الكتاب: هوليوود "يمينا ويسار" تأليف: ستيفن ج. روس ترجمة: ابتسام عبد الله كتاب ستيفن روس، يريد أن يقول إن هوليوود ليست ليبرالية كما نتصور، وكتابه، "هوليوود يميناً ويسار" يصل إلى نتيجة مفادها أن هوليوود محافظة تماما. وعلينا أن نتذكر أن رونالد ريغان جاء إلى الرئاسة من هناك.
ويعتبر ريغان انجح ممثل تحول إلى السياسة، ويعود ذلك أساسا إلى جورج مورفي، المحافظ التقليدي وأيضا الى لويز ماير، مؤسس شركة مثروغولدين ماير، في مرحلة سيطرت فيها شركات الإنتاج على مقدرات صناعة السينما الأميركية، مع طموح نحو السياسة. كان لويز ماير طموحا وأنشأ علاقات متينة مع الحزب الجمهوري وكسب صداقة هيربرت هوفر، الرجل القوي آنذاك، والذي تبنى بعد عودته رونالد ريغان ليصبح حاكما لولاية كاليفورنيا ثم رئيسا لأميركا.وكتاب روس يتناول التأريخ السياسي لـ 10 شخصيات من هوليوود، خمسة من اليسار وخمسة من اليمين، لشرح المواقف السياسية في عاصمة السينما. ويبدأ روس بشارلي شابلن (يسار) ثم لويز ماير (يمين)، ادوار ج.روبنسون (يسار). مورفي (يمين) ريغان (يسار إلى يمين) هاري بيلا فونتي (يسار)، جين فوندا (يسار)، جارلتون هيستون (يسار إلى يمين)، وارن بيتي (يسار) وأخيرا ارنولد شوارزينغز (يمين).كان هؤلاء النجوم قادة ليس تابعين. ولم تكن حياتهم مرفهة، بل عملوا بجد في السياسة، كما فعلوا في الفن. وكانوا بمثابة، "الآباء المؤسسون" الذين حاولوا تحقيق أحلامهم وتغيير المجتمع، ولذلك السبب نجدهم يستحقون احتراما. وقد نشر ستيفن روس من قبل كتابا عن "السينما الصامتة والسياسة" تحدث فيه عن شارلي شابلن ملك شباك التذاكر آنذاك، وكيف دخل عالم السياسة وتأثير ذلك على عمله. وكان شابلن قد ترك الدراسة وهو صغير ليؤدي مشاهد تمثيلية في الشوارع، ولكنه بعد ذلك علم نفسه بنفسه. وتعكس أفلامه وعيا سياسيا واضحا، بدءا من التعاطف مع الفقير ووصولا إلى عام 1940، وفيلمه، "الديكتاتور الكبير"، الذي سخر فيه من هتلر – الحاكم الفاشي. وتقبل الجمهور سخريته وخطاباته في أيام الحرب والتي كانت تساند حليف اميركا (آنذاك) روسيا، ثم انتقده ذلك الجمهور في ما بعد، بعد احتجاجه على القنبلة الذرية، ولهذا كان شابلن على رأس قائمة هوليوود التي أدانت الشيوعية. وفي عام 1952، عندما سافر شابلن (الانكليزي المولد) إلى لندن، وجهت إليه تهمة الشيوعية ولم يعد إلى الولايات المتحدة إلا بعد 20 سنة. أما ادجار دي ربنسون فقد عانى بدوره جريمة اتهامه بالشيوعية أيضا. وعندما كان صبيا في رومانيا، ضُرب شقيقه حتى الموت من قبل زمرة ضد السامية وأرغمت عائلته على الهجرة الى اميركا. عاش هناك وبدأ العمل في هوليوود واستشهد بدور "قائد العصابات" بدءا من فيلمه "القيصر الصغير" وعدّ روبنسون في الثلاثينات والأربعينات احد المعروفين بتبني سياسة، "ضد الفاشية". ووجهت إليه ايضا تهمة "الشيوعية" وبقي ثلاثة أعوام بلا عمل، يحاول نفي التهمة عنه، ولم يسند إليه دور ما إلا بعد كتابته مقالة بعنوان "كيف جعلني الحمر مغفلا؟". وأولئك الذين يقرأون تاريخ الذعر الأحمر في هوليوود في كتاب فيكتور نافاسكي مثلا، والى تناول تلك المرحلة عبر تحدثه تاريخ رونالد ديغان السياسي، سيجدون أن كتاب روس، يتناول المسألة نفسها ببساطة وعبر تأريخ عشر شخصيات فقط، نغطي على التفاصيل الكاملة لها. إن اليساريين من نجوم هوليوود، قد حاولا عبر الزمن خلق أعمال سينمائية تعكس إيديولوجيتهم. ونجد أن كلاً من هاري بيلافونتي، وفوندا وبيتي قد تحولوا إلى منتجين للأفلام ايضا. اما من كانوا على اليمين ومنهم: ريغان، مورفي، هيستون وأرنولد شوارزينغر – فقد مالوا إلى الظهور على الشاشة وتجسيد حياة عامة والعمل في السياسة. إن كتاب روس ممتاز ولكنه يفتقر إلى تجسيد مشهد كامل للموضوع الذي يتناوله. عن النيويورك تايمز
كيف شكلت هوليوود السياسة الأميركية
نشر في: 21 نوفمبر, 2011: 07:02 م