بغداد/ المدى جددت واشنطن تحذيراتها لطهران من التدخل في شؤون العراق، مؤكدة أنها ستلتزم حماية امن هذا البلد وسيادته بعد الانسحاب المتوقع نهاية العام الحالي، فيما يعتزم البرلمان العراقي التصويت على مشروع قرار قدمته الكتلة الصدرية يمنع بقاء أي جندي أميركي بعد الانسحاب بالتزامن مع تأكيدات أمنية عراقية بقدرة العراق على حماية أجوائه بعد الانسحاب.وفيما تدفع بعض الكتل والأحزاب، خصوصاً "التيار الصدري"، البرلمان إلى التصويت على قرار يمنع بقاء أي قوات أميركية
وتحت أي مسمى بعد نهاية السنة، يدور جدل كبير في الأروقة السياسية والعسكرية عن حاجة العراق إلى إيجاد صيغة تعاون مع واشنطن تضمن على الأقل حماية أجوائه وإدارتها. وافادت مصادر مطلعة أن التحالف الكردستاني يحاول اقناع المالكي بالموافقة على إبقاء قوات أميركية في المناطق المتنازع عليها، وقوات جوية لحماية أجواء العراق". وأكدت المصادر أن "هناك شبه اتفاق على أن يطلب المالكي من واشنطن لدى زيارته الشهر المقبل إبقاء بين 8 و12 ألف جندي أميركي بعنوان مدربين ولحماية أجواء العراق"، مبينة أن "المالكي قد يطلب من واشنطن الاستمرار أيضاً في إدارة الأجواء العراقية من خلال إعادة العمل بمنظومة الدفاع الجوي الأميركية التي تغطي جميع أنحاء البلاد حتى الانتهاء من نصب منظومة دفاع جوي عراقية والتي يتوقع إكمالها خلال السنوات الأربع المقبلة". من جانب آخر، وبعد يومين من تأكيد الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي "عجز القوات الأمنية عن معرفة تحركات القاعدة والجماعات المسلحة في اربع محافظات هي الأنبار وصلاح الدين وديالى والموصل ، بسبب عدم وجود رصد جوي"، اعلن مدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق فاروق الأعرجي أن "القوات المسلحة العراقية قادرة على حماية أراضي العراق ومياهه وأجوائه، بعد انسحاب القوات الأميركية"، واصفاً تصريحات الأسدي بـ"غير الدقيقة". ورأى الأعرجي في بيان أن "الانسحاب لن يترك أي فجوة، لكون القوات الأميركية ليس لها أي دور في هذه المحافظات منذ العام 2009"، موضحاً أن "الأجواء العراقية محمية بالشكل الذي يدعو إلى الارتياح والاطمئنان سواء لأبناء الشعب العراقي أم دول الجوار". وأكد أن "الأجهزة الأمنية تمكنت من القضاء على 95 في المئة من الإرهاب وأن الخمسة في المئة المتبقية تحت السيطرة". ويعتزم البرلمان استضافة المالكي بعد عودته من اليابان للوقوف على حقيقة وضع وقدرات القوات العراقية بعد الانسحاب الأميركي المزمع نهاية العام ، لاسيما في ظل عدم امتلاك البلاد لأي قوة جوية أو منظومة رادارات ودفاع جوي قادرة على حماية أجواء البلاد ومنع تسلل المسلحين إليه، وأرجأ البرلمان التصويت على قرار بشأن الانسحاب الأميركي كان مقرراً اتخاذه اليوم، الى ما بعد استضافة المالكي.وأكدت وزارة الداخلية العراقية أن، انسحاب القوات الأميركية لن يؤثر على عملها في حفظ الأمن. وقال وكيل وزير الداخلية لشؤون الأمن احمد الخفاجي إن "القوات الأميركية ليس لها وجود أو أثر في مسك الحدود العراقية منذ سنوات"، وأكد أن "قيادة قوات الحدود هي المسؤولة عن حفظ الحدود وكان وجود الأميركيين يقتصر على بعض المستشارين في المقار فقط".وبيّن الخفاجي أن "المخافر الحدودية تضم مباني متكاملة يجهزها مقاولون ومتعهدون بالأطعمة والاحتياجات اليومية"، وأن "عناصر من قيادة الحدود يتدربون حالياً على استخدام وصيانة أجهزة اتصال متطورة قيد النصب وهي عبارة عن منظومة تدعى جهاز (الهارس) يستخدمه حلف الناتو"، مشيراً إلى أن "العلاقات الطيبة مع الدول المجاورة تعد السبيل الأساس للمحافظة على سلامة الحدود المشتركة".
مصادر مطلعة: هناك شبه اتفاق على طلب المالكي من واشنطن إبقاء 8 -12 ألف جندي

نشر في: 24 نوفمبر, 2011: 07:10 م









