هيكلة الصناعةلندن/ رويترز يتضمن جهاز “آي فون” iPhone 4S الجديد الذي كشفت عنه النقاب شركة “أبل” مؤخراً، على رقاقة أسرع وكاميرا أكثر قوة وتميزاً من سابقتها، لكنه بشكل عام لم يكن به العديد من الميزات باستثناء الميزة الابتكارية الجديدة: تقنية Siri للتعرف إلى الصوت .
تعمل تقنية Siri كأنها سكرتيرة افتراضية حيث يمكنك أن تقوم بإملائها، كما أنها تقوم بفحص التقويم الخاص بك وجدولة المواعيد، وقراءة الرسائل النصية بصوت مرتفع، وعرض أسعار البورصة، كما يمكنها تحديد المطاعم القريبة أيضاً .ونظراً لأن هذه الميزة تعد مكوناً أساسياً لجهاز iPhone 4S، فلن تكون بحاجة لتشغيل تطبيق معين لاستخدام تقنية Siri . كل ما عليك القيام به هو الضغط على زر الصفحة الرئيسة الموجود بالجهاز، وبعد ذلك تقوم بالتحدث إليه مثلما تفعل مع أي شخص من خلال لغة بسيطة بدلاً من استخدام أوامر بلغة غير واضحة .لقد كانت ميزة التعرف إلى الصوت مادة خاما للخيال العلمي على مر عقود، وقد تم تطويرها خلال سنوات طويلة أيضاً . وخلال السنوات الأخيرة، تم دمجها في الأجهزة بدءاً من العرائس وحتى أجهزة كمبيوتر سطح المكتب . وقد كانت “أبل” هي أول من بدأ دمجها في أجهزة iPhone وأجهزة الجيل الثالث التي تم إطلاقها خلال العامين الماضيين والجديد والابتكاري في تقنية Siri هو مدى التقدم الذي تتمتع به . فقد وصلنا أخيراً إلى مرحلة أصبح يتم فيها التفاعل مع جهاز كمبيوتر من خلال صوتك حقيقة . هناك العديد من الأشخاص من أنصار الواجهات “الطبيعية” لأجهزة الكمبيوتر ومثيلاتها من الأجهزة . فمن السهل الضغط على شاشة أو التلويح بالأيدي أو إعطاء أمر بدلاً من الضغط على زر أو كتابة شيء ما .وقد بدأ الأمر بجهاز Wii الذي أنتجته شركة “نينتندو” الذي تمتع بميزة اكتشاف الحركة، القدرة على التفاعل مع جهاز كمبيوتر من خلال تحريك عنصر تحكم أو جسمك بطريقة معينة . وقد أصبحت هذه الإمكانية اليوم مدمجة في عناصر التحكم في الألعاب الرئيسة، كما أنها مضمنة في جميع الهواتف الذكية تقريباً والعديد من الأجهزة الأخرى المحمولة باليد .يذكر أن جهاز iPhone الأصلي من أبل هو أول ما قدم فكرة الحوسبة عن طريق لمسات الإصبع - إمكانية التفاعل مع جهاز كمبيوتر بمجرد الضغط بإصبعك على الشاشة - من دون الحاجة إلى استخدام قلم تسجيل أو لوحة مفاتيح فعلية . وقبل ظهور جهاز iPhone، لم يكن هناك احتمال لوجود لوحة مفاتيح فعلية . واليوم، أصبحت معظم الهواتف الذكية وجميع الأجهزة اللوحية تقريباً معتمدة على خاصية اللمس .يمكن لتقنية Siri أن تصبح معياراً جديداً للصناعة . فمن الممكن أن نتوقع قريباً أن نتحدث إلى جهاز كمبيوتر للحصول على معلومات أو لأغراض الاتصال، بدلاً من الضغط أو الكتابة أو النقر .يتمتع التفاعل الصوتي بالعديد من الميزات التي لا تتوفر في الطرق القياسية . فهو يقلل ضرورة النظر إلى الشاشة، وهذا بالطبع له العديد من الميزات ليس فقط للأشخاص الذين يعانون ضعفا في البصر، ولكنه مفيد للأشخاص الآخرين أثناء القيادة أو المشي أو التدريب أو الذين لا يمكنهم تركيز بصرهم على الشاشة . عادةً ما يتم تشتيت الانتباه أثناء القيادة من خلال الرسائل النصية أو التعامل مع مشغل الموسيقى مما يعرض السائقين إلى خطر كبير .في السنوات الأخيرة، لاحظنا وجود العديد من التطبيقات للهواتف الذكية . لكن كلما كانت التطبيقات كثيرة، تصبح إمكانية العثور على التطبيق المناسب أمراً صعباً . لقد ساعدت إمكانية التفاعل الصوتي على التخلص من كل هذه الفوضى حيث تعمل على تلبية احتياجات العملاء . فبدلاً من الحاجة إلى البحث عن التطبيق الخاص بأسعار البورصة وكتابة رمز البورصة لشركة “أبل”، يمكنك معرفة آخر أسعار البورصة من “أبل” من خلال السؤال عنها فقط .وبالنسبة للعديد من الأشخاص، سيكون إنشاء رسالة نصية أو بريد إلكتروني بأصواتهم أسهل من كتابته من خلال لوحة مفاتيح فعلية .يذكر أن معظم ما قامت شركة “أبل” بالإعلان عنه مؤخراً، قد تم عرضه من قبل . فقد كانت تقنية Siri نفسها موجودة من قبل كتطبيق يمكن تنزيله من متجر App Store الخاص بشركة “أبل” . وعلى الرغم من قيام الشركة بإزالتها وتعطيل النسخ الموجودة منها ، وقامت بمثل هذا مع العديد من الميزات الموجودة في جهاز iPhone 4S، إلا أن هذه الميزات ليست بمثل قوة وتميز تقنية Siri المدمجة .ومع هذا، يظل هناك احتمال ألا تكون تقنية Siri على مستوى التوقعات عند استخدامها في العالم الحقيقي . لم أقم بتجربة الميزة الجديدة حتى الآن، لكن من المعروف أن نتائج استخدام تقنيات التعرف إلى الصوت لا تكون واحدة . فهي تستغرق الكثير من الوقت ليتم استخدامها مع وجود الكثير من الضوضاء أو الكلام السريع أو اللكنات غير الواضحة . لقد قمت بتجربة العديد من تقنيات التعرف إلى الصوت وسرعان ما توقفت عن استخدامها، وذلك لأنها لم تكن دقيقة وكانت غير جيدة في استخدامها .لكن من المتوقع أن تكون تقنيةSiri  مختلفة، فشركة “أبل” مقتنعة بها . كما