الكتاب ليو إكسوبو:  لا أعداء، لا كراهية ترجمة: ابتسام عبد الله يضم هذا الكتاب مجموعة كتابات الشاعر الصيني ليو اكسوبو (الفائز بجائزة نوبل للسلام العام الماضي) التي ترجمت إلى اللغة الانكليزية للمرة الأولى. ومع توزيع هذه المجموعة، لن يشهد القراء مقابلات مع الشاعر أو حفل تواقيع او حضور مهرجانات أدبية، ذلك لان (ليو) ما يزال شجينا في الصين وزوجته تحت الإقامة الجبرية في منزلها.
وقد حكم على ليو بالسجن 11 سنة، بدأت من 2009 بتهمة "الحث على تدمير النظام" . وقد فضل عدد من الأصدقاء الاتصال بزوجته، على الرغم من عدم توجيه أي تهمة لها. وليو (55 عاما) الأستاذ السابق في جامعة بكين، اعتقل مرات عدة وسجن بسبب قصائده ونشاطه السياسي السلمي الداعي إلى الإصلاحات الديمقراطية، ومنها حرية التعبير والوقوف ضد المعاملة اللإنسانية للصين تجاه التبت. وقد منع الشاعر من حضور احتفالات نوبل كما منع من حضور جنازة والده الذي توفي أوائل هذا العام، ومنع أيضا من التحدث مع أي إنسان.وليو، على الرغم من إسكاته في الصين، فإن صوته سيسمع مجددا في الغرب مع أول مجموعة شعرية له تصدر باللغة الانكليزية والتي تضم أيضا عددا من المقالات. والتي ستنشرها مطبعة جامعة هارفرد في شهر كانون الثاني المقبل تحت عنوان، "لا أعداء، لا كراهية". ويحوي هذا الكتاب، الحكم الصادر عليه من قبل المحكمة الصينية والدلائل التي استندت إليها لتجريمه، ويقول الناشرون عن الكتاب، إنه بمثابة سجل عن الصين في المرحلة الراهنة، ونظرة مقارنة ما بين الثقافات الغربية والشرقية. "لا أعداء، لا كراهية"، قام بترجمته فريق مؤلف من 14 شخصاً برئاسة بيري لينك، البروفسور في الأدب المقارن بجامعة كاليفورنيا، وقال ليك إن ليو قبل منحه نوبل للسلام لم يكن معروفا على نطاق واسع في الغرب، وان هذه المجموعة المترجمة لأعماله تقدم للقارئ المدى الواسع لأفكاره وتحليلاته للثقافة والسياسة والمجتمع في الصين حاليا. وكان ليو اكسيوبو قد بدأ يصبح محط الاهتمام في عام 1989، في خلال التظاهرات التي جرت في ساحة تاينامين. وقد اعتقل آنذاك وسجن لـ 19 شهر وفي عام 1995، سجن مرة ثانية لـ 7 أشهر، دون أي سبب واضح، وكان قبل ذلك قد أطلق التماسا بعنوان، "تعلم من ديمقراطية كتبت بالدم وديمقراطية الضغط". وفي عام 1996، اعتقل للمرة الثالثة لتهجمه علنا على نظام الحزب الواحد في الصين ونظامه السياسي. وبسبب ذلك وجهت إليه تهمة "إثارة الفوضى العامة"، وسجن في معسكر للعمل لمدة ثلاثة أعوام. وفي ذلك المعسكر كتب ليو معظم قصائده التي ستظهر في الكتاب الذي ستصدره جامعة هارفرد، ومنها قصيدته الشهيرة، "سجينك مدى الحياة" المهداة لزوجته.ومن المعروف أن معظم أفكار ليو قد تشكلت في أواخر أعوام التسعينات، عندما أحب ليو اكسيا، زوجته الحالية، وهي شاعرة أيضا، ثم تزوجها. وقد سمح لـ (إكسيا) بزيارة مرة في الشهر، حيث تقوم برحلة طولها 1100 ميل، من اجل ذلك. وعلى الرغم من المخاطر، كتب ليو باستمرار عن قسوة رجال الشرطة تجاه زوجته وضربها. إن رجلا مثل ليو لا يمكن إسكاته. وقد اتخذ هذا الشاعر قرارا حاسما قبل ثمانية أعوام: "اجل لا مزيد من الرقابة الذاتية سأكتب ما يجول بخاطري تماما، وأن ذهبت إلى السجن، سأذهب إلى السجن".وقد كتب مقدمة، "لا أعداء، لا كراهية". فاكلاف هافل، الكاتب الجيكي والمناضل الشجاع الذي دعا في السبعينات إلى تطبيق مبادئ حقوق الإنسان في جيكوسلوفاكيا، تلك الثورة التي ألهمت ليو وعددا آخر من الناشطين الصينيين ودفعتهم الى كتابة بيانهم. ويكتب هافل في هذه المقدمة: "على الرغم من سجن ليو، فان أفكاره لا يمكن تقييدها".عن الغارديان