 بغداد/ إياس حسام الساموك ذكر مسؤول عسكري إيراني رفيع المستوى أن النفوذ الإيراني في العراق بدأ يأخذ مجالا أكثر مما كان عليه الوضع في السابق، ما كان محل استغراب ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي دعا طهران إلى احترام السيادة العراقية وتكوين علاقات طيبة مبنية على حسن الجوار. وقال المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة الإيرانية اللواء يحيى رحيم صفوي إن مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي كانت تخطط له أميركا قد باء بالفشل.
وتابع صفوي "نشهد تشكيل برلمان في العراق بأغلبية معينة حيث تم تدوين دستور إسلامي للبلد، في حين ان نفوذ ايران اكبر بكثير من نفوذ أميركا في هذا البلد". وتابع صفوي ان الأميركان بصدد الحد من نفوذ إيران في المنطقة، مبينا أنهم ومن خلال الهجوم على العراق وأفغانستان أسقطوا جماعة طاليبان وصدام، إلا أن قوة نفوذ إيران لم تنحسر فحسب، وإنما شهدت وتيرة متصاعدة أكثر مما مضى.وعلى الجانب الآخر، رفض ائتلاف دولة القانون مزاعم طهران، منتقدا التفسير الخاطئ للتشابه المذهبي الذي تعتمده بعض دول الجوار مع العراق.وقال النائب عن الائتلاف علي الشلاه في تصريح خص به (المدى) أمس "إن النفوذ الأول للشعب العراقي"، موضحا أن بعض دول الجوار يقرأون التشابه المذهبي على انه منطقة تأثير، معتبرا "هذه التصوّرات غير صحيحة"، معللا بـ "أن العراق الديمقراطي لا يقاد لا من السعودية ولا من إيران حسب الاختلاف العقائدي، نحن نراهن على مشروع وطني للعراقيين".ويرى الشلاه "إذا كان القصد من تصريحات صفوي تكوين علاقات جيدة مع العراق فهذا أمر مرحب به"، مستدركا "لن نكون تابعين لأي دولة سواء من الجوار أو تلك البعيدة"، مشددا "لو كان العراق وفق ما يتصوره البعض لأبقينا الأميركان".وأردف القيادي في ائتلاف دولة القانون "أن تشكيل التحالف الوطني للحكومة لا يعد نصرا لإيران، أو لجهة معينة داخل العراق، لأنه كان وفقا للديمقراطية وحصوله على المقاعد الأكثر في مجلس النواب مضيفا: ان الحكومة تكونت بمساعدة الشركاء سواء في التحالف الكردستاني أو ائتلاف العراقية"، موضحا "إذا كان رئيس الوزراء نوري المالكي من التحالف الوطني فان ذلك لا يعني أن إيران تستطيع أن تملي علينا أي شيء".في حين طالب ائتلاف العراقية، الحكومة والكتل السياسية بأخذ التهديدات الإيرانية على محمل الجد، متوقعا أن طهران سيكون لها دور كبير في رسم المشهد السياسي بعد الانسحاب الأميركي من البلاد.النائبة وحدة الجميلي قالت إن "كلام الجانب الإيراني لم يأت من فراغ وهو دليل على أن الأبواب مشرعة لهم للتدخل في الشأن العراقي".وتابعت في تصريح لـ(المدى)، أن النفوذ الإيراني سيتوسع مع اقتراب الانسحاب الأميركي من البلاد نهاية العام الحالي".وعن تصريحات الشلاه قالت النائبة عن العراقية "لا يستطيع ائتلاف دولة القانون تفنيد كلام صفوي لأنه مسؤول ويعرف تبعات تصريحاته وبالتالي انه يريد إيصال رسالة معينة بأنهم لن يكونوا بعيدين عن بغداد بعد 2011".