وديع غزوانلا ندري كيف يمكن ان نطمئن على المستقبل وعلى المسار الديمقراطي اذا كانت اطراف رئيسة ومهمة في العملية السياسية لا تتوانى عن اتهام شركائها باجراء اتصالات مع آخرين ما زالوا يرفضون مجرد الاعتراف بالواقع الجديد للعراق بعد 2003 . لن نتحدث هنا عن ما يجري بين العراقية ودولة القانون من اتهامات تصل كسر العظم كما يقولون والتي سرعان ما تهدأ او يجري الصمت حولها لتقفز بعد حين قضية اخرى وهكذا حتى صارت اللعبة سمجة ومفضوحة المقاصد على ما تحمل من ألم ومرارة ،
لن نتحدث عن كل ذلك ، بل عن الخبر الذي لا يستند الى الواقع والذي يشير الى وجود اتصالات بين رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وعزت الدوري . لم اشأ ان اصدق الخبر او اعلـّق عليه لولا ان الصحيفة التي نشرته استرسلت لتقول على لسان النائب عن التحالف الكردستاني شوان محمد طه " ان وفداً يمثل دولة القانون قد زار فعلاً إقليم كردستان والتقى بالمسؤولين الكرد وبحث تلك المشاكل " وعززت الصحيفة خبرها بمعلومات اخرى منسوبة لنائب رئيس الوزراء عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني روز نوري شاويس اشارت فيها الى استدعائه " على عجل عقب انتهاء مراسيم مجلس الفاتحة على روح والدة رئيس الإقليم قبل ثلاثة اشهر فوجده غاضباً يُكيل اتهامات الى بارزاني بأنه يأوي عزة الدوري . " وبالمناسبة فإن سياسة كيل الاتهامات على الإقليم ليست جديدة وتتصاعد بين فترة واخرى من قبل مواقع ووسائل اعلام معروفة الاتجاه والولاء ، لأهداف ومقاصد معروفة يقف في مقدمتها عدا الاساءة الى هذه التجربة العراقية الكردستانية ، صرف الانظار عما حققته وتحققه من منجزات ونهضة لم تعد خافية على احد ، لكن ان تصل الى هذا الحد الذي يحمل ضمناً معاني خطيرة وعميقة تتمثل بالانقلاب على العملية السياسية وإيواء اعدائها ، فهو أمر يضع اكثر من علامة استفهام على طريقة تفكير بعض الاطراف وتصرفها حيال حلفائها استناداً الى وشايات ينقصها الدليل قبل المنطق ، ثم اذا كانت ( دو لة القانون ) تتعامل بمنطق الشك المسبق مع طرف اثبتت الاحداث تمسكه بالتجربة الجديدة وحرصه على مسارها الديمقراطي ، فكيف يمكن تصور تعامل اجهزتها التنفيذية وبخاصة الامنية مع معلومات المخبر السري والوشايات حول مواطنين لا ذنب لهم غير انهم صدقوا اننا نعيش ربيعاً ديمقراطياً وعصراً لا يمكن لأحد ان يتجاوز فيه حقوق الانسان وكرامته ؟اقول هذا ليس دفاعاً عن كردستان فهي اكبر واسمى من كل ذلك ، بل خوفاً على ما قد يعتري تجربتنا اذا ما استمر مثل هذا النهج غير الصحيح حيث ان علينا ان نميـّز بين خلاف وجهات النظر والاتهام. من الطبيعي والمنطقي ان يصار هنالك الى اختلافات في وجهات النظر بين اطراف العملية السياسية في مثل الاوضاع التي عشناها ، غير ان من غير الطبيعي ان تسود العلاقات بينها عدم الثقة والشك بهذه الدرجة الكبيرة ، بل ان تباين المواقف والمعارضة في اي نظام ديمقراطي تعزز عملية البناء وتغنيها وتقويها ، وهذا ما لم نتعلمه بعد .
كردستانيات: ما لم نتعلّمه بعـد
نشر في: 21 نوفمبر, 2011: 09:43 م