قلْتِ لي : كيف لو أفلحوا ؟! مَن سيضربُ لي خيمةً عند أبوابهم للمناحةِ لو أفلحوا ؟ غير أنك لم تسمعي عند بابي
ضجة الروح تحت اصفرار المساء والخريف الذي ظل في غرفتي ساكناً كالغبار الخريف الذي ظل يتبعني في المنافي ! أنت لم تعرفي طائراً يختفي في زوايا المقاهي في المحطات والحافلات أو يقضِّي نهاراته في الغرف طائراً يتفنن في نتف ريش الجناح طائراً يحتمي بالقوافي وظلام النهار حُداء خبّأوا ضوءهم عند منتصف الليل سارت على هونها إبلٌ كان حشد النجوم زينة في سماء البراري فليكن بعض هذي النجوم "رجوماً" وليكن بعض هذي النجوم الدليل خوّضوا في مياه السهول وضياء القمر خوضوا واستمر السفر ! أنتِ لم تلمحي ناقتي إذ تحيد عن النجم غامضة السير لم تأخذيها إلى السيل مثلي ولم تبصري عينها وهي تغرق بالدمع أو عنقها يشرئِبّ وأضلاعها تستطيل ! حداء قيلَ : هذي ( الرحاب ) ثم سرنا نهاراً بأكمله وسألنا.. قيل: هذي (الرّحاب) وقطعنا من الليل أكثره لم نسل.. غير أن الدليل قال : لمّا نزلْ في ( الرحاب ) أنت لم تعرفي كيف صيَّرني البعد شاهدة تتحرك في الرمل كيف أفقتُ على نخلة في القفار جذعها كان محتشداً بالفسائل خضراء والركب يغتسلون من السيل غير بعيد وبعضٌ يؤجج نار الغضا والغروب انحنى في (الرحاب ) أنت؟! أم نخلة تلك؟ أم سِدرة المنتهى ؟ والمدى أهو الرمل ؟ أم لمعة الآل أم غابة للغضا أم خيام البُداة ؟
من قصائد الفقيد: الــــــرحـــــــــاب
نشر في: 2 ديسمبر, 2011: 06:21 م