣٠ عاما وحتى الآن.من ناحية أخرى ، لقد افتقدنا  في الفترة الأخيرة  فكرة اقتناء عمل فني؛ وهي فكرة  كانت محصورة بالطبقات البرجوازية والوسطى  وكان معظمها لأهداف اجتماعية " برستيجية ". عالميا ، الفكرة استثمارية، وهنالك بنوك ومؤسسات عدة بدأت بشراء الأعمال الفنية لهذا الغرض، إضافة إلى المتاحف والشركات والأشخاص، وللأسف أننا لا نمتلك ثقافة الاستثمار إلا ما ندر. ولهذا فقد انحسرت حركة الفنان العراقي بفكرة العرض في خارج العراق لوجود نقاط، وإن كانت مبعثرة من المستثمرين وجامعي الأعمال الفنية والمتعاطين بهذا الشأن.الفنان بحاجة الى مردود اقتصاديوأكد الفنان التشكيلي فهمي القيسي قائلاً : بعد سقوط النظام كان  هناك  لقاء لرئيس الوزراء مع الفنانين والأدباء وكان من ضمن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram