TOP

جريدة المدى > محليات > (بلامة) وصيادون يهجرون مهنتهم بسبب المضايقات الأمنية وتراكم النفايات

(بلامة) وصيادون يهجرون مهنتهم بسبب المضايقات الأمنية وتراكم النفايات

نشر في: 24 نوفمبر, 2011: 07:03 م

 بغداد (آكانيوز) يعرب العاملون في مجال الصيد و(البلامة)، عن مخاوفهم من اندثار مهنتهم لأسباب كثيرة منها الاحترازية الأمنية المشددة التي تقيد عملهم، وانحسار نسب المياه وشحة الاسماك، وانعدام العناية بضفاف الانهار، وغيرها من العراقيل التي تعرقل مزاولة مهنتهم.
وعلى الرغم من ان مهنة (البلامة) ظلت لفترة طويلة من أهم وأجمل المهن التي تتخذ مكانها المميز قرب ضفاف دجلة لتنقل العابرين من والى الجهة الأخرى، وتنظيم رحلات ترفيهية للعوائل خلال مواسم الاعياد والاحتفالات، الا أن العاملين فيها اليوم يشكون من مخاوف اندثارها لاسباب كثيرة منها الاحترازات الأمنية المشددة التي تقيد عملهم، وانحسار المياه، وشحة الاسماك، وعدم العناية بضفاف الأنهار التي غدت مكاناً لرمي النفايات.ويقول البلام مرتضى جواد (35 عاماً في المهنة) ان "السلطات الأمنية في بغداد منعت من وصول البلامة الى جسري الأحرار والصالحية، وسبق ان منعتهم من الوصول الى الجهة المقابلة لهم والقريبة من البنك المركزي العراقي، وصارت حركة العابرين شحيحة، ولعل أسوأ مشكلة في المكان هو تكدس النفايات وبقايا المراكب القديمة التي حطت على ضفة النهر". وعن سبب وجود تلك النفايات وبقايا المراكب القديمة قال ان "هذه مراكب ويخوت كانت تعمل حتى فترة قريبة،  ولكن تعطلها عن العمل وانحسار المياه وقلة عدد الزوار اضطر أصحابها الى تركها لمزاولة مهن اخرى وصارت عرضة للتآكل والظروف الجوية، ولتلك الاسباب نفسها غادر الصيادون المكان".واضاف مرتضى ان "مهنة البلامة من اقدم المهن على نهر دجلة، وكانت هناك رحلات دورية لنزهة العوائل واقامة المناسبات والاعراس، وهذه المهنة يمارسها معظم الذين تتواجد بيوتهم بالقرب من النهر تحديدًا، وقد توارثوها أبا عن جد وتعلموا ابجدياتها مثلما اتقنوا السباحة. وليس غريبًا ان تجد بينهم من اصبح غواصًا بحكم الخبرة والممارسة سنوات طويلة".اما البلام الحاج مهدي السباح فيقول "اعمل هنا منذ 50 عاماً، واعرف كل من سكن المنطقة وعمل فيها، كنت قبلا اصيد السمك ولكن اليوم ماعاد هناك سمك فتحولت الى مهنة البلام، اذ انقل الناس الراغبين بالعبور من الضفة الى الضفة الاخرى بأجور مناسبة هي افضل بكل حال من الاحوال من زحامات شوارع بغداد، خصوصا الجسور التي تربط جهتي الكرخ بالرصافة، وشهدت هذه الطريقة اقبال الزوار لفترة طويلة مابعد 2003 ولكن تدخلات السلطات الامنية بعملنا اليوم اثر كثيراً وصار العابرون اقل بسبب منعنا من الاقتراب من جسري الاحرار والصالحية، وكذلك الوصول الى الضفة القريبة من البنك المركزي العراقي بعد محاولة السيطرة عليه من قبل الجماعات المسلحة، ولذلك تناقص عدد العابرين كثيراً خصوصا زائري منطقة الشورجة وشارع النهر،الامر الذي دعاهم الى تفضيل عبور جسر الشهداء على ركوب( البلم) الذي لا يوصلهم لمبتغاهم".وعن الاجور التي يحصلون عليها يذكر السباح "كان الواحد منا يحصل على رزق طيب يصل الى ثلاثين الف دينار يوميًا (نحو 25 دولارا) ، وان كانت الاجرة بـ (250) دينارا فقط، بينما الآن الاجرة 500 دينار ولا يصل رزقنا اليومي الى 15 الف دينار،لا تكفي لشراء البنزين واصلاح عطلات (البلم".(اما زميله عمران النداوي فيقول "تربيت قرب النهر واستفدت كثيرا من آبائنا وأعمامنا الذين يعلمون صيادين وعبّارة في هذه الزوارق الصغيرة، وقد كانت منطقة الشواكة مشهورة بمعدات الصيد، وكانت متعتنا كبيرة ونحن نعيش قرب النهر ونسبح في مائه، لكن الامور تغيرت، واصبح الماء قليلاً ولا يوجد صيادون، واضاف: بالامس كانت الناس تعبر النهر للاستمتاع، ومنهم من يتنزه بجولات في النهر، ولكن الحدود المسموح بها اصبحت صغيرة جدًا. واما في عملية نقل الناس من هذه الجهة الى الاخرى فبسبب زحام الشوارع وفوضى الاسواق والارصفة فالناس تفضل ان تعبر الى الشورجة من اقرب مكان اليها، فيتبضعون ثم يعودون ليعبروا مرة اخرى، لكن حملة الممنوعات التي مر عليها اكثر من عام اثرت على عملنا كثيرا، ولانعرف الى اين نقدم شكوانا نحن اصحاب عوائل وهذه هي مهنتنا الوحيدة واذا كانوا يتعللون بالوضع الامني فلماذا لايعمدون الى تخصيص سيطرة لتفتيش العابرين وانهاء المشكلة؟.وبشأن عدد( البلامة) وحوادث النهر قال ان "عدد (البلامة) هنا أكثر من 40 شخصًا يعملون بالدور احيانًا، يأتي شخص واحد فنعبره ان كان على عجل من أمره، (البلم) يحمل أربعة أشخاص فقط من اجل ان يأتي الدور على الجميع.وقد يأتي من يرغب بالقيام بجولة نهرية لا نبتعد فيها كثيرا عن حدود المكان".ويتابع النداوي ان "الحوادث في النهر قليلة جدًا، ربما كل خمس سنوات يقع حادث مثل اصطدام بين قاربين بسبب الغفلة، منذ سنوات لم نشهد أحدا ينتحر برمي نفسه من فوق الجسر ربما بسبب كثرة السيطرات الامنية، ولكن اثناء الحرب الطائفية كانت الجثث تطفو امامنا وأحيانا نبلغ الشرطة النهرية لإخراجها، وهذه أصعب المناظر التي شاهدناها في النهر".الحاجة ام سلام، كانت تحاول نقل حاجياتها بصعوبة لاجتياز ضفة النهر تمهيدا لصعودها (البلم)، سألتها عن سبب اختيارها (البل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

«الفصائل المتقاعدة» تزاحم الإطار التنسيقي على المناصب!

غرفة البرلمان الثانية.. مجلس الاتحاد يعود إلى الواجهة وقلق من التنافس الحزبي

العمود الثامن: مستشار كوميدي!!

في معرض استذكاري.. طوفان تستعيد الفنان الفوتوغرافي عبد علي مناحي

أقدم باعة الصحف في واسط حزين على الصحافة الورقية

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

«ظاهرة العزوف» تنتشر بين الشباب.. الفساد وغياب العمل يمنعان 41‌% من دخول «القفص الذهبي»
محليات

«ظاهرة العزوف» تنتشر بين الشباب.. الفساد وغياب العمل يمنعان 41‌% من دخول «القفص الذهبي»

بغداد/ حيدر هشام في خطوة طال انتظارها، أعلنت الحكومة العراقية عن النتائج النهائية للتعداد العام للسكان 2024، والتي كشفت عن العديد من الحقائق الهامة حول التركيبة السكانية في البلاد. من بين أبرز ما كشف...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram