المدى الثقافي انعكست الأزمات الاجتماعية الحادة بشكل أو بآخر على أعمال الأدباء ورسمت أعمالهم بميسمها، وبذلك كانت الإنارة التاريخية ضرورية لفهم طبيعة نتاجهم والمضامين والأساليب الفنية التي جاءوا بها.لقد تناول المؤلفان نتاج كل كاتب أو شاعر في ضوء الحقبة التاريخية التي عاش وعمل فيها، آخذين بنظر الاعتبار التأثيرات المتبادلة بين الأديب وعصره.
تناول الكتاب الصادر عن المدى  أهم النتاجات الصادرة  عن الأدب الروسي في (القرن التاسع) تحديدا، وهو من تأليف د. حياة شرارة، و د. محمد يونس، جاء في توطئة الكتاب: "توخينا في كتابنا هذا الإحاطة بتطور الأدب الروسي في القرن التاسع عشر بصورة عامة ،والتوقف بشكل خاص ، عند أشهر الكتاب الروس والألمان بالطريقة الفنية المميزة لكل منهم والمضامين التي عبروا عنها والإضافات التي اغنوا بها الأدب الروسي، وخصوصية الحقبة التاريخية التي عملوا بها انعكست بشكل أو بآخر على نتاجاتهم الأدبية، وحددت في الوقت ذاته سمات الأدب  وملامحه العامة، وقد اشرنا إلى أن عدم حل التناقضات الاجتماعية في روسيا واستمرارها، وعلى رأسها قضية  تحرير الاقنان من النظام العبودي، ترك بصماته القوية على الأدب الروسي وطبعته بطابعها، فلم يستطع أي أديب –على الرغم من انحدار كثير من الأدباء من طبقة النبلاء-  أن يغض الطرف عن المآسي الإنسانية المفجعة التي كانوا يلمسوها في مختلف مظاهر الحياة الاجتماعية ،لذلك تصدى الشعراء والأدباء لمعالجتها ، كل حسب فلسفته الحياتية ومنطلقاته الفكرية والفنية ابتداء من بوشكين وأسلافه وحتى مكسيم غوركي الذي يقع نتاجه الأدبي على تخوم قرنين عظيمين من العطاء الفني في روسيا".يتناول الكتاب حياة عدد من الأدباء الروس الذين تركوا أثراً واضحاً في الحياة الأدبية الثقافية التي انتشرت في بقاع العالم ، ومازال هذا الأدب محط أنظار  القراء والمعنيين في دراسة وتتبع الآداب العالمية ،ومن بين تلك الأسماء:  بوشكين – ليرمنتوف  - غوغل – وعدد من النقاد الديمقراطيين :  غانتشيروف – تورغينيف - استروفسكي – نكراسوف – سالتيكوف – شيدرين – تولستوي – تشيخوف.ظهر تياران في الاتجاه الرومانتيكي في روسيا نتيجة التناقضات الاجتماعية الحادة، الأول اتجه ممثلوه نحو كشف معاناة الإنسان الداخلية وحياته الوجدانية واصطبغت قصائدهم بمسحة من الحزن والكآبة، أما التيار الثاني فيعود أصحابه إلى التمرد على الواقع والدعوة لحرية الإنسان وتفجير إمكاناته الذاتية والحث على النشاط والعمل لتغيير الأوضاع القائمة، وقد عرف غوركي الرومانتيكية الثورية على الشكل التالي: "تهدف الرومانيكية الفعالة لتقوية إرادة الإنسان تجاه الحياة وإيقاظ روح الاحتجاج فيه ضد الواقع وضد أي نوع من أنواع الاضطهاد".