TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > على هامش الصراحة :تحليلات مبكرة !!

على هامش الصراحة :تحليلات مبكرة !!

نشر في: 21 نوفمبر, 2011: 07:08 م

 إحسان شمران الياسري يقول المتخصصون في التحليلات المرضية إن مرضى السكر بحاجة إلى نوعين من التحليل، أحدهما للإدرار والآخر للدم. وعلة هذا، إن المستويات الأولى للإصابة بهذا الداء الملعون تظهر في الدم أولا، ثم عندما يستشري المرض، وتتصاعد وتائره، يبدأ بالظهور في الإدرار. وقد تطورت الفحوصات المختبرية كثيرا وتوسعت للكشف عن هذا الداء.. إلا أن الأصل هو تلك النظرية. يعني إن من لا يظهر عنده هذا المرض في الدم، لا موجب للكشف عليه خلال الإدرار (أرجو التأكد من هذه المعلومات).
وهذه المقدمة في الثقافة الصحية تفيد في تقييم توقيتات الكشف عن الفساد ومتابعة وقياس مستوياته وآثاره. ففي المؤسسات التي تتوفر فيها أنظمة ضبط داخلي عالية المستوى، وأنظمة للرقابة الداخلية، يتحقق الكشف بوقت مبكر، بل أزعم أن إحكام أنظمة الضبط الداخلي يمكن أن يحول دون ممارسات الفساد تماما، ويوفر على المؤسسة جهوداً وإجراءات لتقييد الفاسدين ومحاصرتهم، وربما ملاحقتهم وملاحقة المال الذي تصرفوا به. أما المؤسسات والأنظمة التي تفتقد روحية العمل الرقابي في أجهزتها ابتداءً من المشاريع الصغيرة وحتى الأنظمة السياسية والحكومات، فأنها تبدأ فحص (مرضى السكر) من خلال الإدرار!! بعد أن يكون الداء قد استشرى ووصلت مقاساته في الدم إلى (300) وربما (400).. ولو أنها فحصت المرض والممارسات ابتداءً من الدم، وهو في المؤسسة يقابل منظومة السجلات والمستندات والضبط الداخلي.. ومنظومة القيم والحاكمية، فأنها ستكتشف الداء في مراحله الأولى وتقطع الأيدي التي تحتضنه..وقد اعتدنا أن يعتلي السياسيون والبرلمانيون والمسؤولون المنصات أمام وسائل الإعلام ليدلوا بتصريحاتهم الرنانة عن استدعاء مسؤول للبرلمان واستجوابه ومواجهته بالأدلة (الدامغة) عن تجاوزات في الصلاحيات وتبديد بالمال العام وتعيين مقربين. الخ.. ولو كان المسؤول حديث العهد بالمنصب، يعني له شهران أو ثلاثة في هذا المنصب، لكان الإجراء سليما وفاعلا وينسجم من حيث الغايات والأهداف.. أما أن تكون للمسؤول ست أو سبع سنوات، صال فيها وجال وأهدر وبدد وخرب، فأن الاكتشاف المتأخر من هذه الشاكلة ليس إلا مزحة لا قيمة لها ولا يقبلها عقل ولا دين.. فالناس اكتشفت حجم الخراب الذي تسبب به هذا المسؤول منذ سنوات، فكيف لم تكتشف الحكومة، وهي تعرف كل شيء على رأي الفنان عادل إمام، إلا اليوم..أرجو ألا تُترك مؤسسة كبيرة أو صغيرة من مؤسسات الدولة لعائلة أو عشيرة.. علينا أن نفترض أنها (مؤسسة عامة) تخص الأمة، وليس مؤسسة خاصة بعائلة المرحوم!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram