عباس المفرجيامستردام بالإضافة إلى هواة السينما ، يزور العديد من المحترفين المهرجان الوثائقي الشهير عالميا . تضم قائمة المدعوين هذا العام 2486 اسماً من السينمائيين المعروفين وغير المعروفين ، وهو رقم قياسي طبقا لمنظمي المهرجان.
شهر تشرين الثاني، بالنسبة لأمستردام، يعني المهرجان العالمي للأفلام الوثائقية. لا يُعّد هذا المهرجان أكبر تجمع عالمي للسينما الوثائقية فحسب، بل هو أيضا، من خلال فسيفساء قصصه، نافذة على العالم. يمكن لأفلامه غير المنحازة أن تصدمك، تجعلك تتساءل أو تجعلك ببساطة تعي كم هي الحياة متنوعة ومعقدة.أمستردام هي المدينة الأخيرة لهذا النوع من المهرجانات الملهمة، كما تقول المتحدثة الرسمية للمهرجان لاورا فان هالسيما. (هذه مدينة ملأى بالشباب، والتعدد الثقافي ولها تاريخ من الحوار والمناظرة).في الواقع، هؤلاء الشباب هم الذين يجعلون المهرجان ممكنا. كل عام، يُدار المهرجان بمساعدة أكثر من 400 متطوع، يعملون مقابل الحصول على فرصة اللقاء بأناس جدد، كسب تجربة عمل، والأهم من كل شيء، رؤية أكبر عدد ممكن من الأفلام الوثائقية.لدورة هذا العام برنامج مميز حول البرازيل، يكرّس اهتمامه لتطوّر الفيلم الوثائقي البرازيلي على مدى العقد الماضي. لهذا الاهتمام صلة بالمهرجان البرازيلي الذي أُقيم في أمستردام طيلة شهر تشرين الأول.إضافة إلى فئات المسابقة الكلاسيكية، مثل الفيلم الوثائقي الرئيسي الطويل، الفيلم الذي يعرض أول مرّة وجوائز الجمهور، للمهرجان قسمين جديدين في مسابقة هذا العام ؛ الأول هو الموسيقى، ويشمل 17 فيلماً، من ضمنها فيلم حول فرقة موسيقية من هاييتي (للمخرجة ويتني داو، 2011)، فيلم عن الذكرى الأربعين لمسرح باراديسو الأمستردامي (ييرون بيركفنس، 2011)، وفيلم عن حياة موسيقي الجاز مايكل بتروسياني (مايكل رادفورد، 2011).القسم الثاني الجديد هو قسم الأفلام الخضراء، مخصص للأفلام الوثائقية التي تعنى بقضايا البيئة. خمسة عشر فيلما تغطي هذا القسم، تسجّل سلسلة طويلة من القضايا المهمة لعصرنا، من أسوأ الكوارث الصناعية في بوبال في الهند (ماكس كارلسون، 2011)، إلى تهديد صناعة السوشي للحياة البحرية (مارك أس هال، 2011)، وقصة رئيس جمهورية جزر المالديف الذي كافح لمنع بلده من الاختفاء في البحر (جون شنك، 2011).بالإضافة إلى الأفلام والجوائز، يضيّف مهرجان هذا العام المنتج والمخرج الأميركي الشهير ستيف جيمس، المعروف بعدة أفلام وثائقية، مثل ( هوب دريمز )، الفيلم الحائز على جائزة المهرجان عام 1994، (ستيفي) (2004) وفيلم (على باب المنزل الميت) (2008)، يقدّم جيمس نخبة من عشرة أفلام قمة من مهرجان أمستردام للأفلام الوثائقية. كما ستعرض على الشاشة أفلام استعادية له.فيلم افتتاح المهرجان لهذا العام، (السفير)، للمخرج الدنمركي مادس بريغر، كان مثار جدل، إذ طلب رجل الأعمال الهولندي فيليم تايسن من إدارة المهرجان سحب الفيلم من العرض. صوّر بريغر هذا الفيلم سرّا في جمهورية أفريقيا الوسطى، ويعرض فيه استشراء الفساد الإداري. يُظهر في فيلمه هذا السهولة التي يتم بها الحصول على وثائق دبلوماسية، يمكن بواسطتها تهريب الماس من جمهورية أفريقيا الوسطى، بحيث أن صانع الفيلم نفسه عُيّن قنصلا لجمهورية ليبيريا في أفريقيا الوسطى بمساعدة رجل الأعمال المشار إليه، الذي يظهر في الفيلم ممثلا لشركة تدعى (دبلوماتك سيرفس أفريكا). تقوم بالوساطة في جوازات سفر دبلوماسية، يمكن من خلالها السفر إلى مناطق الماس.يقول رجل الأعمال إنه كان ضحية خداع من قبل السينمائي، وبان الأمر كله لا علاقة له بالفساد بقدر ما هو (( لأسباب شخصية تتعلق بالمجد والشهرة )). إدارة المهرجان أحيطت علما بهذا الاعتراض، كما تقول فان هالسيما. ((وجّه تايسن رسالة إلى إدارة المهرجان، لكنه حسب علمنا لم يتقدم بشكوى قانونية.)) لذلك بقي عرض (السفير)، كفيلم افتتاح، قائما.تأسس مهرجان أمستردام العالمي للأفلام الوثائقية في عام 1988، بهدف تشجيع ثقافة السينما الوثائقية المحلية والعالمية. واليوم، في عمر الرابعة والعشرين، يشتمل برنامجه على أكثر من 300 عنوان من أرجاء الكرة الأرضية، والتي منها أكثر من 80 فيلما في عرضها الأول أثناء المهرجان.ليس فقط النخبة الجيدة من الأفلام هي التي تمنح مهرجان أمستردام منزلته الرفيعة داخل ساحة الأفلام الوثائقية المبدعة، فالمهرجان أيضا هو ملتقى مهم لشبكات الإذاعة والتلفزة ومؤسسات التمويل والإنتاج المشترك.خير مثال هو مؤسسة (فوروم)، وهي مؤسسة أنشئت عام 1993، توفر الإمكانات المالية للأفلام الوثائقية المبدعة، سواء كانت أفلاما منفردة، مسلسلات أو أشكالا جديدة من وسائل الإعلام. تسعون بالمئة من المشاريع التي ترسي على الفوروم تنتهي بأن تحصل على الضوء الأخضر. الفوروم هي أكبر ملتقى لمخرجي الأفلام الوثائقية، والمنتجين والمدراء المفوضين في أوروبا.ومثال آخر هو الدعم المالي المركّز الذي تقدمه مؤسسة (يان فرايمان) للتمويل، التي أنشئت على اسم المدير السابق لمهرجان أمستردام العالمي للأفلام الوثائقية. أثناء حياته، دعم هذا الرجل مخرجي الأفلام ا
بدء مهرجان أمستردام العالمي للأفلام الوثائقية
نشر في: 23 نوفمبر, 2011: 06:59 م